آخر الأخبار

"القمر ذو الوجهين".. الصين تكشف اختلافا كبيرا بين جانبي رفيق الأرض

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تشير دراسة نشرت يوم 30 سبتمبر/أيلول في مجلة "نيتشر جيوساينس" إلى أن باطن الجانب البعيد من القمر أبرد من باطن الجانب القريب الذي نراه من الأرض، في دليل جديد على أن اختلاف وجهي القمر يتجاوز السطح إلى الأعماق.

ويستند البحث إلى تحليل أول عينة تجمع من الناحية البعيدة، حملتها إلى الأرض مهمة "تشانج آه 6" الصينية العام الماضي.

حلل فريق من جامعة كلية لندن الجامعية وجامعة بكين، شظايا من التربة والصخور جمعت من فوهة واسعة في الناحية البعيدة، وأكد الباحثون أن عمر الصخر يبلغ نحو 2.8 مليار سنة، ثم قارنوا التركيب الكيميائي لمعادن العينة بنماذج محاكاة لقياس حرارتها عند التبلور من الحمم العميقة.

وفقا للدراسة، بلغت حرارة التشكل 1100 درجة مئوية، وهي أقل بنحو مئة درجة مئوية من درجات الحرارة المسجلة في عينات جاءت من الجانب القريب خلال بعثات سابقة مثل أبولو.

مصدر الصورة القمر مختلف بوضوح بين الجانبين على السطح (شترستوك)

تسخين أقل في الجانب البعيد

يقول المؤلف المشارك في الدراسة -شويلين جو طالب الدكتوراه في علوم الأرض بجامعة بكين- في تصريحات للجزيرة نت، إن القمر مختلف بوضوح بين الجانبين على السطح، وكان يشتبه أن الاختلاف يمتد إلى الداخل، وتقدم الدراسة أول دليل من عينات حقيقية على وجود فارق حراري في الباطن.

يفترض الباحثون أن الجانب البعيد يضم كميات أقل من العناصر المولّدة للحرارة مثل اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم، التي تسخن الصخور ببطء عبر التحلل الإشعاعي.

وترتبط هذه العناصر عادة بمكون يعرف باسم "كرييب"، وهو مكون جيوكيميائي لبعض الصخور القمرية البازلتية المنصهرة التي خلفتها الاصطدامات، كان يفترض أن يتوزع بالتساوي في القمر حين كان منصهرا بعد تشكله من اصطدام هائل بالأرض.

لكن أدلة متزايدة، تدعمها هذه الدراسة، تشير إلى تكتل هذا المكون في وشاح الجانب القريب من القمر، ما يفسر نشاطه البركاني الأكبر تاريخيا وظهور البحار البازلتية الداكنة عليه، مقابل قشرة أكثر سماكة وتضاريس أوعر على الجانب البعيد.

إعلان

يضيف جو "تظهر النتائج أن الفروق بين وجهي القمر ليست سطحية فحسب، بل تصل إلى أعماق الوشاح، نحن نقترب من فهم السبب الذي جعل أحد الوجهين أكثر نشاطا ودفئا عبر المليارات من السنين".

لغز قديم يقترب من الحل

أجرى الفريق تقنيات تأريخ دقيقة عبر نظائر الرصاص لتثبيت العمر، ثم قدروا حرارة التبلور من تركيب المعادن، ومن أجل استنتاج أقدم لحالة الباطن، قارن الباحثون ما يسمى حرارة "الصخر الأم" (قبل ذوبانه) بقيم مأخوذة من عينات الجانب القريب، فظهر الفارق نفسه تقريبا نحو مئة درجة مئوية.

ولتعويض محدودية العينات، استعان الفريق ببيانات أقمار صناعية من موقع هبوط "تشانج آه 6" وقارنوها ببيانات مكافئة في الجانب القريب، فظهرت فجوة حرارية إضافية بنحو 70 درجة مئوية لصالح برودة الناحية البعيدة.

يوضح جو أنه إلى جانب نقص العناصر المولدة للحرارة في البعيد، تستعرض الدراسة تفسيرات أخرى تداولها العلماء، منها احتمال أن اصطداما قديما ضخما هز باطن القمر ودفع المواد الأكثر كثافة والغنية بالعناصر المشعة نحو الجانب القريب، أو سيناريو قمر ثان صغير اندمج مبكرا فترك "بصمتين حراريتين" مختلفتين، أو أن شد جاذبية الأرض ساهم في إبقاء القريب أسخن.

ويقول الباحثون إن القمر يبرد ببطء شديد منذ نشأته، ما يعني أن أي لا مساواة حرارية بين الوجهين يتوقع أن تدوم طويلا، وتؤكد الدراسة أن تحديد درجة حرارة الوشاح الحالية بدقة يحتاج قياسات إضافية، لكن المؤشرات تتراكم باتجاه صورة "قمر بوجهين" حقا.

لا يقتصر أثر النتائج على فهم تاريخ القمر فحسب، فالمعرفة الدقيقة بكيفية توزع الحرارة والعناصر في داخله تساعد في تفسير مواقع البراكين القديمة، وتطور القشرة، وربما تخطيط بعثات مستقبلية لاختيار مواقع هبوط آمنة وغنية علميا، خصوصا على الناحية التي لم تستكشف ميدانيا من قبل، وفقا للباحث المشارك في الدراسة.

ويضيف جو "نسميها أحيانا القمر ذو الوجهين، هذه الدراسة تقول لنا إن اختلاف الوجهين ليس قشرة فحسب، إنه قصة حرارة وتركيب في الأعماق، وكل عينة جديدة من الناحية البعيدة تضيف سطرا جديدا إلى هذه القصة".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار