في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكدت الكاتبة الإسرائيلية تال شنايدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن ليحلم باستقبال أفضل من ذلك الذي حظي به أمام عدسات الكاميرات في مقر إقامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا.
وقالت في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" الإسرائيلي إن عبارات الإطراء والتمجيد التي أغدق بها ترامب على نتنياهو أول أمس الاثنين شكلت مادة دعائية مثالية يمكن توظيفها مباشرة في حملة نتنياهو الانتخابية لعام 2026.
شن أنصار نتنياهو حملة دعم واسعة على مختلف المنصات روّجوا خلالها لفكرة أنه القائد الذي أنقذ البلاد، مستفيدين من مقاطع ترامب وتصريحاته
ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي لم يقدم خلال اللقاء أي جديد يذكر بشأن الملفات الشائكة المطروحة على طاولة النقاش، ولا سيما ملف الحرب على غزة.
وأشارت الكاتبة إلى أن دعم ترامب القيادة الإسرائيلية بدأ منذ 2013، أي قبل وصوله إلى البيت الأبيض، وذلك حين كان يحث الناخبين الإسرائيليين على التصويت لنتنياهو، وفق ما جاء في المقال.
وأضافت أن الرئيس الأميركي صعّد هذا الدعم خلال الزيارة، إذ قال إن إسرائيل ما كانت لتصمد في الحرب الأخيرة لولا نتنياهو، واصفا إياه بـ"البطل الاستثنائي" في مرحلة بالغة الحساسية، وهو خطاب يسعى نتنياهو إلى ترسيخه في وعي الرأي العام الإسرائيلي.
وبالتوازي، شن أنصار نتنياهو حملة دعم واسعة على مختلف المنصات روّجوا خلالها لفكرة أنه القائد الذي أنقذ البلاد، مستفيدين من مقاطع ترامب وتصريحاته، وفق المقال.
ولفتت الكاتبة إلى أن ترامب أرسل إشارات غامضة ومتناقضة في ما يتعلق بالوضع الميداني، حيث كرر التزامه بنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، لكنه لمّح إلى أن ذلك ليس شرطا ضروريا للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أكد ترامب رغبته في تحقيق تقدم فوري في ما يتعلق بنشر قوة استقرار دولية في قطاع غزة، من دون أن يوضح كيفية تنفيذ ذلك أو الجهة التي ستتولى إرسال قوات عسكرية إلى القطاع، بحسب المقال.
وأضافت شنايدر أن موقف تركيا في هذا الصدد لا يزال غامضا، حيث أشاد ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون أن يوضح ما إذا كان الأتراك سيشاركون في قوة الاستقرار الدولية بغزة.
وفي ما يخص الملف الإيراني، ترى الكاتبة أن تصريحات ترامب حملت أهمية مزدوجة بالنسبة لنتنياهو، إذ قدّم من جهة دعما كاملا لإسرائيل للقيام بهجوم جديد في حال استأنفت إيران برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته هدد النظام الإيراني بإنهاء الاتفاق القائم إذا لم يجلس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية.
وأكدت الكاتبة أن الإنجاز الآخر الذي حققه نتنياهو خلال الزيارة تمثل في إشارة ترامب إلى مسألة العفو وإلغاء المحاكمة، حيث لمّح الرئيس الأميركي إلى أنه تحدّث مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وتلقى ضمانات بأن العفو بات وشيكا.
لكن مكتب الرئاسة الإسرائيلية أصدر بعد دقائق بيانا نفى فيه إجراء أي محادثة بين هرتسوغ وترامب منذ تقديم طلب العفو، طبقا للمقال.
وأضاف البيان أن "الرئيس هرتسوغ أجرى قبل بضعة أسابيع محادثة مع ممثل عن ترامب استفسر خلالها عن رسالة الرئيس الأميركي، وقد تلقى الأخير شرحا عن مسار الطلب، وأن القرار سيُتخذ وفقا للإجراءات المعمول بها، وقد نُقلت هذه المعلومات إلى ممثل ترامب، تماما كما أوضح الرئيس هرتسوغ للرأي العام الإسرائيلي".
لكن المقال شدد على أن ذلك لن يثني ترامب ونتنياهو عن مشروعهما المشترك المتمثل في تقويض استقلالية النظام القضائي الإسرائيلي، مضيفا أن نتنياهو يعتبر هذا الملف ركنا أساسيا في حملته الانتخابية المقبلة.
المصدر:
الجزيرة