اكتشف العلماء أول علاج جديد لمرض السيلان منذ التسعينيات وسط مخاوف من انتشار سلالات "غير قابلة للعلاج" من هذا المرض المنقول جنسيا.
ويعرف مرض السيلان (Gonorrhea) بأنه من الأمراض المنقولة جنسيا الناتجة عن عدوى بكتيرية، تسببها بكتيريا "النيسيريا البنية" (Neisseria gonorrhoeae). وتشمل الأعراض الشائعة عند الرجال إفرازات قيحية من القضيب وألم أثناء التبول، بينما قد لا تظهر أعراض واضحة عند النساء أو تظهر بشكل خفيف مثل زيادة الإفرازات أو الألم البولي.
وإذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الحوض والعقم عند النساء، وانسداد القنوات المنوية عند الرجال، كما قد ينتشر إلى الدم والمفاصل مسببا عدوى جهازية تهدد الحياة. وتزداد خطورته مع ظهور سلالات مقاومة لمضادات الحيوية، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة.
وتوصل العلماء إلى أن "جيبوتيداسين" (Gepotidacin) - وهو مضاد حيوي يستخدم حاليا لعلاج التهابات المسالك البولية - يمكنه أيضا علاج مرض السيلان.
وهذا الاكتشاف يأتي بعد أن حذر الخبراء الشهر الماضي من أن مرض السيلان قد يصبح "غير قابل للعلاج" مع استمرار ارتفاع حالات العدوى المقاومة لمضادات الحيوية.
وقارنت الدراسة التي نشرتها مجلة The Lancet، علاج 622 مريضا بالسيلان باستخدام المضاد الحيوي الحالي القياسي الذي يعطى بالحقن "سيفترياكسون (ceftriaxone)، مقابل علاج جديد باستخدام حبوب مضاد الحيوية الفموي "جيبوتيداسين".
ووجد العلماء أن الحبوب الجديدة كانت بنفس فعالية العلاج القياسي الحالي، كما اكتشفوا أنها فعالة ضد سلالات بكتيريا "النيسيريا البنية" المسببة للسيلان والتي تقاوم مضادات الحيوية الحالية.
وحذرت افتتاحية نشرت مع الدراسة من أن الأهداف العالمية لخفض عدد حالات السيلان الجديدة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما، من 82.3 مليون سنويا في 2020 إلى 8.23 مليون سنويا بحلول 2030 قد لا تتحقق بسبب السلالات المقاومة.
وأضاف العلماء: "هناك خطر أن يصبح السيلان قريبا غير قابل للعلاج في ظل عدم وجود أدوية أو استراتيجيات جديدة للحد من عبء المرض... ما نشهده مع بكتيريا السيلان هو تحد قد يمتد بسهولة إلى بكتيريا أخرى مع تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الميكروبية".
وأجريت الدراسة بواسطة فريق من مستشفيات جامعة برمنغهام، و"ليدز للرعاية الصحية"، وجامعة إيموري، ومركز لويزيانا للعلوم الصحية، وكلية سيدني الطبية، وشركة "غلاكسو سميث كلاين" المصنعة للدواء.
وأشار الفريق إلى أن السلالات المقاومة منتشرة في عدة دول آسيوية، كما تم اكتشافها بشكل متزايد في أوروبا.
وقال العلماء: "زادت حالات السيلان المقاوم للعقاقير بسرعة في السنوات الأخيرة، ما قلل من خيارات العلاج. وهناك حاجة ماسة لعلاجات جديدة، حيث لم يتم تطوير مضادات حيوية جديدة للسيلان منذ التسعينيات".
لكن العلماء أكدوا على ضرورة التعامل بحذر مع النتائج التي توصلوا إليها، حيث كان 74% من المشاركين رجالا بيض، ما يستدعي مزيدا من البحث حول تأثير الدواء على النساء والمراهقين والأعراق الأخرى.
المصدر: إندبندنت