أثبتت دراسة حديثة وجود علاقة واضحة بين سمات شخصية سلبية تعرف بـ"الرباعية المظلمة" وسلوكيات العنف أو الإهمال تجاه الحيوانات.
غالبا ما يُصوّر المختلون عقليا في السينما على أنهم يؤذون الحيوانات. وتؤكد الدراسة التي أجراها فريق من جامعة بلغراد في صربيا أن هذا التصوير الفني يحمل أساسا علميا.
ودرس الباحثون العلاقة بين المواقف تجاه الحيوانات وسمات "الرباعية المظلمة"، التي تشمل: النرجسية والميكافيلية والاعتلال النفسي والسادية. وتميز هذه السمات بالأنانية ونقص التعاطف والاندفاع والرغبة في إلحاق الألم أو السيطرة على الآخرين.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات عالية من الاعتلال النفسي والسادية يميلون إلى تبني ما يُعرف بـ"التمييز على أساس النوع"، وهو الاعتقاد بأن البشر أرقى وأعلى قيمة من الحيوانات، ما يبرر استغلالها في الغذاء أو الملابس أو التجارب العلمية.
كما ارتبطت هذه السمات بانخفاض الاستعداد لمساعدة الحيوانات، بينما لوحظ ارتباط طفيف بين الميكافيلية وزيادة استهلاك اللحوم، في حين لم تلعب النرجسية دورا مهما في المواقف تجاه الحيوانات.
وقالت الدكتورة ماريا برانكوفيتش، الباحثة في الدراسة: "وجدنا أن سمات الرباعية المظلمة، خاصة الاعتلال النفسي والسادية، ترتبط بارتفاع مستوى التمييز ضد الحيوانات ودعم استغلالها، إلا أن المواقف الاجتماعية العامة تلعب دورا أكبر في علاقتنا بالكائنات الحية".
وأظهرت دراسة ثانية أن الأشخاص ذوي المستويات العالية من الاعتلال النفسي يميلون إلى الإيمان بالتسلسلات الهرمية الاجتماعية، معتبرين أنفسهم فوق الحيوانات من حيث الأهمية. أما التعاطف وفهم الآخرين، فكان مرتبطا بتقليل التمييز على أساس النوع وزيادة الاهتمام برفاهية الحيوانات.
وخلص الباحثون إلى أن سمات "الرباعية المظلمة" ترتبط بقسوة المشاعر وقلة التعاطف، ما ينعكس سلبا على سلوكيات البشر تجاه الحيوانات. وأكدوا أن تعزيز التعاطف وفهم الآخر قد يكون مفتاحا للحد من إساءة معاملة الكائنات الحية.
المصدر: ديلي ميل