آخر الأخبار

شاهد.. كيف تنمو ثمرة يقطين إلى حجم سيارة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

هل يمكن أن يصل وزن ثمرة يقطين إلى ما يعادل سيارة صغرة؟ قد تظن للوهلة الأولى إذا صادفت ثمرة بهذا الحجم، أنها قطعة ديكور صناعية ضخمة، قد تم تصميمها لأحد المهرجانات.

لكن الحقيقة أنه يمكن بالفعل الوصول بثمرة هذا النوع من الفاكهة إلى هذا الحجم، بحسب تجربة مهندس أميركي يهوى زراعة اليقطين، نقلتها وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

ومنذ سنوات يهوى توني سكوت، المهندس في صناعة أشباه الموصلات زراعة اليقطين في الفناء الخلفي لمنزله، ليدخل سنويا في سباق مع مزارعين آخرين يسعون لزراعة أكبر ثمرة ممكنة، وحصد هذا العام المركز الثالث بعد أن بلغ وزن ثمرته 876 كيلوغراما.

وكما لو كانت مشروعا علميا دقيقا، يولي سكوت عناية فائقة بثمرته، إذ يسقيها بعناية، ويغطيها ببطانية في الليالي الباردة للحفاظ على حرارتها، ويقيس محيطها يوميا بشريط قياس يلتف حولها مثل حزام لا يكاد يكفيها.

وإليك مقطع فيديو قصيرا من أسوشيتد برس يوضح شكل وحجم الثمرة:

العلم وراء العملاق البرتقالي

والعناية الفائقة التي يوليها سكوت بثمرته، ليست السبب الوحيد لهذا الحجم، فالسر خلف هذا العملاق البرتقالي يكمن في تحالف دقيق بين الجينات والماء والضوء، فالجينات الموروثة من سلالة "أتلانتك جاينت" تمنح النبات قدرة استثنائية على تخزين المغذيات.

وهذه السلالة صنف كندي من بذور اليقطين، تم تطويره في السبعينيات بواسطة المزارع هوارد ديل لإنتاج ثمار عملاقة، تُعرف بقدرتها على النمو إلى أوزان تتجاوز الطن الواحد.

وفي القرن الـ19، كانت أصناف اليقطين التقليدية تنتج ثمارا بوزن لا يتجاوز 20-30 كيلوغراما، لكن في خمسينيات القرن الـ20، بدأ مزارع كندي اسمه هوارد ديل بتجارب تهجين طويلة الأمد بين أصناف كبيرة من اليقطين بهدف الحصول على ثمار أكبر حجما وأسرع نموا.

واستمر المزارع في اختيار البذور من أكبر الثمار في كل جيل، وإعادة زراعتها في العام التالي، وهي الطريقة الكلاسيكية في الانتقاء الصناعي، وبحلول عام 1979، سجّل صنفه الجديد رسميا باسم "العملاق الأطلنطي"، وحاز على اعتراف عالمي بعد أن تجاوزت ثماره وزن 200 كيلوغرام في مسابقات النمو.

إعلان

الدراسات على العملاق الأطلنطي سجلت نشاطا مرتفعا في الجينات المنظمة لانقسام الخلايا في مرحلة النمو المبكر، وزيادة في معدل النقل عبر الأوعية، مما يسرّع إيصال الكربوهيدرات والماء إلى الثمرة.

كما سُجلت طفرات طبيعية في الجينات التي تضبط توقف النمو، مما يجعل الثمرة تستمر في التضخم لفترة أطول قبل أن تنضج.

مصدر الصورة ثمرة اليقطين العملاقة (أسوشيتد برس)

عناية مختلفة

وبعد الزراعة، تبدأ مرحلة العناية الدقيقة، متمثلة في ماء وفير، إذ تستهلك هذه النباتات مئات اللترات من الماء يوميا، وتعتمد على نظام داخلي قوي يسمح لها بامتصاص المغذيات بسرعة،

وغالبا يبقى أي يقطين آخر على النبات صغيرا ويوجه كل الماء والمواد المغذية إلى ثمرة واحدة فقط، مما يعطيها تفوقا على البقية.

ويأتي ضوء الشمس ليغذي عملية البناء الضوئي التي تحوّل الطاقة إلى كتلة ضخمة، وهذا ما يجعلها تكبر إلى أحجام لا تراها في الطبيعة، كما توضح الباحثة النباتية أليكا بورسوك من حدائق نيويورك النباتية.

وتنمو الثمرة بشكل عرضي، وليس طوليا بفعل تأثير الجاذبية، والسبب أنه عندما يبدأ اليقطين في الكبر، يصبح وزنه ثقيلا جدا، أحيانا مئات الكيلوغرامات، فلا يستطيع قشره الرقيق ولا ساقه الداعمة تحمل النمو الرأسي، وبفعل الجاذبية، يتجه وزن الثمرة إلى الأسفل، مما يضغطها من الأعلى ويفردها من الجانبين.

هل يمكن أن يواصل النمو بلا نهاية؟

ومع اتجاه الثمرة للنمو مع مزيد من الاهتمام والرعاية، فإنها ستصل في النهاية إلى مرحلة تتوقف فيها عن النمو.

هذه الثمرة تُزرع خصيصا من أجل الحجم لا الطعم، لذلك يكون لبها ليفيا وسميكا ونكهتها باهتة، مقارنة بأنواع القرع الصغير المستخدمة في الطهي والحلويات، كما أن المزارعين يمدونها بكميات كبيرة من الماء والأسمدة لتحفيز نموها السريع، مما يقلل من جودة مذاقها الطبيعي.

وتتميز عائلة القرعيات التي تضم إلى جانب اليقطين، خضروات وفواكه أخرى مثل الكوسة والخيار والبطيخ والشمام، بقدرتها على إنتاج ثمار ضخمة نسبيا بفضل نموها السريع وتخزينها الكبير للماء.

ورغم أن بعض أفرادها، كالبطيخ والكوسة، يمكن أن يصلوا إلى أحجام مذهلة، فإن القرع العملاق من نوع "أتلانتك جاينت" يظل العملاق الحقيقي بين أقاربه، فبفضل خصائصه الوراثية ونظام جذوره القوي، يستطيع أن يختزن كميات هائلة من الماء والمغذيات، لينمو إلى أحجام تفوق جميع أفراد عائلته الزراعية بمراحل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار