في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تضمن مقطع فيديو نُشر على قناة تلغرام "المراسل العسكري"، واستعرض تطور طائرات أسرة "ميغ"، إشارة إلى النموذج التجريبي من المقاتلة الشبحية للجيل الخامس "ميغ 1.44".
وقد جرى تصميم هذه الطائرة بالفعل، بل أُنتج منها نموذج تجريبي صعد إلى السماء، وكان من المقرر أن تُختبر عليها تقنيات مقاتلات الجيل الخامس. إلا أن العمل على المشروع توقّف مطلع القرن الجديد لأسباب متعددة.
جاء تطوير "ميغ 1.44" في أواخر تسعينيات القرن الماضي كردّ روسي على المقاتلة الأمريكية "F-22 Raptor"، التي عُدّت أول طائرة من الجيل الخامس. وقد صُممت "ميغ 1.44" لتكون طائرة واعدة للمستقبل، بهيكل يعتمد على تقنيات التخفي عن الرادار، وبحجرات داخلية لتخزين الصواريخ، على غرار ما هو مستخدم في الطائرات الشبحية الحديثة.
زُوّدت الطائرة برادار قادر على اكتشاف ما يصل إلى 40 هدفا من مسافة تتجاوز 400 كيلومتر، ووفقا لتقديرات المصممين، كان من المفترض أن تصل سرعتها إلى نحو 2450 كيلومترا في الساعة، وأن تحلّق على ارتفاع يصل إلى 20 كيلومترا، بمدى يبلغ حوالي 4000 كيلومتر.
جهّزت "ميغ 1.44" بمحركات من نوع AL-41F بقوة دفع تبلغ 18 ألف كيلوغرام، مما منحها خصائص طيران استثنائية. بلغ طول الطائرة 17.3 مترا، وباع جناحيها قرابة 12 مترا، ما جعلها أشبه بـ"وحش طائر" مصنوع من التيتانيوم والمواد المركبة، وقادر على تنفيذ مناورات بهلوانية بسرعات تفوق سرعة الصوت.
وكان من المخطط استخدام "ميغ 1.44" كمنصة لاختبار تقنيات الجيل الخامس المستقبلية. غير أن المشروع أُوقف في مطلع الألفية، نتيجة نقص التمويل وصعوبة تطوير مشروعين للجيل الخامس في آن واحد ("سو-57" و"ميغ 1.44")، إلى جانب إعادة هيكلة قطاع الصناعات الدفاعية في روسيا آنذاك.
ورغم توقف المشروع، لم تذهب التقنيات التي استُخدمت في تصميم "ميغ 1.44" سدى، إذ شكّلت أساسا لتطوير المحركات وأنظمة التحكم والإلكترونيات الجوية الحديثة التي تُستخدم اليوم في الطائرات الحربية الروسية.
إرث "ميغ 1.44":
إن التأكيد على أن التقنيات لم تذهب سدى هو صحيح تماما. وأصبحت "ميغ 1.44 مختبرا طائرا ومانحا تكنولوجيا:
واليوم، يتم حفظ "ميغ 1.44" كقطعة متحفية تذكّر بوقت كان فيه الطيران الروسي يخطو خطوة نحو المستقبل، متقدما على عصره.
المصدر: روسيسكايا غازيتا