آخر الأخبار

إشارات من "مخلوق أسطوري مُجنح"!

شارك

في تاريخ المراصد الفضائية وهي توجه عيونها وأجهزة التقطاها إلى السماوات البعيدة بحثا بما في ذلك عن إشارات قد تأتي من كائنات عاقلة، سُجلت حادثة مثيرة في مرصد أسترالي.

CC BY 2.0 / Ian Sutton / Parkes Radio Telescope

ذات يوم في عام 1998 رصد الخبراء العاملون في مرصد "باركس" الواقع في ولاية "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، باستخدام تلسكوب راديوي، إشارات لاسلكية غامضة.

هذه الإشارات استمرت بضعة ملي ثانية فقط، وكانت قوية جدا. حار الباحثون في تحديد مصدرها، واعتقد أن مصدرها قريب من الأرض. إحدى الفرضيات اقترحت أن مصدرها قد يكون البرق.

هذه الإشارة الغامضة التي كانت تُرصد منذ ذلك التاريخ مرة أو مرتين في العام، أطلق عليها اسم "بيريتون" تيمنا بكائن أسطوري، وهو مخلوق هجين يجمع بين هيئة الغزال وريش الطائر بجناحين يمكنانه من الطيران.

استمرت حيرة العلماء من الإشارات الغامضة حتى يناير 2015، حين بدأت الشكوك حول حقيقتها تساور العلماء.

بحثا عن حل لهذا اللغز، لجأ العاملون في المرصد إلى استخدام جهاز إرسال جديد لتحديد تردد الإشارات الغامضة. تبين أن التردد مقياسه حوالي 2.4 غيغاهرتز، وهو يطابق تردد أفران الميكروويف والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى بما في ذلك أجهزة توزيع الإنترنت "واي فاي"، ومودمات "راوتر" الجيل الرابع.

مصدر الصورة

الاختبارات والفحوص لم تكشف في البداية أي ارتباط بين تشغيل فرن الميكروويف الموجود في مطبخ المرصد وإشارة "بيريتون" الغامضة.

انكشف سر الإشارة اللاسلكية الغامضة وعلاقتا بفرن الميكروويف حين تصادف أن فتح أحد العاملين باب فرن تسخين الطعام قبل أن ينتهي من عمله.

الفحوصات اللاحقة أكدت أن الفتح المبكر لباب فرن الميكروويف قبل انتهاء المدة المحددة، أدى إلى صدور إشارة "بيريتون"، وأنها انتقلت من الفرن إلى التلسكوب الراديوي.

في وقت لاحق، كشف سيمون جونستون، رئيس فريق علماء الفيزياء الفلكية في المنظمة الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية أن إشارة "بيريتون" كانت تظهر حصريا خلال النهار. السبب أصبح جليا الآن، لا أحد يعمل في المرصد في المساء، وبالتالي لم يُفتح باب فرن الميكروويف فجأة في هذه الفترة لتلتقط إشارته الأجهزة المخصصة للفضاء!

الجدير بالذكر أن المراصد الفلكية تُبنى في العادة في مناطق بعيدة عن تغطية الهواتف المحمولة ومحطات الراديو وإشارات "الواي فاي"، مثل مرصدي جنوب إفريقيا وتلسكوب نيوزيلندا.

مصدر الصورة

علاوة على ذلك لا يُسمح بدخول هذه المراصد صحبة أجهزة لاسلكية أو مودم إلا بعد الحصول على إذن خاص.

لاحقا جرى بناء تلسكوب جديد في غرب أستراليا. المسؤول سيمون جونستون وصفه بأنه "أهدأ مكان للعمل الفلكي على وجه الأرض"، ومكانه خارج تغطية الهاتف المحمول ومحطات الراديو وإشارات "الواي فاي".

توجد العديد من الحوادث المشابهة التي ظُن في البداية أنها إشارات غامضة من الفضاء البعيد من بينها إشارة تلفزيونية من طائرة في أستراليا. رصدت الإشارة في منطقة نائية عام 2013، وتبين أنها انعكست من طائرة ركاب كانت تحلق في السماء.

هكذا تحدث أحيانا مصادفات تجعل موجات فرن ميكروويف تبدو كما لو أنها إشارات لاسلكية غامضة مثل مخلوق أسطوري مجنح!

المصدر: RT

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار