بعد مرور أكثر من 112 عاما على غرقها لا تزال سفينة تايتانيك تخفي أسرارها، وبينها عدم العثور على رفات ضحاياها.
وغرقت تيتانيك في 15 أبريل 1912 في شمال المحيط الأطلسي، بعد أربع أيام من بداية رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى مدينة نيويورك.
وكان على متن سفينة الركاب البريطانية ما يقارب 2400 راكبا عندما اصطدمت بالجبل الجليدي قبل منتصف الليل بقليل. وشهد الحدث المدمر مقتل أكثر من 1500 شخص في واحدة من أكثر الكوارث البحرية التجارية فتكا في التاريخ الحديث.
وعثر على حطام سفينة تايتانيك في 1 سبتمبر 1985، في قاع المحيط الأطلسي، على بعد نحو 4 آلاف متر تحت الماء.
وفي حين أن الخبراء، باستخدام معدات التصوير تحت الماء الأكثر تطورا، عثروا على عدد كبير من مقتنيات الركاب في الحطام، إلا أنهم لم يعثروا أبدا على أي هياكل عظمية وبقايا بشرية.
وقال جيمس كاميرون، مخرج فيلم "تايتانيك" الشهير عام 1997، في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" عام 2012: "لم أر أي بقايا بشرية. لقد رأينا الملابس. رأينا أزواجا من الأحذية، ما يشير بقوة إلى وجود جثة هناك في وقت ما. لكننا لم نر قط أي بقايا بشرية".
وبالنظر إلى أن كاميرون قد زار الحطام واستكشفه نحو 33 مرة (ويدعي أنه قضى وقتا على متن السفينة أطول مما قضاه قبطان السفينة)، فإنه إذا لم ير أي بقايا بشرية، فيمكننا أن نفترض أنه لا يوجد أي بقايا بشرية هناك حقا.
وأثار السؤال حول سبب عدم العثور على أي بقايا بشرية في حطام السفينة حيرة مستخدمي Reddit خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن لحسن الحظ، هناك بعض الإجابات البسيطة لشرح ذلك.
سترات النجاة
على الرغم من عدم وجود عدد كاف من قوارب النجاة على متن السفينة، إلا أن العديد من الركاب وأفراد الطاقم كانوا قادرين على ارتداء سترات النجاة. وهذا يعني أنهم ظلوا قادرين على الطفو حتى بعد أن استسلموا للمياه الباردة المتجمدة في المحيط الأطلسي.
وهكذا، عندما أعقبت عاصفة غرق السفينة، فمن المرجح أن تكون قد جرفتهم بعيدا عن موقع الحطام وحملتهم تيارات المحيط بعيدا على مدى الأسابيع والسنوات اللاحقة.
عمق الحطام
تم العثور على عظام في حطام سفن أقدم بكثير من سفينة تايتانيك، ومع ذلك، لم يبق أي من الهياكل العظمية على متن الأخيرة.
وفي حين أن هذا يرجع جزئيا إلى عمل "عمال النظافة" في أعماق البحار، مثل الأسماك والكائنات الحية الأخرى، كما يشير موقع IFL Sciencenotes، فمن المحتمل أيضا أن يكون نتيجة للعمق الذي تكمن فيه السفينة.
وأوضح مستكشف أعماق البحار روبرت بالارد في عام 2009: "المشكلة التي يتعين عليك التعامل معها هي أنه على أعماق أقل من نحو 914 مترا (3 آلاف قدم)، فإنك تمر تحت ما يسمى بعمق تعويض كربونات الكالسيوم. والمياه في أعماق البحار مشبعة بكربونات الكالسيوم، والتي في الغالب، كما تعلمون، هي المادة التي تتكون منها العظام. وعلى سبيل المثال، في تيتانيك وسفينة بسمارك، تكون تلك السفن تحت عمق تعويض كربونات الكالسيوم، لذلك بمجرد أن تأكل المخلوقات لحمها وتتكشف العظام، تذوب العظام.
ويعرف "عمق تعويض كربونات الكالسيوم" بأنه عمق البحر أو المحيط الذي يزداد عنده معدل ذوبان كربونات الكالسيوم إلى الحد الذي لا يسمح بتراكم أو حفظ أي رواسب أو كائنات كربوناتية على قاع البحر.
ويعتقد البعض أنه ربما ما تزال هناك بعض الجثث المحفوظة في أجزاء مغلقة من السفينة، مثل غرفة المحرك.
ومع ذلك، بعد مرور أكثر من قرن على وقوع المأساة، تبدو فكرة إمكانية العثور على بقايا غير محتملة.
ومن المرجح أن عمليات البحث عن الرفات لن تكون مجدية.
المصدر: indy100.com