عمل علماء من جامعة نوفوسيبيرسك التربوية، بالتعاون مع شركاء صناعيين، على ابتكار عقار ميتابيوتيك رباعي المكونات يُعد الأول من نوعه في العالم.
ويشير المكتب الإعلامي للجامعة إلى أن هذا العقار يهدف إلى تصحيح اختلال توازن البكتيريا النافعة والاضطرابات الأيضية المرتبطة بها لدى الأشخاص من جميع الأعمار.
ووفقا للخبراء، يحتوي جسم الإنسان على ما يقارب 2–3 كغم من البكتيريا التي تُشكّل ما يُعرف بالميكروبيوم، وهو مجتمع ميكروبي عدد خلاياه يفوق عدد خلايا الجسم بعشر مرات. وتؤثر هذه الكتلة البكتيرية تأثيرا بالغا في العديد من العمليات الفسيولوجية، بما في ذلك عمل الجهاز المناعي.
ومع أن مستحضرات البروبيوتيك تُستخدم لتحسين هذه العمليات، فإنها قد تُسبب آثارا جانبية سلبية؛ فعلى سبيل المثال، قد يرفض الجهاز المناعي البشري البكتيريا الموجودة في هذه المستحضرات بسبب اختلاف تركيبة الميكروبيوم من شخص لآخر.
ويشرح الباحث أوليغ سوروكين:
"الميتابيوتيك فئة جديدة من الأدوية لا تُسبب مثل هذه الآثار الجانبية. فهي تحتوي على أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFA) مثل حمض الزبديك، والبروبيونيك، والأسيتيك، وغيرها، والتي تعمل كمصدر طاقة للبكتيريا النافعة. وعندما يرتفع مستوى هذه الأحماض في الأمعاء، تبدأ البكتيريا الممرِضة بمغادرة البيئة، ما يؤدي إلى وقف عمليات التعفّن."
وتتميّز منتجات الميتابيوتيك بمجموعة واسعة من الخصائص المفيدة، منها:
تنشيط الجهاز المناعي
تأثيرات مضادة للأكسدة
خصائص مضادة للبكتيريا
دعم الجهاز العصبي وعلاج الاضطرابات المرتبطة به
ووفقا لتقرير المكتب الإعلامي، فإن الميتابيوتيك يختلف عن مستحضرات البروبيوتيك، التي تضيف بكتيريا حية إلى الأمعاء، إذ يعمل الميتابيوتيك بشكل أساسي على "تنشيط" البكتيريا النافعة الموجودة أصلا في الجهاز الهضمي.
الميتابيوتيك عبارة عن أجزاء مفلترة من بكتيريا البروبيوتيك، تحتوي على مواد نشطة بيولوجيا، إلى جانب جزيئات إشارية قادرة على تطبيع الوظائف الفسيولوجية للجسم. وتُساهم هذه الجزيئات في تهيئة بيئة مثالية لنمو وتكاثر البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يساعد على استعادة التوازن الطبيعي للميكروبيوم المعوي.
وتكمن أهمية ذلك في ظل ظروف الحياة الحديثة، حيث يتعرض ميكروبيوم الأمعاء لضغوط مستمرة بسبب عوامل مثل التوتر النفسي، وسوء التغذية، وتعاطي الأدوية، والتعرض للتلوث البيئي.
وبحسب المبتكرين، يحتوي العقار الجديد على مزيج متكامل من المكونات الفعالة، تشمل:
مستقلبات نشطة تعزز استعادة البكتيريا النافعة.
بكتيريا نافعة تساهم في إزاحة الأنواع الضارة.
مضادات أكسدة لمحاربة الالتهابات وتقليل الضرر الخلوي.
عناصر هيكلية من أغشية الخلايا تحفز الجهاز المناعي.
وبفضل هذا التركيب، يُصنّف الميتابيوتيك على أنه "محاكي مناعي"، يساعد الجسم على مكافحة العدوى والالتهابات من خلال تنشيط كل من المناعة الفطرية والمكتسبة، وبالتالي تجهيز الجسم بشكل أفضل لمواجهة مسببات الأمراض.
المصدر: تاس