عثر فريق دولي من علماء الآثار في إيطاليا على مدفن إتروسكي سليم، يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد داخل مقبرة "مونتروتسي" شمال روما.
ويُعد هذا الاكتشاف نادرا لكونه المرة الأولى منذ 50 عاما التي يُعثر فيها على قبر إتروسكي كامل غير منهوب. وبداخل الغرفة الصخرية المغلقة وُجدت مجموعة استثنائية من القطع الأثرية المحفوظة تماما، ومن بينها خوذتين برونزيتين متقنتين، أواني طهي، مصابيح زيتية، وأواني طعام فاخرة مزينة برسومات هندسية تعود للقرن التاسع قبل الميلاد، بالإضافة إلى أواني تستخدم في طقوس الولائم الجنائزية.
ويقع المدفن ضمن مقبرة "مونتروتسي" المصنفة ضمن مواقع اليونسكو، والتي تضم آلاف المقابر الإتروسكية المنحوتة في الصخر. وأكدت وزارة الثقافة الإيطالية أن حالة القطع "استثنائية" نظرا لغياب أي أضرار بشرية أو بيئية طوال ثلاثة آلاف سنة، مما يفتح نافذة نادرة لفهم الحياة اليومية والطقوس الدينية لحضارة الإتروسكيين، بصفتها إحدى أعظم حضارات البحر المتوسط قبل صعود روما.
وأظهرت المواد المكتشفة تطورا تقنيا متقدما في صناعة البرونز والفخار، كما تشير إلى مكانة رفيعة للمدفون. ويُخطط الباحثون حاليا لتحليل بقايا العظام والمواد العضوية التي قد تكشف تفاصيل جديدة عن النظام الغذائي والأمراض في تلك الحقبة الغامضة.
ويخطط العلماء لإجراء تحليل للمواد، بما في ذلك دراسة محتملة للحمض النووي والتركيب النظائري، لمعرفة المزيد عن أصول الشخص المدفون ونظامه الغذائي وحالته الصحية. ومن المرجح أن تُعرض القطع الأثرية مستقبلا للجمهور في متحف، كما ستصبح المقبرة نفسها جزءا من مسار سياحي في الحديقة التاريخية "سان جوليانو".
ولا يوسع هذا الاكتشاف معرفتنا عن الإتروسكان فحسب، بل ويظهر أيضا مدى قيمة التعاون العلمي الدولي.
المصدر: Naukatv.ru