A unique statue dating back to the fifth dynasty of ancient Egypt has been discovered at the necropolis of Saqqara. https://t.co/ZnTeMQuFzl
— Live Science (@LiveScience) September 29, 2025
أعلن فريق أثري عن اكتشاف غير مسبوق لتمثال جنائزي في مقبرة سقارة بمصر، يعود لرجل من النخبة قد يكون اسمه "ميسي"، وهو تمثال فريد من نوعه، يمثل نموذجا متميزا لفن النحت العائلي.
وكشف علماء الآثار، الدكتور زاهي حواس والدكتورة سارة عبدو، في دراسة نشرت بمجلة The Journal of Egyptian Archaeology ، أن التمثال يصور الرجل بوضعية الوقوف الشامخ مع امرأة يعتقد أنها زوجته بحجم أصغر، وابنته التي تبدو بحجم أصغر وهي تحمل إوزة.
وعثر على هذا التمثال الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 103 سنتيمترات، والمصنوع من الحجر الجيري، في منطقة "جسر المدير" بسقارة عام 2021. وكشف حواس عن أنه عثر على التمثال "مخبأ تحت الرمال"، وكان بجواره باب وهمي، وهو عنصر معتاد في المقابر المصرية يسمح للروح بالعبور حسب المعتقدات القديمة، مدرج عليه اسم "ميسي"، والذي من المرجح أن يكون اسم صاحب التمثال النبيل.
ورغم عدم وجود نقوش على التمثال نفسه، إلا أن العلماء قدروا بناء على أسلوب النحت أنه يعود إلى عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2465 إلى 2323 قبل الميلاد)، وهي الفترة التي شهدت بناء الأهرامات في مصر.
ويصور التمثال نبيلا مصريا في وضعية الوقوف الشامخ، مع تقديم قدمه اليسرى للأمام - وهي سمة فنية مميزة لعصر الدولة القديمة، ترمز إلى الشباب والحيوية والقوة.
ويتميز النبيل في هذا التمثال بملامح دقيقة تجسد العناية الفائقة في النحت. فهو يرتدي شعرا مستعارا قصيرا مجدلا، وتنورة مطوية نصفية، مع إبراز واضح للتفاصيل التشريحية للجسم، خاصة في منطقة الكتفين والترقوة والعضلات الصدرية والذراعين.
وإلى جوار النبيل تظهر امرأة أصغر حجما، في وضعية الركوع ماسكة بساقه اليمنى. زتمثل هذه المرأة على الأرجح زوجة النبيل، وهي ترتدي شعرا مستعارا يصل إلى الكتفين، مع طوق عريض وثوب بسيط. وهذا التصوير للمرأة بجوار زوجها في وضعية الركوع والممسكة بساقه يتوافق مع النمط المعروف في التماثيل العائلية المصرية.
لكن الجانب الأكثر تفردا في هذا التمثال هو الشكل الثالث الذي يمثل على الأرجح ابنة النبيل. فخلافا للتقاليد الفنية المعروفة، نحتت هذه الفتاة بطريقة النحت البارز وليس بالنحت المجسم، حيث تظهر خلف الساق اليسرى لأبيها، ممسكة بها بينما تحمل في يدها اليمنى إوزة تفتح منقارها في مشهد يبدو وكأنها تسمع صوت "صياح الإوزة".
ويرى الدكتور حواس أن هذه الإوزة قد ترمز إلى المؤونة للحياة الآخرة، وهي فكرة كانت تصور عادة في المناظر الجدارية، وبغيابها في هذا القبر، قد يكون التمثال قد أدى نفس الغرض الرمزي.
ووفقا لحواس، فإن هذا المشهد يرمز إلى "الاتصال بالعائلة، ما يوحي بأنهم سيتجمعون مرة أخرى في الحياة الآخرة كما كانوا في الحياة الدنيا".
واكتسب التمثال أهمية خاصة رغم أنه عثر عليه دون سياق أثري واضح في رمال "جسر المدير"، حيث يعتقد أن لصوص المقابر قد تخلوا عنه أو أسقطوه هناك. وهذا الغموض جعل تأريخ التمثال تحديا للعلماء الذين لجأوا إلى التحليل الأسلوبي والمقارن لتحديد زمن صنعه.
ومن خلال المقارنة مع التماثيل العائلية الأخرى، تبين أن تمثال "جسر المدير" يشبه إلى حد كبير تمثال "إيرو-كابتاح" المحفوظ في متحف بروكلين، والذي يعود للأسرة الخامسة. ويتشابه التمثالان في النسب التشريحية، وتفاصيل الوجه، ووضعيات الجسد، والملابس، وتسريحات الشعر المستعار، ما يشير إلى أنهما صنعا في نفس الفترة الزمنية وينتميان على الأرجح إلى نفس المدرسة الفنية.
وهذه المقارنة تقود إلى الاستنتاج بأن التمثال الفريد من "جسر المدير" يعود للأسرة الخامسة، ويصور أبا مع زوجته وابنته. وما يجعله استثنائيا هو تصوير الابنة بالنحت البارز، وهي تقنية لم تسجل في أي تمثال عائلي آخر من عصر الدولة القديمة، ما يجعل هذا التمثال الأول من نوعه الذي يصور فردا من العائلة بهذه الطريقة الفريدة، ويمثل إضافة مهمة لفهم العلماء لتطور الفن والنحت في مصر القديمة.
المصدر: لايف ساينس