آخر الأخبار

ترامب يفرض حصارا بحريا نفطيا على فنزويلا وكراكاس تعتبره "تهديدا بشعا"

شارك

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء فرض حصار بحري شامل على "سفن النفط الخاضعة للعقوبات" المغادرة من فنزويلا والمتوجّهة إليها، وقال في منشور على منصته "تروث سوشيال" إنه قرر أيضا تصنيف النظام الفنزويلي منظمة إرهابية أجنبية، في تصعيد للضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو . من جانبه قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو لنيوزماكس، إن الولايات المتحدة قد تخاطر بتكرار سيناريو فيتنام باستخدام القوة العسكرية ضد فنزويلا.

وأضاف ترامب في منشوره أن الأسطول البحري الأميركي الضخم المنتشر في منطقة الكاريبي والذي يحيط فنزويلا بالكامل ويعد أكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أميركا الجنوبية "سيزداد حجما" حتى تعيد فنزويلا "إلى الولايات المتحدة الأميركية كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا سابقا".

وتابع إن "نظام مادورو غير الشرعي يستخدم النفط من هذه الحقول النفطية المسروقة لتمويل نفسه، وإرهاب المخدرات، والاتجار بالبشر، والقتل، والاختطاف".

وحذر الرئيس الأميركي من أن "الصدمة التي ستتلقاها فنزويلا ستكون غير مسبوقة إلى أن تعيد إلينا النفط والأراضي والأصول التي سرقتها منا".

في المقابل وصفت الحكومة الفنزويلية اليوم الأربعاء إعلان ترامب بأنه "غير عقلاني" و"تهديد بشع".

وكتبت الحكومة الفنزويلية في بيان "يحاول رئيس الولايات المتحدة فرض حصار عسكري بحري مزعوم على فنزويلا بطريقة غير عقلانية بهدف سرقة الثروات التي هي ملك لوطننا".

وجاء إعلان ترامب الأخير بعد أيام من استلاء القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة الساحل الفنزويلي، وفي هذا السياق ندّدت كراكاس أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء بـ"سرقة" ناقلة نفط في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وفي رسالة إلى الدبلوماسي السلوفيني صامويل زبوغار الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حضت كراكاس المجلس على إدانة ما وصفته بأنه عمل "قرصنة برعاية دولة، واستخدام غير مشروع للقوة العسكرية ضد سفينة خاصة، وسرقة شحنة ناتجة عن تجارة دولية مشروعة". كما طلبت من الولايات المتحدة الإفراج عن أفراد طاقم السفينة "المختطفين".

إعلان

من جهته، اعتبر الرئيس الفنزويلي أن الانتشار العسكري الأميركي على مسافة قريبة من بلاده هو جزء من خطة لإطاحة حكمه و"سرقة" النفط الفنزويلي الوفير تحت ستار عملية مكافحة المخدرات.

ونقلت وكالة رويترز عن مادورو، إن "الإمبريالية واليمين الفاشي يريدان استعمار فنزويلا للسيطرة على ثرواتها من النفط والغاز والذهب".

وتنتج فنزويلا التي تملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، نحو مليون برميل من النفط يوميا، لكنها تواجه منذ العام 2019 حظرا يجبرها على بيعه في السوق السوداء بأسعار مخفضة.

وإثر قرار الرئيس الأميركي ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي بأكثر من واحد بالمئة اليوم الأربعاء، وبلغت قيمة العقود الآجلة للخام الأميركي 56.08 دولارا بحلول الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش، بزيادة قدرها 1.5%، أو 81 سنتا .

كما نقلت وول ستريت جورنال عن بيانات تتبع السفن أن تهديد واشنطن بالمصادرة عطل حركة سفن تنقل نفط فنزويلا إلى الصين وكوبا، مشيرة إلى أن العديد من ناقلات النفط راسية بموانئ فنزويلا بينما تتجه أخرى بعيدا.

تحذير وحشود

في غضون ذلك جددت هيئة الطيران الفدرالية الأميركية تحذيرها، أمس الثلاثاء، الطائرات المدنية من التحليق في المجال الجوي الفنزويلي، مشيرة إلى مخاطر على صلة بنشاطات عسكرية.

وقالت الهيئة في إشعار، إن التهديدات الأمنية قد تشكّل خطرا محتملا على الطائرات في جميع الارتفاعات،، بما في ذلك أثناء التحليق، كما أنها قد تشكل أيضا خطرا خلال مرحلتَي الإقلاع والهبوط، فضلا عن المطارات والطائرات الرابضة على الأرض.

ويأتي ذلك في حين تحشد الولايات المتحدة قواتها في البحر الكاريبي حيث نشرت أكبر حاملة طائرات في العالم وسفنا حربية، كما حلّقت طائرات عسكرية أميركية فوق الساحل الفنزويلي في الأسابيع الأخيرة.

في أحدث هذه التطورات نفذت طائرات تابعة للبحرية الأميركية طلعات دورية قرب جزر في البحر الكاريبي وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء.

ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الانتشار العسكري يرمي إلى مكافحة المخدرات، متهّما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتزّعم كارتيل (عصابة) للتهريب.

وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي إلى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطاتها النفطية.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يساعد في القبض على مادورو، الوريث السياسي للزعيم اليساري الراحل هوغو تشافيز.

ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن غارات جوية على ما لا يقل عن 26 سفينة يشتبه بتهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي وشرق المحيط الهاد ئ، ما أسفر عن مقتل 95 شخصا على الأقل، من دون تقديم أي دليل على تورطها في تهريب المخدرات.

وقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا في واشنطن، لا سيما في عملية عسكرية نُفذت مطلع سبتمبر/أيلول أطلق خلالها الجيش الأميركي النار على مرحلتين، أسفر إطلاق النار الثاني عن مقتل الناجيين الاثنين من سفينة محترقة.

دفاع عن ضربات الكاريبي

وفي هذا السياق دافع وزيرا الحرب بيت هيغسيث والخارجية ماركو روبيو الأميركيان في الكونغرس، أمس الثلاثاء، عن الضربات الجوية التي استهدفت سفنا تشتبه واشنطن بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي.

إعلان

وفي تصريحات للصحفيين عقب جلسة استماع مغلقة في الكونغرس، دافع هيغسيث وروبيو عن الضربات "المهمة والناجحة للغاية"، حسب قولهما، مؤكدين أنها استهدفت منظمات إرهابية وعصابات تتهمها واشنطن بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وأشار روبيو وهيغسيث إلى أنهما سيسمحان لأعضاء لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ بمشاهدة فيديو الضربة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحضور قائد القوات المسلحة الأدميرال فرانك برادلي الذي أصدر الأمر.

وقال بيت هيغسيث "لكن، وفقا لسياسة وزارة الدفاع الراسخة، لن ننشر الفيديو الكامل غير المحرر والذي يُعدّ سريا للغاية، للجمهور".

وطالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الإدارة بتزويد كل عضو في مجلس الشيوخ بالتسجيلات الكاملة من دون أي تحرير لها، محذرا من أن السرية، إلى جانب وجود قوات أميركية ومجموعة حاملات طائرات ضاربة في المنطقة، من شأنها أن تجرّ البلاد إلى صراع آخر بلا أي أفق.

كما تساءل بعض المشرعين الجمهوريين، منهم السيناتور راند بول، عما إذا كان استهداف مشتبه بهم ناجين من غرق سفينة يشكّل انتهاكا للقانون الدولي.

وبحسب خبراء، تسلّط هذه القضية الضوء على موضع خلاف جوهري في نهج الرئيس دونالد ترامب يتمثل في التعامل مع تهريب المخدرات كعمل حربي.

وعند مغادرته الاجتماع، قال شومر إنه "لم يسمع أي جديد" في الموضوع.

وقد يُصوّت مجلس الشيوخ قريبا على قرارات تهدف إلى منع الرئيس ترامب من شنّ عمل عسكري ضد فنزويلا من دون موافقة الكونغرس.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا