آخر الأخبار

سيدة البحار تحدّت الإسكندر المقدوني.. تعرف إلى مدينة صور

شارك الخبر

شنّت إسرائيل أمس ما لا يقلّ عن أربع هجمات جوية على مدينة صور الساحلية جنوب لبنان، وطال القصف خمس بلدات في قضاء صور.

فماذا نعرف عن تلك المدينة المحفورة في وجدان أهل الجنوب ولبنان عامة؟

"سيدة البحار"

تعتبر صور من المدن الضاربة في العمق التاريخي، فـ"سيدة البحار" تحدت الإسكندر المقدوني، عندما فشل جيشه في البداية في الاستيلاء على المدينة، التي كانت بمثابة قاعدة ساحلية استراتيجية على البحرالمتوسط، عبر الوسائل التقليدية لأنها كانت على جزيرة ولها أسوار تصل إلى البحر مباشرة. حل الإسكندر هذه المعضلة بالتضييق على صور ومحاصرتها أولاً لمدة سبعة أشهر سنة 332 ق.م، ثم ببناء جسر ووضع أبراج حصار مع مجانيق مرتكزة على قمتها في النهاية بعد أن اكتشف جنوده أنهم لا يستطيعون تمديده أكثر بسبب الهبوط الشديد تحت سطح الماء. مما سمح له باختراق التحصينات.

هذا وتقع تلك المدينة على مسافة نحو 80 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة اللبنانية بيروت، ويحظى حزب الله والشيعة بوجود قوي فيها.

لكنّها كذلك موطن مدنيين لا تربطهم علاقة أيديولوجية بحزب الله، ومن بين هؤلاء عدد كبير من المسيحيين.

إلى ذلك، تقول الأسطورة إن الآلهة هم مَن أنشأوا صور، وسجّل المؤرخ اليوناني هيرودوت رحلة قام بها إلى صور، قائلاً إن كهنة المدينة أخبروه أن مؤسسها هو هرقل، الذي كان يُعبد في ذلك الزمان.

2مدينة صور

"الصخرة"

فيما اشارت مصادر تاريخية عديدة إلى أن اسم صور مأخوذ عن كلمة فينيقية تعني الصخرة أو التُربة الصخرية التي بنى عليها الفينيقيون مدينتهم في حوالي القرن الخامس قبل الميلاد.

وبالفعل، تُعتبر صور شبه جزيرة تنتصب على تلّ صخري متصل بالساحل اللبناني مساحته تقارب الـ 7 كيلومترات مربعة.

"صور أم الدنيا"

ظلت تلك المدينة لبضعة قرون عاصمة مدن فينيقية، ووُجدت على أحد نقودها كتابة فينيقية تقول: "صور أُمّ الدنيا"، بحسب ما ذكر الكاتب والمترجم السوري يوسف إليان سركيس في مجلة المقتطف المصرية في عددها الصادر في يونيو/حزيران 1924.

فيما وصفها بعض المؤرخين بأنها "تلك المدينة العظيمة التي كانت تظهر عائمة فوق المياه كأنها ملكة ذلك البحر العظيم".

أما العصر الذهبي لصور فكان خلال القرن العاشر قبل الميلاد، تحت حكم الملك حيرام.

بينما عزا مؤرخون شهرة المدينة اللبنانية في العصور القديمة إلى التبادل التجاري عبر البحار، حيث كانت صور مركزاً تجارياً هاماً يربط الغرب بالشرق.

"مطمع للغزاة"

وقد اشتهرت المدينة عبر التاريخ بمصنوعاتها اليدوية، وبصناعة الصبغة الأرجوانية، وصناعة الزجاج الشفاف، وصيد الأسماك بطبيعة الموقع الجغرافي.

كما شكلت مطمعاً للغزاة منذ قديم الزمان، بدءاً من الآشوريين والبابليين والفُرس، ثم الإسكندر الأكبر الذي احتل المدينة في عام 332 قبل الميلاد.

ودخلت صور تحت حكم الدولة الإسلامية في القرن السابع الميلادي، حتى حكم الصليبيين في عام 1124، قبل أن تخضع للمماليك في عام 1291 ميلادية.

أما في عام 1516، فدخلت تحت حكم الدولة العثمانية، وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت صور جزءا من دولة لبنان.

وفي عام 1984، أُدرجت مدينة صور على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو.

مرفأ صور (أيستوك)

"الاسواق القديمة"

هذا ولا بد لزائر مدينة صور أن يجول في أسواقها القديمة، حيث يرتفع خان من العهد العثماني، ومنزل قديم وجميل من العصر عينه تملكه إحدى أسر صور العريقة من آل المملوك، بالإضافة إلى مسجد الطائفة الشيعية ذي القبتين والعمارة الرائعة.

وعلى مقربة من السوق، يعج مرفأ الصيد القديم بالحياة، وقد حل محل المرفا الفينيقي الشمالي، الذي كان يعرف بسبب موقعه بالمرفا الصيدوني.

بينما يقود الطريق الملازم للرصيف إلى الحي المسيحي الذي لا يزال يحتفظ بأزقته وأبنيته ذات النمط التقليدي.

وقد يفاجئك وجود برج مراقبة من العصر الصليبي في أحد البساتين، فيما يقوم برج آخر من العصر عينه على مقربة من المنارة، يشهدان على أهمية صور في تلك الأيام.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا