في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلن مرصد "البرج الفراغي" في تينيريفي، في جزر الكناري الإسبانية، عن تطور كبير في منظومته، حيث قام العلماء بتركيب نظام كاميرا متقدم بدقة 8 كيلوبكسلات، مما أتاح التقاط صور عالية الدقة لسطح الشمس.
وتم تطوير نظام الكاميرا الجديد من قبل معهد لايبنيز لفيزياء الفلك في مدينة بوتسدام الألمانية، ويتميز بقدرته على التقاط 100 صورة قصيرة التعرض بدقة 8 آلاف × 6 آلاف بكسل بمعدل 25 إطارا في الثانية.
يُستخدم هذا التسلسل السريع من الصور لإعادة بناء صورة واحدة عالية الدقة، مما يساعد في تقليل تأثيرات اضطرابات الغلاف الجوي الأرضي على جودة الصور الملتقطة. وبفضل هذه التقنية، أصبح من الممكن رفع الدقة المكانية النظرية للتلسكوب، لتصل إلى 100 كيلومتر على سطح الشمس.
وبحسب الدراسة ، التي نشرها فريق من المرصد في دورية "سولار فيزكس"، فهذا يعني القدرة على دراسة الهياكل الشمسية الدقيقة، مثل البقع الشمسية والمناطق النشطة، بتفاصيل غير مسبوقة.
تُتيح الصور الملتقطة أيضا إنشاء تسجيلات زمنية تُمكّن العلماء من دراسة العمليات الديناميكية على سطح الشمس على فترات زمنية قصيرة تصل إلى 20 ثانية، ويمثل ذلك تقدما كبيرا في فهم كيفية تطور الحقول المغناطيسية في المناطق النشطة وتأثيرها على النشاط الشمسي العام.
وقد أضيف إلى نظام الكاميرا الجديد مجموعة من الأدوات الأخرى مثل جهاز تداخل لدراسة الزلازل الشمسية، ومطياف الليزر المرجعي المطلق، وغيرها، وكل من هذه الأجهزة من قبل مؤسسات بحثية من دول مختلفة.
ويهتم العلماء بدراسة الشمس وتأثيرها على الأرض، وبشكل خاص فإن فهم فيزياء الشمس يؤثر على "طقس الفضاء"، النطاق الذي يختص بدراسة أثر العواصف الشمسية واضطرابات الغلاف المغناطيسي للأرض بسببها.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل الشمس "مختبرا طبيعيا" لفيزياء البلازما، والمجالات المغناطيسية، والتفاعلات النووية، ولا يمكننا تكرار هذه الظروف في الأرض بسهولة، لذا فإن مراقبة الشمس بدقة (كما تسمح به الكاميرا الجديدة) تساعد العلماء على اختبار النظريات الفيزيائية وفهم القوى التي تشكل النجوم والمجرات.