آخر الأخبار

موقع بريطاني: فانس سيرث الحكم بعد ترامب لكن كيف سيحقق ذلك؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

يقف جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية في السياسة الأميركية، فهو ليس مجرد نائب للرئيس، بل يوصف بأنه الوريث المرتقب للحركة الترامبية التي أعادت تشكيل وجه الحزب الجمهوري.

وفي مقاله بموقع "آي بيبر" الإخباري البريطاني، يطرح الصحفي بول وود سؤالا جوهريا حول هوية فانس السياسية، والمرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس ترامب في قيادة الجمهوريين في 2028، عام الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 واشنطن بوست.. استقالة تايلور غرين ومستقبل ماغا
* list 2 of 2 باحث فرنسي: الجديد في نهج ترامب تشكيكه بالتحالفات الأكثر إستراتيجية end of list

يركز وود -الذي يعمل مراسلا للشؤون الخارجية بهيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي)- على المفارقة الجوهرية في شخصية جيه دي فانس، التي يكتنفها الغموض.

فالسؤال الذي يطرحه الكاتب ليس عابرا أو شخصيا، بل سياسي بامتياز: هل فانس شعبوي صادق يمثل الطبقة العاملة البيضاء، أم هو واجهة جديدة لتحالف بين السلطة السياسية ورأس المال التكنولوجي؟

المجد والشهرة

يبدأ المقال من لحظة صعود فانس إلى الشهرة عبر مذكراته الشهيرة بعنوان "مرثية هيلبيلي" الصادرة عام 2016، التي قدم فيها سردية صادقة نسبيا عن نشأته الفقيرة في حزام الصدأ الأميركي وصعوده الاجتماعي عبر التعليم في جامعة ييل.

وحزام الصدأ مصطلح يطلق على المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب ولاية نيويورك عبر ولايات الغرب الأوسط، التي لطالما رفعت لعقود طويلة راية التصنيع الثقيل في الولايات المتحدة، وتضم 7 ولايات هي: بنسلفانيا، أوهايو، فرجينيا الغربية، إلينوي، إنديانا، ميشيغان، وصولا لولاية ويسكونسن.

ويرى كاتب المقال أن تلك المذكرات هي العمل الأدبي الذي فتح له أبواب النخب الثقافية والإعلامية، وجعله صوتا مفسرا لغضب الطبقة العاملة البيضاء، لا ممثلا مباشرا لها.

في تلك المرحلة، كان فانس ناقدا لترامب، بل اعتبره خطرا ثقافيا وسياسيا يقود هذه الطبقة إلى الوهم والانقسام.

فانس يسوق لفكرة أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة ستحطم "نخبة المعرفة" في واشنطن وهوليود

تحولات

على أن المثير للدهشة في مسيرة فانس هو تحوله الجذري من ناقد لاذع لترامب في عام 2016، حيث وصفه -في مقالات نُشرت في مجلة "ذا أتلانتيك"- بأنه "هتلر أميركا" و"الهيروين الثقافي"، قبل أن يصبح بعد ذلك أحد أشد المخلصين شراسة لحركة " ماغا" واصفا ترامب بأنه "أفضل رئيس في حياته".

إعلان

هذا التحول -في نظر بول وود- لم يكن فكريا فحسب، بل يراه البعض "إعادة ابتكار لمواقفه السياسية" فهو يشبه سبيرو أغنيو نائب الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، بينما يراه خصومه دليلا على الانتهازية وفقدان الأصالة.

وفق مقال "آي بيبر"، فإن ثمة تحولات كثيرة طرأت في حياة فانس، فقد غيّر ديانته من البروتستانتية إلى الإلحاد اللاأدري، ثم إلى الكاثوليكية الرومانية.

كما بدل اسمه من جيه دي هامل إلى جيه دي فانس، وانتقل من كونه جمهوريا ليبراليا معتدلا إلى تبني دور المهاجم الناقد للإعلام والنخب الليبرالية، على غرار نواب رؤساء سابقين مثل سبيرو أغنيو.

مصدر الصورة جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب (الأوروبية)

مسيرة دي فانس

ويولي وود في مقاله اهتماما خاصا بعلاقة فانس الاستثنائية بالملياردير بيتر ثيل، معتبرا إياها مفتاح فهم موقعه الحقيقي في المشهد السياسي الأميركي.

ذلك أن ثيل لم يكن مجرد ممول، بل كان مهندسا لمسيرة فانس السياسية، وموجها وأبا روحيا دفع به إلى عضوية مجلس الشيوخ ثم إلى قمة الهرم السياسي عبر ممارسته ضغوطا لاختياره نائبا للرئيس ترامب.

هنا تكمن المفارقة، إذ كيف يمكن لرجل يدعي تمثيل العمال أن يكون مرشحا مفضلا لأوليغارشية وادي السيليكون؟

يرى المدافعون عن دي فانس أن هذا ليس تناقضا، بل هو تحالف إستراتيجي جديد. فالطرفان -(العمال وأباطرة التكنولوجيا الجدد)- يشتركان في عدو واحد: "الطبقة الإدارية الدائمة" التي تهيمن على الولايات المتحدة، وتشمل البيروقراطية، ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، والإعلام التقليدي، والشركات الكبرى القديمة.

ويشير مقال "آي بيبر" إلى أن فانس يسوق لفكرة أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة ستحطم "نخبة المعرفة" في واشنطن وهوليود، مما قد يصب في مصلحة الإنتاجية الوطنية، حتى لو أدى ذلك إلى "إعادة ضبط" الرأسمالية بشكلها التقليدي.

غير أن مشروع فانس هذا يظل محفوفا بالتناقضات، خاصة مع توسع أدوات المراقبة والذكاء الاصطناعي التي تطورها شركات مثل "بالانتير"، والتي قد تهدد الحريات الفردية التي يدّعي هذا التيار الدفاع عنها.

قدرة فانس المتكررة على إعادة اختراع نفسه قد تكون مصدر قوته الأساسية، لكنه قد يضطر إلى إعادة اختراع نفسه مرة أخرى وهو يخرج من ظل ترامب ليخوض حملته الرئاسية الخاصة

انتخابات 2028

ورغم تصدره استطلاعات الرأي بفارق كبير عن منافسيه مثل وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، وحتى عن دونالد ترامب الابن، يواجه دي فانس تحديات داخلية.

وتزوج فانس من أوشا التي ينحدر والدها من الهند في مراسم تضمنت طقوسا هندوسية، مما عرضه لانتقادات عدة.

ويخلص الكاتب في مقاله إلى أن قدرة فانس المتكررة على إعادة اختراع نفسه قد تكون مصدر قوته الأساسية، وقد يضطر إلى إعادة اختراع نفسه مرة أخرى وهو يخرج من ظل ترامب ليخوض حملته الرئاسية الخاصة.

وسيواجه المشكلة نفسها التي يواجهها كل نائب رئيس: كيف يبتعد بهدوء عن رئيسه. غير أن عقيدة فانس باتت واضحة بالفعل، يمكن تسميتها بعقيدة فانس–ثيل: الشعب ومليارديرات التكنولوجيا لهم أعداء مشتركون.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا