شيّدت قبائل البدو التي عاشت في جنوب روسيا خلال العصر البرونزي مساكنها المتنقلة من الطوب والطين.
اكتشف علماء الآثار الروس أن البدو الذين عاشوا في المناطق الجنوبية من السهل الروسي قبل نحو 3.2-5.5 ألف عام، أتقنوا تقنيات بناء متطورة بشكل غير عادي، واستخدموها لإنشاء منازل متنقلة من طوب الدبال والطين ومواد أخرى متاحة، وفقا لما أفادت به متحدثة باسم صندوق العلوم الروسي.
وقالت ناتاليا شيشلينا، الباحثة الرئيسية في متحف بيتر العظيم للأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية:"سمح المستوى العالي من مهارات البناء لدى البدو بافتراض أن قبائل العصر البرونزي التي عاشت في جنوب السهل الروسي، شأنها في ذلك شأن قبائل السكيثيين والسارماتيين، بنت منازل قابلة للفك، وربما حتى نقلت أجزاءها، أو ربما المنازل بكاملها على عربات. وعلى الأرجح، أصبح السكن القابل للفك من عصر البرونز أساسا لليورت (الخيمة) الكلاسيكي لبدو أوراسيا، الذي لا يزال بعض المغول يعيشون فيه حتى الآن."
جاء هذا الاستنتاج خلال تحليل نتائج التنقيبات في منطقة روستوف، حيث تنتشر التلال والمدافن الخاصة بالبدو القدامى من العصر البرونزي الذين قطنوا سهول إقليم كالميكيا ومنطقة روستوف المعاصرين خلال الألفية الرابعة إلى الثانية قبل الميلاد.
وفي هذا الإقليم، اكتشف علماء الآثار 16 موقعا موسميا، وأظهرت دراسة العظام الحيوانية أن سكان السهول عاشوا هناك مع قطعان حيواناتهم خلال الفصول الدافئة وأحيانا في الشتاء.
وأوضحت شيشلينا أن طبيعة بناء منازل هذه الشعوب يمكن تحديدها من خلال المواد الخام وتقنيات البناء المستخدمة في تشييد التلال وتجهيز المدافن. وأظهر تحليلها أن سكان سهول كالميكيا ومنطقة روستوف امتلكوا مهارات متقدمة بشكل غير عادي، واستخدموا مجموعة واسعة من مواد البناء، بما في ذلك كتل الطين غير المحروق والحصير المصنوع من القصب.
وأضافت شيشلينا:"امتلاك البدو لهذه المهارات، إلى جانب عدم وجود بقايا معروفة للمباني السكنية، يدعم فكرة أن هؤلاء الناس بنوا منازل مؤقتة وقابلة للفك من الطوب المصنوع من الدبال والطين الأصفر ومواد أخرى سريعة التلف. وربما فككوا هذه المباني ونقلوا مكوناتها معهم أثناء ترحالهم عبر السهول، ما يفسر العدد القليل جدًا من البقايا المادية في المواقع المكتشف".
المصدر: Naukatv.ru