لفتت التنقيبات الأثرية الحديثة في مدينة طروادة الأسطورية أنظار علماء الآثار مجددا، بعد اكتشاف ما وصفه الباحثون بأنه أحد أهم القطع الأثرية في القرن الحالي.
وأثارت التنقيبات الأثرية الحديثة في مدينة طروادة الأسطورية انتباه علماء الآثار مجددا بعد العثور على مجموعة من القطع النادرة التي تُعد من أهم الاكتشافات في القرن الحالي، وفقا لوكالة Arkeonews.
وشملت القطع المكتشفة دبوسا ذهبيا يبلغ عمره 4500 عام، وحجر اليشم النادر، ودبوسا برونزيا، تعود جميعها إلى العصر البرونزي المبكر. ولم تكن دبابيس الأزياء (الفيبولا) في العصور القديمة تُستخدم لتثبيت الملابس فحسب، بل كانت أيضا رمزا للمكانة الاجتماعية والثروة. ويُعد النموذج المكتشف نادرا للغاية، إذ لم يُعثر في العالم سوى على نموذجين مشابهين، ويتميز بحالة حفظ استثنائية.
وتم العثور على الدبوس الذهبي في الطبقة الثقافية لطروادة الثانية (Troy II)، مما أتاح تأريخ هذه الفترة بدقة إلى حوالي عام 2500 قبل الميلاد. وأسهم الاكتشاف في حل جدل طويل وتحديد الإطار الزمني لبداية العصر البرونزي في المنطقة. كما تضمّن الاكتشاف حجر اليشم النادر، الذي كان يُقدّر في العصور القديمة كرمز للسلطة والثروة، وربما كان من المخطط صنع قطعة مجوهرات منه، مثل قلادة أو خاتم. ويؤكد هذا الأثر على وجود روابط تجارية واسعة لطروادة واستخدام السلع الفاخرة في الحياة اليومية والطقوسية.
تقع طروادة قرب مدينة جناق قلعة التركية المعاصرة، وامتدت شهرتها عبر آلاف السنين بفضل المزج بين التاريخ والأساطير، وخلّدها هوميروس في "الإلياذة" التي تحكي قصة الحرب الطروادية.
بدأت الأبحاث الأثرية في طروادة منذ أكثر من 160 عاما، وكانت الحفريات الأكثر شهرة تلك التي قام بها هاينريش شليمان في القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، حدد العلماء تسع طبقات استيطانية رئيسية على الأقل (من طروادة I إلى طروادة IX)، تمتد من العصر البرونزي المبكر حتى الفترة البيزنطية، لتظهر الأهمية المستمرة لطروادة كمحور استراتيجي يربط بين بحر إيجه والبحر الأسود.
المصدر: Naukatv.ru