جسّد عالم ياباني القلق والتشاؤم الذي تحمله التوقعات الحالية بشأن انهيار البيئة في مقطوعة موسيقية مدتها 6 دقائق، استلهمها من أزمة المناخ.
فقد قام هيروتو ناغاي، وهو عالم جيولوجي بيئي وأستاذ مشارك في جامعة ريشو في طوكيو، بتجميع بيانات مناخية متاحة للجمهور من القطب الشمالي والقطب الجنوبي لإنتاج مقطوعة موسيقية على شكل "موسيقى الحجرة" مدتها 6 دقائق لرباعية وترية.
وتعرف "موسيقى الحجرة" بأنها نوع من المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية التي تُعزف عادة في بيئات صغيرة، مثل الغرف أو القاعات الصغيرة. تؤلف هذه المقطوعات عادة لعدد قليل من العازفين، وغالبا ما تشمل تشكيلات، مثل الرباعيات الوترية، حيث تتكون من أربعة عازفين على آلات وترية.
وقام الموسيقيون بأداء المقطوعة الموسيقية في فبراير 2023، مع نشر لقطات من الحفل على منصة "يوتيوب" بعد شهرين. ثم جمع ناغاي ردود الفعل، وكتب مقالا عن هذا الإنجاز الموسيقي في دراسة نُشرت عبر الإنترنت في 18 أبريل 2024 في مجلة iScience.
وكان الهدف من التجربة هو زيادة الوعي لقضايا تغير المناخ من خلال الفن. وكتب ناغاي في الدراسة: "إحدى الأفكار الرئيسية التي توصل إليها المشاركون هو أن الموسيقى، على عكس التمثيلات الرسومية المعتادة للبيانات العلمية، تثير انطباعا عاطفيا أولا. إنها تجذب انتباه الجمهور بقوة، بينما تتطلب التمثيلات الرسومية التعرف النشط والواعي بالمقابل".
إن البيانات المناخية المستخدمة في التركيب تغطي السنوات الثلاثين الماضية. وقد استخرج ناغاي سجلات الإشعاع الشمسي ودرجة حرارة السطح وهطول الأمطار وسمك السحب من أربع محطات أرصاد جوية في القطب الشمالي والقطب الجنوبي لتمثيل "ميزانية الطاقة" لدى قطبي الأرض.
وتعكس ميزانية الطاقة كيفية توازن الطاقة الواردة والطاقة المفقودة، وعندما نتحدث عن الطاقة القادمة من الشمس، فإن ميزانية الطاقة هي التوازن فيما بين كمية الطاقة الواردة إلى الأرض من الشمس وكمية الطاقة التي تنعكس مرة أخرى إلى الفضاء.
والمناطق القطبية التي تغطيها الثلوج والجليد، تعكس نحو 80-90% من الإشعاع الشمسي بسبب لونها الفاتح. وهذا يسهم في برودة هذه المناطق. في حين أن الأسطح ذات الألوان الداكنة، مثل المحيطات والغابات، تعكس طاقة أقل إلى الفضاء مقارنة بالأسطح ذات الألوان الفاتحة.
ولكن تغير المناخ يقلل من كمية الجليد عند القطبين، ما يخرج توازن طاقة الأرض عن طوره.
واستخدم ناغاي برنامجا لتحويل البيانات إلى نوتة موسيقية. وقام بفصل مجموعات البيانات المختلفة إلى أقسام مُسمّاة من A إلى I، مع شكل الموسيقى على الصفحة الذي يعكس تقريبا منحنيات البيانات. ثم قام بإضافات وتغييرات في الأسلوب الموسيقي لتجنب التسلسلات المتكررة.
وتُعرف عملية تحويل البيانات إلى أصوات باسم التنغيم الصوتي.
المصدر: لايف ساينس