في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في أكتوبر/تشرين الأول 2025، يقف القمر في أثناء حركته اليومية في سماء الليل، إلى جوار 4 كواكب لامعة، وهي فرصة ممتازة للتعرف على أماكن هذه الكواكب بالعينين المجردتين.
ويتغير موضع القمر في السماء كل ليلة، فتارة نجده قريبا من موضع غروب الشمي وتارة نراه في كبد السماء بعد الغروب، يحدث ذلك بسبب دورة القمر حول الأرض.
وتبدأ لقاءات القمر مع الكواكب في 5 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يقف في المساء إلى جوار جرم أبيض إلى أصفر لامع نسبيا، وهو كوكب زحل، الذي يقف هذه الأيام في أقرب نقطة له من الأرض، ومن ثم يكون ألمع وأوضح من المعتاد.
وتلمع الكواكب مثل زحل كالنجوم في سماء الليل، ذلك لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، لكنها أبعد بكثير من القمر، فتظهر في صورة نجوم.
زحل هو الكوكب السادس من الشمس، ويُعَدّ ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية بعد المشتري، لكنه أخف منها بكثير حتى إنه لو وُضع في محيط مائي ضخم لتطفو كتلته نظرًا لانخفاض كثافته.
أكثر ما يميز هذا الكوكب هو تلك الحلقات المبهرة التي تحيط به، والمكوّنة من مليارات الجسيمات من الجليد والصخور والغبار، بعضها لا يتعدى حجم حبة الرمل، وبعضها يصل إلى حجم جبل.
مثل المشتري، يتكون زحل في معظمه من الهيدروجين والهيليوم، ولا يملك سطحًا صلبًا، أما أقماره فهي عوالم غريبة بذاتها، وأشهرها تيتان الذي يمتلك غلافًا جويا سميكا وبحيرات من الميثان السائل، وإنسيلادوس الذي يقذف نوافير من الجليد والماء من محيط خفي تحت سطحه، ما يجعله أحد أبرز المرشحين للبحث عن حياة خارج الأرض.
أما في فجر 14 أكتوبر/تشرين الأول، فإن القمر سيقف قريبا من جرم أبيض لامع بوضوح في سماء الليل، وهو كوكب المشتري، والذي يكتسب ارتفاعا في السماء يوما بعد يوم، وقريبا نراه في المساء.
المشتري هو أضخم كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق، حتى أنه يساوي وزنه أكثر من ضعفي مجموع بقية الكواكب معا.
يتكون هذا الكوكب العملاق أساسا من غازي الهيدروجين والهيليوم، ما يجعله شبيها بنجم فاشل لم يكتمل اندماجه النووي، والواقع أن سطحه الذي نراه ليس صلبًا، بل غيوم كثيفة تدور بعنف وتشكّل عواصف هائلة، أشهرها البقعة الحمراء العظمى، وهي إعصار ضخم أكبر من الأرض مستمر منذ قرون.
أما قبل شروق شمس يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، فإن القمر في طور الهلال يقف إلى جوار جرم لامع بوضوح باللون الأبيض أعلى الأفق الشرقي، وهو كوكب الزهرة، وهي فرصة ممتازة لرصده، لأنه سيدخل في وهج الشمس قريبا ولن نراه لفترة.
الزهرة يُلقَّب أحيانًا بـ توأم الأرض الشرير، فهو قريب جدًا من كوكبنا في الحجم والتركيب، لكن الاختلافات تجعله عالما جحيميا، فلافه الجوي كثيف للغاية ومكوَّن بمعظمه من ثاني أكسيد الكربون مع سُحب من حمض الكبريتيك، مما يولّد ظاهرة احتباس حراري خارق ترفع حرارته السطحية إلى نحو 470 درجة مئوية، أي أشد سخونة حتى من عطارد الأقرب للشمس.
الضغط على سطح الزهرة يعادل أكثر من 90 ضعف الضغط الجوي الأرضي، ما يعني أن أي مركبة تهبط هناك تُسحق سريعا.
أما بعد غروب شمس يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، فإن القمر في طور الهلال يقف إلى جوار جرم لامع بوضوح أعلى الأفق الشرقي، بلون مائل للأصفر، وهو كوكب عطارد.
عطارد هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس، لذلك يعيش في بيئة قاسية للغاية، فحرارته النهارية قد تتجاوز 430 درجة مئوية بينما تهبط ليلًا إلى ما دون 180 درجة مئوية تحت الصفر، وذلك لأنه يفتقر إلى غلاف جوي كثيف يحميه أو ينظم حرارته.
سطح هذا الكوكب مليء بالفوهات الناتجة عن اصطدامات قديمة، فيشبه القمر أكثر من كونه كوكبًا.
ورغم صغره، يتمتع عطارد بكثافة عالية تجعله ثاني أكثر الكواكب كثافة بعد الأرض، مما يشير إلى امتلاكه نواة ضخمة غنية بالحديد.