كشف عالم أنثروبولوجيا بريطاني عن تصور صادم لمستقبل البشرية إذا توقف البشر فجأة عن الإنجاب.
وأوضح البروفيسور مايكل ليتل، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة برمنغهام، في مقال نشره بمجلة The Conversation، أن التراجع السريع في أعداد الشباب العاملين سيؤدي إلى انهيار البنى التحتية، ونقص في الغذاء والرعاية الصحية، ما يعجّل بانهيار الحضارة.
وقال: "إذا توقف البشر فجأة عن الإنجاب، فلن يختفي العالم بين ليلة وضحاها، بل سينكمش عدد السكان تدريجيا مع وفاة الأجيال الأكبر سنا، دون أن يحلّ محلهم جيل جديد".
وأشار إلى أن الانقراض لن يستغرق قرنا كاملا كما يُعتقد، بل قد يحدث خلال 70 إلى 80 عاما فقط.
ولن يكون النقص في عدد السكان وحده هو المشكلة، بل العجز المتزايد في الموارد والخدمات بسبب غياب فئة الشباب القادرة على العمل. ومع تقدم الوقت، لن يبقى من يقدم الرعاية أو ينتج الغذاء أو يدير الخدمات الأساسية.
وأشار ليتل إلى أن البلدان ذات المجتمعات المُسنّة بالفعل، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ستكون أول من يعاني من آثار هذا التراجع، بينما ستصمد دول شابة مثل النيجر لفترة أطول. ومع ذلك، فإن جميع الدول ستواجه المصير ذاته في نهاية المطاف.
ويستبعد ليتل حدوث توقف مفاجئ في الولادات، إلا في حال كارثة عالمية مثل انتشار فيروس يؤدي إلى العقم على نطاق واسع.
ورغم وجود فيروسات مثل زيكا ونقص المناعة البشرية (HIV) التي تؤثر على الخصوبة، إلا أنها لا تؤدي إلى العقم الكامل، وبالتالي فإن هذا الاحتمال لا يزال خيالا علميا أكثر من كونه تهديدا وشيكا.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن انخفاض معدلات الخصوبة الحالية يمثل خطرا حقيقيا، لا سيما في الدول المتقدمة. فعدد السكان العالمي ارتفع من 2.1 مليار نسمة عام 1930 إلى 8 مليارات اليوم، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات في منتصف ثمانينيات هذا القرن، قبل أن يبدأ بالتراجع.
وقد حذّر الملياردير إيلون ماسك مرارا من "الانهيار السكاني"، واصفا انخفاض معدلات المواليد بأنه الخطر الأكبر على الحضارة.
وفي ختام مقاله، شبّه ليتل مصير البشرية المحتمل بما حدث مع إنسان نياندرتال، الذي انقرض رغم بقائه لأكثر من 350000 عام.
وأوضح أن الإنسان العاقل تفوق في التكاثر والقدرة على النجاة، لكن ذلك لا يعني الحصانة من الانقراض.
المصدر: ديلي ميل