آخر الأخبار

بهذا اليوم.. قتل المئات من قوات حفظ السلام الدولية في لبنان

شارك الخبر

على مدار حوالي 15 سنة، عاش لبنان ما بين عامي 1975 و1990 على وقع حرب أهلية أسفرت عن مقتل نحو 100 ألف شخص. وأملا في خفض حدة التوتر بالبلاد وإعادة الأمن، نشأت سنة 1982 قوة دولية متعددة الجنسيات لحفظ السلام أرسلت للبنان. وقد تشكلت هذه القوة الدولية أساسا عقب الاتفاقية الموقعة، بوساطة أميركية، بين كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل لإنهاء مشاركتهم بالصراع القائم بلبنان.

وعلى الرغم من توجهها للبنان على شاكلة قوة دولية لحفظ السلام، تعرضت القوات متعددة الجنسيات لهجوم دامٍ يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983 أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

241 قتيلاً بصفوف الأميركيين

ففي وقت مبكر من صباح يوم الأحد 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، انطلقت شاحنة صفراء من نوع مرسيدس بنز (Mercedes-Benz) نحو مجمع الكتيبة الأولى التابعة لفيلق المارينز الثامن الأميركي ببيروت. إلى ذلك، كانت هذه الشاحنة المخطوفة قد جهزّت بما يقدر بنحو 5400 كلغ من المتفجرات التي كانت معدة لتفجير مبان استخدمت كثكنات للقوات الأميركية.

صورة من زاوية أخرى لعملية البحث عن ناجين بين الأنقاض بالثكنة الأميركية

وفي حدود الساعة السادسة واثنين وعشرين دقيقة، تمكن قائد الشاحنة المفخخة، الذي كان مواطنا إيرانيا يدعى إسماعيل عسكري، من اجتياز الأسلاك الشائكة ومواقع الحراسة قبل أن يفجر المتفجرات داخل شاحنته متسببا بذلك في انهيار المبنى المتكون من أربعة طوابق والمستخدم كثكنة للكتيبة الأولى التابعة لفيلق المارينز الثامن الأميركي. أسفر هذا الهجوم عن مقتل 241 عسكرياً أميركياً وإصابة حوالي 150 آخرين. وقد تواجد ضمن القتلى حينها 220 جنديا من فرق مشاة البحرية و18 بحاراً إضافة لثلاثة جنود.

إلى ذلك، وصف هذا الهجوم على الثكنة الأميركية بأحد أعنف العمليات التي تعرض لها الجيش الأميركي خارج قواعده. فضلا عن ذلك، شهد هذا التفجير أعنف حصيلة قتلى بيوم واحد لسلاح مشاة البحرية الأميركية منذ معركة إيو جيما (Iwo Jima) ضد اليابانيين سنة 1945 كما مثّل أيضا أعلى حصيلة خسائر بالنسبة للجيش الأميركي، بيوم واحد، منذ هجوم تيت (Tet) سنة 1968 بحرب فيتنام.

مغادرة القوات الدولية لحفظ السلام

بعد مضي دقائق فقط على هذا التفجير الأول الذي استهدف الكتيبة الأولى التابعة لفيلق المارينز الثامن الأميركي، أقدم انتحاري ثانٍ على تفجير مبنى دراكار (Drakkar) المتكون من تسعة طوابق والذي تمركز به جنود فرنسيون منتمون للفرقة الثالثة من فوج المظلات الأول. وقد أسفر هذا الهجوم الثاني عن مقتل 58 جنديا فرنسيا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.

القوات الأميركية خلال بحثها عن الجثث عقب تفجير ثكنتها ببيروت

عقب هذا الهجوم، أعلنت منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية مسؤوليتها وتحدثت عن رغبتها في مغادرة القوات الدولية للبنان. إلى ذلك، رفض أغلب المسؤولين الأميركيين والفرنسيين هذه التصريحات وتحدثوا عن وقوف حزب الله وإيران وراء العملية وقيادة طهران لهذه التفجيرات التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى.

وبعد أحداث يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، انسحبت القوات الدولية لحفظ السلام من لبنان لتتخلى بذلك عن المناطق التي كانت قد تمركزت بها تزامنا مع انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية عقب الغزو الإسرائيلي للبنان سنة 1982.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا