في ظلّ أزمة اقتصاديّة قاسيّة تعاني منها مصر، ومع إعلان السلطات المصريّة الأسبوع الماضي رفع سعر الوقود، انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية منشورات وصور لعربات خيور أو ما يسمى محليا بالحنطور في عدد من الشوارع المصرية لا سيما في محافظة الدقهلية (شمال شرقي البلاد).
وزعمت تلك المنشورات أن السلطات المحليّة في الدقهليّة قرّرت إعادة العمل بالعربات التي تجرّها الخيول كوسيلة للنقل العام.
كما أكد بعضها أن "محافظة الدقهليّة استعانت بالحنطور في الشوارع كوسيلة مواصلات"، بسبب الارتفاع في ثمن المحروقات. وأرفقت هذه العبارة في كثير من المنشورات بصورة لخيول تجرّ عربات.
لكن هذا الادّعاء الذي يُرجّح أن يكون ظهر أول الأمر على سبيل المزاح، لا أساس له على الإطلاق.
محافظ الدقهليّة يوضح
وقد أكد محافظ الدقهليّة اللواء طارق مرزوق لفرانس برس أنّ "المنشور كاذب". وأضاف أن الحنطور "ليس وسيلة مواصلات من الأساس، بل هو وسيلة ترفيهية".
إلا أنه أوضح أن السلطات المحليّة اتّخذت بالفعل إجراءات عقب ارتفاع ثمن الوقود، منها "التأكد من أن كافة وسائل النقل تضع ملصقات واضحة بالتعرفة"، و"توفير رقم هاتف للإبلاغ عن أية سيارات أجرة تخالف التعرفة الرسمية"، ولكن ليس من بينها اعتماد عربات الخيول مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
أما الصورة التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل لعربات تجرها خيول، فمنشورة قبل أشهر عدة على وسائل إعلام محلية، في سياق مختلف تماماً.
إذ أرفقت آنذاك بتقارير عن مشروع يرمي للحدّ من مخلّفات الخيول في شوارع مدينة الأقصر، الواقعة بعد نحو 700 كيلومتر جنوب القاهرة.
لكن ظهور تلك المنشورات غير الدقيقة أتى في ظلّ أزمة اقتصاديّة تعيشها مصر البالغ عدد سكانها اليوم 107 ملايين نسمة، ثلثهم تحت خطّ الفقر.
كما جاء بعدما أصدرت السلطات الجمعة الماضي تعميماً ينصّ على زيادة إضافيّة في سعر الوقود.