آخر الأخبار

من يقف وراء التهجير الناعم للغزيين؟ تحقيق استقصائي للجزيرة يكشف التفاصيل

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

كشف تقرير صحفي نشرته صحيفة هآرتس عن شبكة معقدة ومنظمة تقف وراء عمليات نقل مئات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول ثالثة مثل جنوب أفريقيا وماليزيا وإندونيسيا وتورطت فيها شركة المجد ومكتب الهجرة الطوعية الإسرائيلي الذي أنشئ حديثا بشكل رئيسي.

وقال التقرير إن مجموعة تضم نحو 100 فلسطيني من غزة غادروا إسرائيل مساء الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وقد غادرت غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وبعد خضوعهم لفحوصات أمنية إسرائيلية في معبر كرم أبو سالم ، نُقلوا بالحافلات إلى مطار رامون قرب إيلات، حيث استقلوا رحلة طيران مستأجرة إلى نيروبي في كينيا، وهناك انتقلوا إلى طائرة مستأجرة أخرى هبطت في جوهانسبرغ صباح الخميس.

مصدر الصورة

لكن الغزيين صُدموا بأن حكومة جنوب أفريقيا ترفض استقبالهم وتريد إعادتهم إلى غزة، وبحسب مصادر في المطار كانت في استقبال المجموعة قالت لصحيفة هآرتس إنها أبلغت بأن السلطات الجنوب أفريقية ترفض السماح للركاب بالنزول، وأنهم ليسوا جرحى ولا مرضى ولا يحملون جنسية مزدوجة.

وأضافت الصحيفة أن هذه هي المجموعة الثانية من الغزيين الذين يسافرون إلى جنوب أفريقيا خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرة إلى أن المجموعة السابقة سلكت الطريق نفسه ودخلت جوهانسبرغ دون أي مشكلة.

وقالت منسقية أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوغات) إن مغادرة الغزيين تُنسّق عادة بين السلطات الإسرائيلية والدول المستقبِلة مباشرة في حالة أصحاب الجنسيات المزدوجة أو الطلاب الحاصلين على تأشيرات دراسية، أو عبر منظمة الصحة العالمية التي تشرف على إجلاء الجرحى والمرضى إلى الدول المضيفة.

وختمت الصحيفة بأنه قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، قال مصدر أمني إنه بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لنقل سكان غزة إلى خارج القطاع، قررت الحكومة الإسرائيلية تخفيف القيود على الفلسطينيين الراغبين بالمغادرة، ومن بين الإجراءات تخفيف المعايير الأمنية بشكل كبير. ووفقا للمصدر، يتم الآن الموافقة على ما لا يقل عن 95% من طلبات الخروج، مقارنة بنسبة أقل بكثير قبل القرار الحكومي.

إعلان

وتسمح إسرائيل حاليا بخروج سكان غزة عبر مسارين رئيسيين: نقلهم إلى مطار رامون إذا أرسلت الدولة المستقبِلة طائرة لاصطحابهم، أو عبر معبر جسر اللنبي إلى الأردن. وحتى الآن، غادر نحو 7 آلاف فلسطيني من غزة عبر معبر كرم أبو سالم، إما باتجاه الأردن أو للسفر إلى الخارج عبر مطار رامون، في حين خرج نحو 30 ألفا آخرين إلى مصر عبر معبر رفح .

المحاور


* خلفية عامة: من “الهجرة الطوعية” إلى التهجير الناعم من غزة
* الرحلات الجوية المشبوهة: توثيق مسارات التهجير من رامون إلى أفريقيا وآسيا
* جمعية “المجد أوروبا”: واجهة إنسانية لتهجير الغزيين وجمع بياناتهم
* مكتب الهجرة الطوعية في إسرائيل: الغطاء الرسمي لتفريغ غزة من سكانها
* تومر ليند وشبكة الشركات الوهمية: الدور الخفي في إدارة مشاريع التهجير
* كوبي بليتشتاين واليمين الإسرائيلي: البعد السياسي لمخطط إفراغ غزة

البيانات الملاحية توثق الرحلات

وفقا لمعلومات حصلت عليها صحيفة هآرتس، فإن الرحلة الأخيرة التي حدثت في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 غادرت غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

ومن معبر كرم أبو سالم، نُقلوا بالحافلات إلى مطار رامون قرب إيلات، حيث استقلوا رحلة طيران مستأجرة إلى نيروبي في كينيا. وهناك، انتقلوا إلى طائرة مستأجرة أخرى هبطت في جوهانسبرغ صباح الخميس.

وبمراجعة سجلّ الطائرات التي غادرت إيلات باتجاه كينيا، تبيّن وجود طائرة تابعة لشركة FLYYO، وهي شركة طيران رومانية تجارية تحت قيادة الرئيس التنفيذي زيف مايبريدج إسرائيلي الجنسية.

وقد بدأت الشركة نشاطها في إسرائيل في شهر فبراير/شباط الماضي، مما يثير الشكوك حول تعامل الشركة مع إسرائيل، وبعد مرور شهر واحد فقط، أعلن مكتب الهجرة في إسرائيل عن بدء نقل الغزيين في الشهر نفسه إلى دول في أفريقيا وآسيا.

مصدر الصورة

وبالبحث في سجل طائرات الشركة تبين أن إحداها تحمل رقم التسجيل YR-ADD وبمراجعة سجلها لم يكن لها رحلات من إسرائيل لأفريقيا باستثناء هذه الرحلة بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد غادرت هذه الطائرة مطار رامون قرب إيلات يوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر/تشرين الثاني الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش (7:00 مساء بتوقيت إسرائيل)، ووصلت إلى العاصمة الكينية نيروبي في الساعة 21:59 بتوقيت غرينتش (11:59 مساء بتوقيت إسرائيل).

مصدر الصورة مسار الرحلة من إيلات حتى نيروبي (الجزيرة)

ثم انتقلنا لتتبّع الطائرة التي نقلت الركّاب من نيروبي إلى جنوب أفريقيا، وبمراجعة سجلّ مطار جوهانسبرغ لم نجد سوى طائرة واحدة هبطت صباحا في المطار قادمة من نيروبي يوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

وتبيّن أن الطائرة تتبع لشركة Global Aviation الجنوب أفريقية، وتحمل رقم التسجيل ZS-GAC، وهي طائرة نقل تجارية تعمل عادة على خطّ الركاب بين جنوب أفريقيا وكينيا، وقد انطلقت الطائرة في الساعة 02:07 بتوقيت غرينتش — أي بعد نحو 5 ساعات من وصول الرحلة التي يعتقد انها أقلّت الغزيّين ووصلت إلى جوهانسبرغ في الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش.

مصدر الصورة مسار الرحلة من نيروبي إلى جنوب أفريقيا (الجزيرة)

ليست المرة الأولى

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتقد أنها نقلت فيها الغزاويين من غزة، فحسب تقارير كانت أولى رحلات نقل الغزيين في 19 مارس/آذار 2025 حيث غادر 70 غزيا من حاملي الجنسيات الأجنبية أو ذوي الروابط العائلية بالخارج من مطار رامون في جنوب إسرائيل على متن طائرة عسكرية رومانية متجهة إلى أوروبا، وقالت السلطات الإسرائيلية إنها ساعدت في عملية الإجلاء في إطار سياسة الهجرة التي تعتمدها.

ووجدنا بالفعل طائرة رومانية عسكرية غادرت مطار رامون باتجاه رومانيا يوم 19 مارس/آذار 2025، تحمل الرقم التسجيلي 6166 من طراز C130.

مصدر الصورة

وتكررت هذه الرحلة في 17 سبتمبر/أيلول 2025، حيث خرجت طائرة عسكرية رومانية تحمل الرقم 9143 من طراز C130 أيضا، تحركت من مطار رامون إلى رومانيا، وفي اليوم نفسه نشرت عدة مصادر إسرائيلية أن 550 شخصا غادروا غزة إلى وجهات عديدة (منها رومانيا)، حيث قال مكتب التنسيق (COGAT) إن معظم الذين غادروا غزة في هذا اليوم هم من المرضى الفلسطينيين ومقدمي الرعاية لهم.

رحلات أخرى

وقالت هآرتس إن مجموعة من سكان غزة، تضم 57 شخصا، غادرت القطاع في 27 مايو/أيار 2025، وفي الليلة التي سبقت مغادرتهم، تلقى العشرات من السكان رسالة عبر تطبيق "واتساب" تتضمن عنوانا محددا في القطاع ليتوجهوا إليه، ومن هناك، توجهوا بالحافلات إلى معبر "كرم أبو سالم".

إعلان

وانطلقت الحافلة بعد تفتيش إسرائيلي إلى مطار رامون، حيث صعدت المجموعة على متن طائرة مستأجرة من شركة "Flylili" الرومانية، والتي توجهت إلى بودابست، ومن هناك واصل المسافرون رحلتهم إلى إندونيسيا وماليزيا.

وبمراجعة رحلات شركة Flylili وجدنا أنه كانت لها رحلة بالفعل من إيلات إلى بودابست في المجر في 27 مايو/أيار 2025، كان رقمها FL7000 وهو رقم لم تسجل عليه أي رحلة مشابهة، على عكس رحلات الطائرة الثانية المكررة.

وقالت هآرتس إنه في 27 أكتوبر/تشرين الأول خرجت مجموعة تضم 150 شخصا في عملية مماثلة لعملية نوفمبر/تشرين الثاني، حيث غادرت 3 حافلات المنطقة الوسطى عبر معبر كرم أبو سالم، وسافروا على متن طائرة مستأجرة من شركة "FlyYo" الرومانية إلى العاصمة الكينية نيروبي، ومن هناك نُقلوا إلى طائرة مستأجرة من "ليفت" نقلتهم إلى جوهانسبرغ حيث سُمح لهم بدخول البلاد دون أي مشاكل.

وتدير شركة "فلاي يو" الرومانية، التي نقلت سكان غزة من مطار رامون إلى كينيا، رحلات جوية مستأجرة يومية من مطار بن غوريون إلى وجهات في أوروبا.

وأكد مالك شركة الطيران، زيف مايبرغ، لصحيفة "هآرتس" التفاصيل؛ إلا أنه ادعى أن "FlyYo" لا تتعامل مع أي جهة، مضيفا أن وكيل سفر إسرائيليا يعمل مع الشركة التي حجزت الرحلتين.

ووفق البيانات الملاحية التي رصدتها منصات التتبع، انطلق الفوج في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025 من جنوب إسرائيل باتجاه نيروبي، على متن طائرة Airbus A320 تحمل التسجيل YR-ADD وتديرها شركة FlyYo الرومانية.

ثم واصل الفوج رحلته في الواحدة من صباح يوم 28 أكتوبر/تشرين الثاني من نيروبي إلى جوهانسبرغ عبر الرحلة رقم QS901، على متن طائرة أخرى من طراز Airbus A320 تابعة لشركة Global Aviation، لتشكّل جنوب أفريقيا وجهتهم النهائية.

تحركات متزامنة مريبة

ورصدنا تقريرا يتحدث عن شركة FlyLili في فبراير/شباط الماضي، يشير إلى أن الشركة بدأت بتوسيع نطاق عملياتها وتسيير رحلات إلى تل أبيب ، مما يثير الشكوك حول تعامل الشركة مع إسرائيل.

وبعد مرور شهر واحد فقط، أعلن مكتب الهجرة في إسرائيل عن بدء نقل الغزيين في الشهر نفسه إلى دول أفريقيا وآسيا كما في شركة FlyYo، كما يوجد اتهامات ضد الشركة بنقل مرتزقة إلى الكونغو.

وبعد مراجعة سجل الرحلات المشبوهة، قمنا بالبحث عن الجهات المتورطة واستخراج أهم النتائج المتعلقة بنشاطاتها وتزييفها لحقيقة عملها وترابطها بشركات واجهة shell companies.

الأطراف المتورطة الرئيسية

في تقرير نشرته يديعوت أحرونوت عن مسؤول عسكري إسرائيلي صرح بأن منظمة تدعى "جمعية المجد أوروبا" كانت مسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينيا من القطاع، وأن إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت الركاب من غزة إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى مطار رامون ليتم نقلهم إلى الخارج.


* الجهة المنظمة (الواجهة) "جمعية المجد أوروبا" (Al Majd Europe )

نشاطها المعلن: تقدّم منظمة "المجد أوروبا" نفسها عبر موقعها الرسمي ككيان إنساني غير ربحي، تأسس في ألمانيا عام 2010 -لا دليل على التأسيس في 2010- ويهدف إلى دعم المجتمعات المسلمة المتضررة من النزاعات. وتعرض على موقعها أنشطة تشمل الإغاثة الطبية والتعليم وفرص التنمية المستدامة، وتتباهى بأنها وفّرت ممرات آمنة وأجْلت مئات الأشخاص.

وواجهتها الرقمية أنيقة وخطابها إنساني، لكن الموقع يفتقر إلى أي تسجيل قانوني أو رقم قيد خيري أو عنوان فعلي في أوروبا، ويكتفي بذكر مقر في "حي الشيخ جراح – القدس" وأرقام واتساب للتواصل.

ولا توجد فروع للمنظمة في ألمانيا كما تدّعي، فالبحث العميق والمكثّف لم يُظهر أي أثر لفروع تحمل هذا الاسم، سواء عبر أدوات البحث المختلفة أو حتى بالبحث باللغة الألمانية، ويبدو أن هذه المنظمة تتستّر وراء مقولتها بوجود فروع في ألمانيا لتُضفي على نفسها شرعية زائفة ليس غير، في محاولة لإيهام الآخرين بامتدادها الدولي ومصداقيتها، والواقع يكشف عكس ذلك تماما.

إعلان

تحليل الموقع الجغرافي: وعند قيامنا بتحليل الموقع الجغرافي للمنظمة تبين أن مقر المنظمة الحالي بحسب ما هو مُعلن على الموقع هو حي الشيخ جراح، بالقدس، كما هو موضح من خلال الصفحة على فيسبوك ومن خلال الموقع، ولكن تظهر خرائط غوغل عدم وجود شركة بهذا الاسم كما نرى (يوجد مستشفى ومقهى في الموقع المشار إليه على موقع المؤسسة).

أرقام التواصل مع المنظمة:

رقم الهاتف الخاص بالمنظمة: 972507556276 +

رقم مؤيد (أحد المسؤولين في المنظمة): 59-928-6979 972 +

رقم عدنان (أحد المسؤولين في المنظمة): 50-697-9005 972 +

رقم عمر (أحد المسؤولين في المنظمة): 52-737-7343 972 +

الإيميل: info@almajdeurope.org

الموقع والهوية الرقمية للمنظمة: رغم الخطاب الإنساني الذي تقدّمه المنظمة في واجهتها الإلكترونية، فإن البيانات التي تم تحليلها للموقع وحساباتها الرقمية تكشف عن ثغرات بنيوية كبيرة تُثير الريبة. فمن هوية رقمية مُصممة بعناية، إلى غياب تسجيل قانوني أو عنوان فعلي، وصولا إلى أرقام واتساب لجمع البيانات الحساسة، يترسخ الانطباع بأننا أمام واجهة رقمية مُضلِّلة أكثر من كونها مؤسسة خيرية حقيقية.

بيانات الموقع الرسمي: نطاق التسجيل (الدومين): almajdeurope.org مسجّل حديثا في 2 فبراير/شباط 2025 عبر شركة "نيم تشيب" (Namecheap) مع استخدام خدمة إخفاء بيانات المالك ( Withheld for Privacy – آيسلندا).

كما أن أداة Scamadviser وهي (أداة تقييم يعتمد على مؤشرات تقنية ورقمية) تُعطي الموقع "ثقة منخفضة"، وهذا ليس دليلا قاطعا بذاته لكنه مؤشر حذر.

المحتوى: الموقع يعرض واجهة أنيقة باللغتين (عربية/إنجليزية) ويضع أقساما عن "الإغاثة"، "العمل الطبي"، "قصص نجاح"، لكن الصور غالبا مولدة بالذكاء الاصطناعي أو مأخوذة من مواقع أخرى.

الشفافية القانونية: لا يوجد رقم تسجيل خيري أوروبي أو مستند رسمي يثبت الاعتراف بها، لأنه عند بحثنا في قواعد البيانات الخاصة بالاتحاد الأوروبي لم نجد أي ذكر للمؤسسة.

حسابات السوشيال ميديا: فيسبوك: صفحة المؤسسة تم إنشاؤها في أبريل/نيسان 2025 (متأخرة جدا قياسا بادعاء التأسيس منذ 2010)، كما أن الصفحة خاملة ولا يوجد محتوى أو نشاط يُذكر.

متابعون ومدراء ناقمون على حركة حماس!
والمريب في الأمر أن أغلب المتابعين والمتفاعلين مع المنصة ناقمون على الأوضاع في غزة وينتقدون حركة حماس. وأحد الحسابات التي قامت بالتفاعل على صورة المنظمة على فيسبوك هو لمواطن غزي مقيم في إسرائيل.

وهناك آخرون ينتقدون حركة حماس بسبب الأوضاع في غزة.

تويتر ( X ) : الحساب غير نشط أيضا وتم إنشاؤه في ديسمبر/كانون الأول 2024 ويتابع 10 أشخاص في حين تتابعه 4 حسابات بينها حسابان وهميان وحساب آخر وهمي لكنه نشط ينتقد حركة حماس أيضا.

كما أن الحساب يتابع عدة منظمات ومنصات دولية مثل منظمة العفو الدولية وحساب المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة وشبكة القدس.

إنستغرام : الحساب غير نشط وتم إنشاؤه في فبراير/شباط 2025، ويتابعه 21 شخصا أغلبهم حسابات حقيقية لا توجد عليها أي شكوك.

لينكد إن: لا وجود لحساب للمنظمة على لينكد إن على الرغم من أن الموقع يُظهر أن له حسابا على لينكد إن.

تسلسل زمني لنشاط للمؤسسة

المسؤولون عن المنظمة أحدها ضد حماس والآخر وهمي:

في القسم الخاص بالمسؤولين، يقدّم موقع (Al-Majd Europe) اسمين على أنهما الشخصان القائمان على أنشطة المنظمة، ويعرض الموقع الأول بصفته "مدير المشروع"، في حين يقدّم الثاني كمسؤول عن "مشروع القدس الإنساني".

غير أن التحقيقات تكشف أن خلفية كلٍّ منهما تثير الكثير من علامات الاستفهام، سواء من حيث هويتهما الحقيقية أو طبيعة الصور والمعلومات المرفقة بهما.

مؤيد صيدم

رقم الهاتف: 59-928-6979 972 +

وهو مواطن غزي ومدرب لياقة بدنية وليس له أي سجل سياسي سابق، وهو وفقا للمنظمة، يقود وينسق مشاريع المساعدات الإنسانية في غزة، ويدير الموارد والشركاء، ويضمن الدعم في الوقت المناسب والمتوافق والفعال للمجتمعات المتضررة.

واستطعنا من خلال البحث العكسي العثور على تطابق له، حيث كان معروفا في الأوساط الرياضية في غزة خاصة في ما يُعرف بـ" مصارعة الذراع ".

حسابات مؤيد صيدم على وسائل التواصل الاجتماعي تكشف المزيد

حسابه على فيسبوك

حسابه على إنستغرام

وعند البحث في حسابات مؤيد صيدم، الذي يقدّمه الموقع بصفته "مدير المشروع"، تبيّن أنه يتبنى خطابا معاديا لحركة حماس ويميل إلى تأييد السلطة الفلسطينية.

كما أنه يتابع العديد من الشخصيات والصفحات المرتبطة بالسلطة الفلسطينية.

وقد أعلن في منشور له أنه غادر غزة في شهر يونيو/حزيران من العام الحالي، واللافت أنه خرج من مطار إسرائيلي، حيث نشر صورة في 16 يونيو/حزيران يظهر فيها بجانب طائرة تحمل شعار شركة (flylili) الرومانية، وبعد التحقق، تبيّن أن الطائرة بالفعل تابعة لهذا الطراز من الشركة نفسها.

إعلان

لكن ما يثير الانتباه أن (flylili) وق ّ عت مؤخرا اتفاقيات تعاون مع شركة الطيران الإسرائيلية (Arkia)، مما يضع علامات استفهام إضافية حول طبيعة خروجه وتوقيت ظهوره في واجهة "المجد أوروبا".

والصورة التي يظهر فيها تتطابق بالشكل واللون مع طائرة تحمل رقم تسجيلي YR-LIC تتبع لشركة lili، وهي الطائرة نفسها التي خرجت في رحلة من إيلات إلى بودابست في 27 مايو/أيار 2025 -ذكرناها أعلاه-، وأقلت أناسا من غزة.

الطائرة التابعة لشركة Fly Lili في مطار رامون 27 مايو/أيار 2025 (فلايت رادار)

وبتحليل الشمس والظلال في الصورة، بناء على موقع وقوف الطائرة الذي تم تحديده من خلال موقع فلايت رادار واتجاه الشمس والظلال في ذلك التوقيت، يرجح أن الرحلة التي غادر على متنها مؤيد صيدم، قد تكون هي الرحلة التي انطلقت من مطار رامون في مايو/أيار الماضي.

وبعد تحليل صورة نشرها مؤيد في 28 أكتوبر/تشرين الأول تبيّن أن البرج الظاهر خلفه هو أحد أبراج (Autograph Tower) في جاكرتا بإندونيسيا، كما أظهر التحليل أن الموقع الذي يجلس فيه مؤيد هو مطعم (Cloud Lounge) عند الإحداثيات (6°11’39.0″S 106°49’22.0″E)، وهو ما أكدته صورة مطابقة لإطلالة المطعم.

صورة مؤيد نشرها على حسابه بفيسبوك في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضيمطعم (Cloud Lounge) ويظهر عبر الزجاج برج (Autograph Tower)

ومن اللافت أنه طالب المتابعين على إنستغرام بتقديم الدعم لأسرته للخروج من غزة عبر موقع ( gofundme ).

وعند تحليل المعطيات المتوفرة لدينا كرقم الهاتف والحسابات التي استطعنا الوصول إليها تبين لنا أن له حسابات على (فيسبوك وإنستغرام وتلغرام وإكس).

وبالبحث حول ذلك الدعم وجدنا أن زوجته ريم صيدم قد قامت بالفعل في مايو/أيار 2024 بطلب الدعم من الموقع للخروج إلى "بر الأمان" كما وصفت.

ولم تحدد وجهة سفر مؤيد إلى الخارج في يونيو/حزيران 2025، لكنه على الأرجح قد يكون سافر إلى عائلته التي ربما هي الأخرى خرجت من غزة.

ثم كشفنا بعد مدة صورا نشرتها الزوجة على حسابها على فيسبوك لأولادها من داخل مدارس في أندونيسيا.

وإندونيسيا هي إحدى الوجهات التي روج لها لتستقبل الغزيين المهجرين، وقد نفت الحكومة الإندونيسية عدة مرات هذه الأنباء ورفضت تهجير الفلسطينيين.

وقد تحدثت التقارير مؤخرا حول رحلة تنطلق من إسرائيل إلى أوروبا، ثم إلى إندونيسيا وماليزيا.

تسويق أم انتقاد؟ شخصية فلسطينية تدعي التواصل مع المنظمة!

وفي السياق نفسه وجدنا مقطعا لمواطن غزي اسمه علي شعث مقيم في بلجيكا يقول إنه تواصل مع مؤيد صيدم ويدعي أنه يزعم أن هناك دفعة من المواطنين سوف يتم إجلاؤهم وقت نشر المقطع، وأنه فعلا تسلم مبلغ 1400 دولار من 230 مواطنا سجل عبر الموقع الإلكتروني.

ولكن، بعد مرور أسابيع ، وجدنا أن هذا الشخص حذف كل ما قاله عن مؤسسة المجد أوروبا ولم يتحدث عنها مرة أخرى منذ ذلك الوقت، وبحسب ما قاله في المقاطع فإنه تواصل شخصيا مع مؤيد صيدم لتأكيد أو نفي عمليات إجلاء المواطنين من غزة والتأكد من أنها ليست شركة وهمية لسرقة الأموال.

ويطرح هذا المقطع تساؤلا عن علاقة علي شعث بالمؤسسة خاصة أنه نشر مقطعين عنها وعن الاشتباه في مصداقيتها ومن وراءها؟ كما أننا وبالبحث في الصفحات الشخصية الخاصة بعلي شعث وجدنا أنه أيضا معادٍ لحركة حماس وكمثال هذا المنشور :

من هي الشخصية الثانية في مشروع مجد أوروبا؟

رقم الهاتف: 50-697-9005 972 +

يقدّم موقع (Al-Majd Europe) شخصا باسم "عدنان" باعتباره المسؤول عن مشروع القدس الإنساني، لكن عند التحقق لم يتم العثور على أي تطابق لشخص بهذا الاسم أو هذه الصورة عبر محركات البحث أو أدوات البحث المتخصصة مثل (TinEye) التي فحصت أكثر من 76.9 مليار صورة ولم تجد أي نتيجة مطابقة.

كما أن أداة (Sightengine) صنّفت الصورة بنسبة 99% أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي، مع مؤشرات واضحة على استخدام تقنيات (GAN) (التوليد بالذكاء الاصطناعي).

وعند التدقيق في الصورة، يمكن ملاحظة تفاصيل غير طبيعية في الفم وبعض ملامح الوجه، وهي سمات شائعة في الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي.

وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأدوات المتطورة بالبحث العكسي أن الوجه يشبه صورا مستخدمة في حملات ترويجية لمنتجات تجميل، مما يرجح أن الصورة نموذج عام أو مولد بالذكاء الاصطناعي لأغراض دعائية، وليس لشخصية حقيقية.

كما أن الرقم المنشور بجانب "عدنان" على الموقع هو (50-697-9005 972 +)، وهو رقم إسرائيلي يستخدم عبر واتساب فقط دون أي مكتب أو عنوان ثابت، مما يزيد من الشكوك حول وجوده كشخص حقيقي.

وعند البحث عن البيانات المرتبطة برقم هاتفه توصلنا إلى أنه نشط على الواتساب فقط وليس له أي حسابات أخرى كمؤيد صيدم، مما يدعم فرضية كون أن عدنان شخصية غير حقيقة وماهي إلا واجهة للموقع.

الخلاصة: في الغالب "عدنان" ليس شخصية حقيقية وإنما واجهة مزيفة، تشير المعطيات إلى أن صورته مولّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة، ولا وجود لاسمه أو صورته في أي قاعدة بيانات صور عامة أو مواقع مهنية، كما أن رقم هاتفه مدرج في قواعد بيانات إسرائيلية، مما يظهر أنه محاولة من المنظمة لخلق شخصية وهمية تضفي عليها مصداقية زائفة أمام المتابعين والداعمين المحتملين.

عمر: وكما ذكرنا في بداية التحقيق، أدرجت المؤسسة اسم عمر كأحد المسؤولين الذين يمكن التواصل معهم ورقم هاتفه: 00972527377343، وعند البحث عن الحسابات والبيانات المرتبطة بهذا الرقم تبين أن الاسم يرتبط بحساب على واتساب يضع شعار المؤسسة والرقم مرتبط بشخص اسمه عمر القواسمي بحسب "truecaller" ويرتبط بحساب على فيسبوك وآخر على تلغرام.

وبعكس رقم الشخصية المزيفة (عدنان) الذي لا وجود له على أي مواقع أخرى يرتبط هذا الرقم بقواعد بيانات رسمية فلسطينية ، كما يرتبط بنفس قاعدة البيانات السابق ذكرها مع الرقم السابق (الشخصية المزيفة عدنان).

وقاعدة البيانات الفلسطينية هي دائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني (Palestinian Central Bureau of Statistics – PCBS) وهو تقرير سنوي رسمي يحوي مجموعة واسعة من المؤشرات الإحصائية عن دولة فلسطين لعام 2019، مثل عدد السكان، التعليم، الاقتصاد، الصحة، الإقامة، وغيرها من البيانات.

لكن الموقع لا يدرج صورة شخصية له ولا توجد معلومات واضحة له بالفضاء الرقمي، مما يرجح أن الشخص الذي له وجود حقيقي هو فقط مؤيد أما الأشخاص الآخرون فلا دليل على وجود حقيقي لهم بالمنظمة.

أعمال وهمية مفبركة وأدلة بصرية تكشف زيف المنظمة
وإلى جانب تضارب المعلومات المتعلقة بالمنظمة، تكشف مراجعة المواد البصرية المنشورة على موقعها الرسمي حجم التزييف الذي تلجأ إليه لتضليل الجمهور ومنح نفسها صورة إنسانية غير حقيقية.

فأول ما يلفت النظر هو أن الموقع يستخدم صورا مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وقد أثبتت أدوات تحليل الصور ذلك بوضوح، كما أن وجود مثل هذه الصور يطرح تساؤلات كبيرة حول مصداقية القائمين على الموقع وهويتهم الفعلية.

صورة من الموقع تُظهر اسم المنظمة بجانب المسجد الأقصى

تم تحليل تلك الصورة المعروضة عبر أداة (Sightengine) وجاءت النتيجة بنسبة 99% أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي، مع تحديد أن النموذج المستخدم هو من نوع GPT-4o بنسبة 98%.

وهذا يعزز الشكوك حول محاولات المؤسسة إظهار واجهة بصرية مُضللة لإضفاء شرعية زائفة على نفسها، خصوصا أن موقع الشركة على خرائط غوغل غير موجود ولا يوجد أي صورة من موقع أو مكاتب الشركة.

إضافة إلى ذلك، نشر الموقع صورا لمخيمات طبية ميدانية وأرفقها بادعاء أنه يقدم خدمات صحية للمتضررين، مشيرا إلى امتلاكه 15 عيادة متنقلة وأكثر من مئتي متخصص في القطاع الطبي.

غير أن البحث العكسي كشف أن الصورة تعود إلى خيمة أقامها المستشفى الكويتي في خان يونس، كما لم يظهر أي مصدر مستقل يؤكد الأرقام أو الأنشطة التي تدّعيها المؤسسة.

كما أن المؤسسة أدرجت قصة إنسانية تحت عنوان إجلاء امرأة تُدعى "منى" من الحرب في سوريا عام 2013، مستخدمة صورة لها في مدينة مزدحمة.

غير أن البحث العكسي كشف أن المرأة هي في الحقيقة عبير خياط، وأن خروجها من سوريا تم في عام 2018، مع أن مصدر الصورة الأصلي منشور في موقع ( Middle East Eye ) وأنها خرجت في 2012.

وهذه الأمثلة توضح كيف تعتمد المؤسسة على صور وقصص مختلقة أو مسروقة لتضليل الرأي العام وإضفاء شرعية إنسانية زائفة على نشاطها، في حين أن الأدلة تثبت عكس ذلك تماما.

رحلة إندونيسيا.. ظاهرها التدريب الطبي وباطنها التهجير

في أبريل/نيسان 2024، نشرت المنظمة تقريرا حول سفر مجموعة من الأطباء من غزة إلى إندونيسيا بحجة التدريب الطبي، وهي خطوة بدت في ظاهرها إنسانية، لكنها تفتح الباب أمام تساؤلات حول كونها جزءا من برنامج أوسع يهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين في الخارج.

ولا يقف الأمر هنا، فمواقع إسرائيلية مثل ( The Times of Israel ) نشرت في مارس/آذار 2025 (أي قبل أن تنشر المنظمة بشهر) خبرا حول برنامج تجريبي لنقل 100 غزّي إلى إندونيسيا، على أن يتبعهم آلاف آخرون إذا نجح، وهو ما يتقاطع بشكل لافت مع خطاب المؤسسة التي تقدّم نفسها كجهة إنسانية في حين أن الواقع يكشف عن انسجام محتمل مع سياسات إسرائيلية قديمة تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.

وما يزيد من وضوح الأهداف الحقيقية للمؤسسة، ما يظهر في استمارة التسجيل على موقعها الرسمي، حيث يشترط بشكل صريح أن الخدمة مخصّصة فقط لسكان غزة المقيمين داخل القطاع، ويكشف هذا الشرط بوضوح أن الاستهداف موجه بدقة إلى شريحة بعينها من الفلسطينيين، وليس إلى عموم اللاجئين أو المحتاجين كما تدّعي المنظمة.

وبذلك يتضح أن المشروع يتقاطع بشكل مباشر مع سياسات التهجير، عبر جمع بيانات شخصية حساسة من سكان غزة فقط، ومن ثم استخدام هذه المعطيات كجزء من ترتيبات ربما متعلقة بالترحيل أو إعادة التوطين تحت غطاء إنساني.

وبالتالي، فإن ما تدّعيه "المجد أوروبا" من أدوار إنسانية قد يتعلق بأحد احتمالين: إما أنها غطاء لمشروع سياسي إسرائيلي يستهدف تهجير أهالي غزة تدريجيا، أو أنها منظمة وهمية هدفها الاحتيال المالي وجمع بيانات حساسة من الأشخاص عبر وعود كاذبة بالهجرة أو الإغاثة.

2. مكتب الهجرة في إسرائيل

يعتبر هذا المكتب إحدى الجهات المتورطة بشكل رئيسي في تهجير الغزيين وذكر تقرير هآرتس أن مكتب الهجرة في إسرائيل يعمل على التنسيق وتسهيل خروج الغزيين.

وقد قمنا بالبحث في أمر هذا المكتب ليتبين أنه أنشئ في 23 مارس/آذار 2025، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على إنشاء "مكتب للهجرة الطوعية لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة"، وذلك وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي.

وقال إن المديرية ستعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والهيئات الحكومية الأخرى، وفقا لتوجيهات الحكومة، وستنسّق أنشطة الوزارات ذات الصلة، وأضاف أن الإدارة ستلتزم بالقانون الإسرائيلي والدولي.

وأشار كاتس إلى أن مغادرة الفلسطينيين لغزة -والتي يواجه دعمها اتهامات بالتطهير العرقي – ستُنفّذ عبر "إقامة طريق ونقاط تفتيش أمنية للمشاة في معابر محددة داخل غزة، بالإضافة إلى تنسيق إنشاء بنية تحتية تسمح بالمرور برا وبحرا وجوا إلى الدول المستهدفة".

أما الفترة الزمنية التي تم فيها تأسيس مكتب الهجرة، فهي الفترة نفسها التي أُنشئت فيها صفحة "مؤسسة مجد أوروبا" على فيسبوك، أي في أبريل/نيسان 2025.

وهذا التزامن الزمني يشير إلى أن مؤسسة "مجد أوروبا" ليست مجرد منظمة إنسانية عادية، بل جزء من شبكة منظمة تتعلق بعمليات الهجرة واللجوء التي تتم تحت مظلة رسمية أو شبه رسمية، مدعومة بمكاتب وخدمات الهجرة التي ترى في هذا الوقت فرصة لتنفيذ مخططات الاحتلال.

و كانت أولى رحلات نقل الغزيين في 19 مارس/آذار حيث غادر 70 غزيا من حاملي الجنسيات الأجنبية أو ذوي الروابط العائلية بالخارج من مطار رامون في جنوب إسرائيل على متن طائرة عسكرية رومانية متجهة إلى أوروبا، وقالت السلطات الإسرائيلية إنها ساعدت في عملية الإجلاء في إطار سياسة الهجرة التي تعتمدها.

تومر ليند من الشخصيات المحورية في القصة

ذكرت صحيفة هآرتس أن شخصا إسرائيليا إستونيا يدعى تومر ليند يقف خلف منظمة مجد الإنسانية، حيث ظهر اسمه في الوثائق والمراسلات المرتبطة بعمليات السفر.

و تومر ليند رجل أعمال يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية، أسس شركة استشارية في إستونيا باسم Talent Globus OÜ في يوليو/تموز 2024.

حسابا ليند على فيس بوك وعلى لينكد ان

شركة (Talent Globus): هي شركة مسجلة رسميا باسم (Talent Globus OÜ)، تأسست حديثا في يوليو/تموز 2024، وتعمل في مجال تقديم خدمات استشارية وتوظيفية متخصصة.

وتهدف الشركة إلى ربط المؤسسات الرائدة بالمواهب العالمية من خلال حلول توظيف واستشارات إستراتيجية تساعد على تحقيق نمو مضاعف ومستدام للأعمال.

موقع الشركة

يقع مقر الشركة في تالين، عاصمة إستونيا، وتقدم خدمات تركز على التطوير المستمر لجودة التوظيف واختيار الكفاءات المناسبة لتحقيق أهداف الشركات.

وبالبحث في سجلات الشركة في إستونيا ظهر معنا فقط اسم تومر ليند في مجلس إدارة الشركة.

ووجدنا بالبحث أيضا في السجلات أن الشركة ليس لديها أي موظفين مسجلين سوى تومر ليند في مجلس الإدارة.

وظهر معنا أن رأس مال الشركة هو فقط 301 يورو وحجم مبيعات الشركة في الربع الثالث من العالم 2025 بلغ 47 ألفا و289 يورو، مما يضع شكوكا كبيرة حول حقيقة هذه الشركة.

وذكر في سجلات الشركة في إستونيا أن لها فرعا واحدا بالعنوان:

Harju maakond, Tallinn, Kesklinna linnaosa, Tornimäe tn 5, 10145

وتسجل الشركة أيضا على موقعها الإلكتروني عناوين فرعين اثنين:

فرع لندن : 45 Financial Square, London EC2A 2AD

فرع قطر : Level 22, Tornado Tower, West Bay, Doha

وعلى غرار ما ذكرته صحيفة هآرتس بشأن مؤسسة "مجد أوروبا" وعدم وجود عنوان فعلي أو حقيقي لها، فإن شركة "Talent Globus OÜ" لها وضع مشابه من حيث عدم التسجيل وغياب وجود دليل مثبت على أرض الواقع في الدول التي أعلنت أن لها فروعا بها، وهذا الأمر يثير تساؤلات وشكوكا حول مصداقية هذه المؤسسات وشفافية نشاطها.

وسيلة التواصل

إيميل: info@talentglobus.com
رقم: +97100000000

أعضاء الشركة

بحسب المعلومات التي ذكرت في الموقع:

تومر ليند: المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة

ديفيد تشين: رئيس الاستشارات

ماريا رودريغيز: مديرة التوظيف العالمي

جيمس تومسون: رئيس قسم التكنولوجيا

وبالبحث على حسابتهم على منصات السوشيال ميديا بتلك الأسماء، لم يتم العثور على أحد سوى المدير التنفيذي تومر ليند فقط، ولم تستطع العديد من الصحف الوصول لحقيقة هذه الشخصيات، لكن بحثنا المعمق كشف أمورا مريبة ونتائج مهمة.

فقد ظهر حساب له على منصة فيس بوك وآخر على لينكد إن . وباستخدام البحث العكسي بالأدوات الخاصة لدينا توصلنا لما يلي:

جيمس تومسون: قمنا بالبحث عن صورة جيمس تومسون في أدوات البحث العكسي وأدوات الذكاء الاصطناعي، وعند القيام بالبحث العكسي باستخدام أداة tineye.com ظهر معنا 330 نتيجة مختلفة المصدر والنشر.

أما أبرز تلك النتائج التي ظهرت معنا هي استخدام الصورة كزبون (Customrs) ويتم التعليق بها كـ(feedback) لموقع الشركة.

فيظهر هنا باسم مايك هادرسون ويعلق لشركتين مختلفتين

وفي شركة أخرى يعلق باسم مايكل.

ماريا رودريغيز

لم نجد أي حساب على منصات التواصل لها بهذا الاسم، وعند القيام بالبحث العكسي باستخدام أداة tineye.com ظهر معنا 277 نتيجة مختلفة المصدر والنشر.

وكانت أبرز النتائج التي ظهرت معنا هي استخدام الصورة كـ"زبون" (Customrs) ويتم التعليق بها كـ"feedback" لموقع الشركة بأسماء مختلفة.

ويظهر هنا أن مواقع إخبارية تنشر مقالات وتضع صورة الفتاة، لكن وجدنا أن المواقع تضع أسفل الصورة المصدر الرسمي لها وتبين أن مصدر الصورة هو موقع unsplash.com وهي منصة متخصصة في نشر الصور عالية الجودة وعادة تكون خالية من حقوق النشر.

وبعد تحققنا من الصورة وجدنا الحساب الرسمي الذي نشر صورها على منصة (unsplash) باسم (Christina)، وينشر الحساب عدة صور لأشخاص آخرين تستخدم للتصميم والمواقع.

وقد نشر الحساب تلك الصورة لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أي قبل تأسيس شركة (Talent Globus OÜ) بسنوات.

ديفيد تشين

لم نجد أي حساب على منصات التواصل له بهذا الاسم، ولما قمنا بالبحث العكسي باستخدام أداة tineye.com ، ظهر معنا 1002 نتيجة مختلفة المصدر والنشر.

وأبرزت تلك النتائج التي ظهرت استخدام الصورة كـ"زبون" (Customers) ويتم التعليق فيها كـ"feedback" لموقع يفترض أنه لمؤسسة تعليمية في أركوبيا في دولة بيرو.

الخلاصة
استنادا إلى نتائج التحقيق، ثبت أن مؤسس الشركة والوحيد ذو الوجود الحقيقي كجزء من أعضاء هذه الشركة، هو المدير التنفيذي تومر ليند، الذي تم التحقق من حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، أما بقية الأعضاء "كما يدعون" وهم جيمس تومسون وماريا رودريغيز وديفيد تشين فتبين أنهم استخدموا أسماء مختلفة بمواقع أخرى أومشكوك في وجودهم الحقيقي.

وهذا يشير إلى أن هيكل الشركة وأصولها مبنية على معلومات مضللة أو مزيفة، مما يعزز فرضية أن الشركة ذات طابع وهمي وغير حقيقية، وتستخدم لأغراض مشبوهة مثل منظمة "المجد أوروبا" تماما.

شركات أخرى مشبوهة يديرها أو أدارها توم ليند

"شركة كاليف كونسلتينغ" (Kalev Consulting)
تُعتبر هذه الشركة كيانا استشاريا خاصا تأسس بهدف تقديم خدمات متعددة تشمل الاستشارات وإعادة التوطين والدعم اللوجستي وخدمات أخرى للحكومات، وتدعي أن مقرها الرئيسي يقع في الدوحة، في دولة قطر ، ويدعي مؤسسها الرئيسي توم ليند (Tom Lind / Tomer Janar Lind) بصفته المؤسس والمستشار الرئيسي.

الخدمات والعمليات

ووفقا للمعلومات المتاحة، تقدم كاليف كونسلتينغ خدمات متخصصة تشمل:


* الاستشارات الإستراتيجية للمنظمات في اللحظات الحرجة
* خدمات إعادة التوطين والترحيل
* دعم حكومي وتنسيق مع المنظمات غير الحكومية
* خدمات الدعم اللوجستي والتنقل

البنية التنظيمية وعدد الموظفين

واحدة من الأشياء المثيرة للشك لشركتي كاليف كونسلتينغ وتالنت غلوبس هي غياب المعلومات حول الموظفين والهيكل التنظيمي:


* أسماء الموظفين: لم يتم الكشف عن أي أسماء موظفين رسمية
* الجنسيات: لا توجد معلومات عن جنسيات الموظفين
* المناصب الوظيفية: لم يتم توثيق أي منصب وظيفي سوى ليند

معلومات عن الموقع الخاص بالشركة

معلومات التسجيل (WHOIS)

*المجال: kalevconsulting.com Whois
*عنوان: IP: ‎162.0.217.84
*المسجّل: (Registrar): NameCheap, Inc.
*خادم: whois.namecheap.com
*تاريخ الإنشاء: 23 مايو/أيار 2025 Whois، (تاريخ الإنشاء للموقع يتزامن مع رحلات تهجير فلسطينيين) وكذلك ضمن فترة نشاط تالنت غلوبس (Talent Globus OÜ).
*تاريخ الانتهاء: 23 مايو/أيار 2026.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أنه حسب ادعاء صفحة ليند على موقع لينكد إن، فقد أسس شركة ثانية تُدعى كاليف كونسلتينغ في الدوحة بدولة قطر في يناير/كانون الثاني 2025، وتزعم شركة كاليف كونسلتينغ أنها تقدم "دعما للانتقال والسفر" و"التنسيق مع الحكومة والمنظمات غير الربحية"، لكن رقم هاتفها غير صالح، وتدرج موقعها على أنه في دبي.

شبكة شركات تومر ليند (توم ليند) الأخرى والأشخاص المرتبطون به

من خلال بحثنا عن هذه الشخصية توصلنا إلى سجلات رسمية للشركات التي شارك في إنشائها أو أسسها داخل المملكة المتحدة وبعضها شركات وهمية أو من الممكن أن نعتبرها غطاء لشيء آخر، ونقوم في هذه الفقرة بتحليل هذه الشركات وسجلاتها والشخصيات المرتبطة بها.

توم ليند (Tomer Janar Lind) – المؤسس المركزي
البيانات الشخصية الأساسية

العناوين المسجلة في المملكة المتحدة

الشركات التي أسسها أو أدارها في المملكة المتحدة
(نعتقد أن معظمها شركات واجهة لنشاطات مشبوهة مثل شركته)

1. ISRAAAEL LTD

2. MAXIMUM RENT LIMITED

هذه هي الشركة التي يظهر فيها ليند وعدة شخصيات مريبة أخرى.

ملحوظة: ليس من الضروري أن تكون مرتبطة بشبهات التهجير أو ما إلى ذلك لكن سجلها وتواريخها مثيرة للشك خاصة مع كون جميع الشركات التي نتحدث عنها تعود لنفس الشخصية الإسرائيلية/الإستونية (تومر ليند).

سجل المديرين والموظفين المتغيرين

الشركة شهدت تغييرات متكررة واستقالات من قبل مديريها والمسجلين بها مما أثار عدة شبهات.

ملاحظات على MAXIMUM RENT LIMITED


* الشركة مسجلة كـ"Micro Company" مع حسابات معفاة من الضريبة
* حسابات عام 2017 فقط، مما يشير إلى عدم استخدام حقيقي أو فعلي
* اسم الشركة "MAXIMUM RENT" غريب ولا يشير إلى نشاط يتماشى مع المجال المعلن على موقع قواعد البيانات البريطانية (Advertising agencies).

3. HERE Z WELL LTD

ملاحظات


* استخدام "DEFAULT ADDRESS" من "Companies House" (عنوان افتراضي عام)
* عدم تقديم حسابات مالية منذ نحو عامين.
* الغرض الرسمي "إعلانات" قد يكون ستارا لأنشطة أخرى خاصة مع عدم وجود أي موظفين آخرين مدرجين قانونيا في السجل البريطاني.

نمط Shell Companies

الشركة الوهمية Shell companies هي كيان تجاري موجود فقط على الورق، ويفتقر إلى العمليات النشطة والأصول الكبيرة والوجود المادي.

وهذا النمط قامت فيه إسرائيل بعدة عمليات سابقة لإخفاء من يقف وراء العملية، آخرها عملية "البيجر" التي كانت عبر عدد كبير من الشركات الوهمية المترابطة التي عملت كوسيط بين حزب الله والشركة المنتجة "للبيجر".

اليمين المتطرف وخطط إفراغ غزة.. كوبي بليتشتاين Kobi Blitstein وعلاقته بمكتب الهجرة!

ذكرت صحيفة هآرتس ترابط ما حدث من رحلات مع مكتب الهجرة الطوعية الذي تم تأسيسه في مارس/آذار 2025 لتهجير الغزيين، ولما بحثنا في سياق بليتشتاين التاريخي والمرتبط بالتهجير وجدنا ما يلي:

في مارس/آذار 2025 بعد اجتماع كاتس مع قيادات عسكرية، تم الإعلان عن تأسيس مكتب الهجرة الطوعية وتعيين كوبي بليتشتاين مسؤولا لرئاسة المكتب.

والعقيد احتياط كوبي بليتشتاين هو مسؤول حكومي إسرائيلي بارز ذو خبرة طويلة في الإدارة العامة والعسكرية، وُلد في 3 مايو/أيار 1960 في كيبوتس يد مردخاي وخدم في الجيش الإسرائيلي لمدة 25 سنة في سلاح الاتصالات قبل أن يتم تسريحه برتبة عقيد احتياط.

وتميزت مسيرته المهنية بتقلده مناصب قيادية رفيعة المستوى في عدة وزارات إسرائيلية، حيث عمل رئيسا لمشروع "طرق إسرائيل" الذي بلغ حجم استثماراته 27.5 مليار شيكل (2011-2016)، ونائب مدير عام وزارة النقل (2016-2020)، والقائم بأعمال مدير عام وزارة المالية (2021)، والمدير العام لوزارة الطاقة (2023-2024)، والمدير العام لوزارة الخارجية (2023-2024)، وحاليا نائب المدير العام لوزارة الدفاع منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

والمكتب تابع لوزارة الدفاع ويهدف إلى تنسيق الجهود لتسهيل المغادرة الطوعية لسكان غزة إلى دول ثالثة، وقد أعلن وزير الدفاع كاتس أن "40% على الأقل من سكان غزة مهتمون بالهجرة إلى أماكن أخرى" استنادا إلى فحوصات أجرتها إسرائيل.

علاقة كوبي بليتشتاين بالوزيرين المتطرفين كاتس وسموتريتش

يرتبط بليتشتاين بعلاقة قوية مع وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، وتم الاعتماد عليه في ملفات كبرى منها مدير عام لوزارة الطاقة في يناير/كانون الثاني 2023 خلال حرب "السيوف الحديدية"، ثم مدير عام لوزارة الخارجية في السنة نفسها، ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وهو في منصب نائب المدير العام لوزارة الدفاع وأخيرا اختاره كاتس لقيادة المديرية المنشأة حديثا للانتقال الطوعي لسكان غزة في مارس/آذار 2025.

ويشاركه هذا الدور وزير المالية سموتريتش، الذي يقف خلف هذا المشروع كمحرّك رئيسي، وقد أعلن سموتريتش علنا في مارس/آذار 2025 عن نية الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وكاتس تأسيس "إدارة هجرة" تشرف على نقل سكان غزة من الحزام الساحلي، وقدّر أن بإمكان إسرائيل نقل 1.8 مليون فلسطيني خلال 6 أشهر إذا تم نقل 5 آلاف غزي يوميا.

كما أشار سموتريتش إلى أن الحكومة تعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحديد دول مستقبلة للفلسطينيين، وقال إن "40% من سكان غزة على الأقل يرغبون بالهجرة".

ويمثل تعيين بليتشتاين لرئاسة هذه المديرية في السياق الأوسع بحسب مراقبين دوليين استكمالا للخطة المثيرة للجدل الرامية إلى "التطهير العرقي" وكما نرى في حين تم الإعلان عن كوبي مسؤولا عن هذا المكتب، نشر سموتريتش تغريدة يهنئه فيها ويقول إن هذه الخطو مهمة ومحورية للأجيال القادمة من الشعب اليهودي (خطوة إبعاد وتهجير الفلسطينيين).

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا