جدد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تأكيده أن إنهاء الأزمة الليبية المستمرة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مسار سياسي يقوده الليبيون أنفسهم رافضا بشكل قاطع أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي.
وخلال كلمة ألقاها أمام البرلمان الجزائري، وصف تبون الأزمة في ليبيا بأنها "جرح مفتوح وعميق" أثقل كاهل المنطقة لأكثر من 14 عاما، وخلّف تداعيات خطيرة على المستويات السياسية والأمنية والإنسانية.
وأوضح الرئيس الجزائري أن تعدد المبادرات الدولية والتدخلات الخارجية على مدى السنوات الماضية لم ينجح في تحقيق تسوية دائمة، بل ساهم في تعقيد المشهد وتعميق الانقسام الداخلي، مؤكدا أن الحلول المفروضة والأجندات المتنافسة أضعفت السيادة الليبية وعرقلت مسار المصالحة الوطنية.
وشدد تبون على أن الحل الوحيد القابل للاستمرار يتمثل في حوار ليبي شامل يفضي إلى انتخابات عادلة وشفافة وتمثيلية، معتبرًا أن الشرعية لا يمكن أن تُستعاد عبر الضغوط الخارجية أو الترتيبات المفروضة، بل من خلال إرادة الليبيين أنفسهم، مؤكدًا أن “الحل في ليبيا لا يكون إلا ليبيا–ليبيا”.
وفيما يتعلق بالهواجس الإقليمية، أكد تبون أن الجزائر لا تطمع في ثروات ليبيا ولا مواردها، مشددا على أن موقف بلاده يقوم على مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة ودعم الاستقرار الإقليمي، بهدف رؤية ليبيا دولة موحدة وقادرة على إدارة شؤونها بنفسها.
كما حذّر الرئيس الجزائري من التداعيات الإقليمية لاستمرار عدم الاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى أن الأزمة تسهم في تفاقم تهديدات عابرة للحدود، من بينها الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير النظامية، مؤكدًا أن استقرار ليبيا سينعكس إيجابًا على أمن شمال إفريقيا وحوض المتوسط.
واختتم تبون بالتأكيد على استعداد الجزائر لدعم أي مبادرة ليبية خالصة تهدف إلى المصالحة والوحدة الوطنية، معتبرا أن السلام في ليبيا ليس مطلبا ليبيا فحسب، بل ضرورة إقليمية لا يمكن تحقيقها إلا بإنهاء التدخلات الخارجية وتمكين الليبيين من تقرير مصيرهم السياسي.
المصدر: RT
المصدر:
روسيا اليوم