آخر الأخبار

المدرب جمال السلامي.. من ملاعب المغرب إلى قيادة المنتخب الأردني

شارك

جمال السلامي، مدرب كرة قدم مغربي، وُلد عام 1970 في الدار البيضاء ، وبدأ مسيرته الكروية في نادي الأولمبيك البيضاوي، ثم انتقل إلى الرجاء البيضاوي، وخاض تجربة احترافية في تركيا مع نادي بشكتاش، كما شارك مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998، وحتى بعد اعتزاله لعب كرة القدم في سن الـ33.

بدأ السلامي مسيرته التدريبية مع أندية مغربية مثل الدفاع الحسني الجديدي وحسنية أغادير والفتح الرباطي، ثم تولى تدريب المنتخب المغربي لفئتي الناشئين تحت 17 عاما وأقل من 20 عاما، إضافة إلى المنتخب المغربي للاعبين المحليين، الذي قاده إلى التتويج بكأس أمم أفريقيا للمحليين عام 2018.

واصل السلامي مسيرته مع الرجاء البيضاوي، محرزا لقب الدوري المغربي في موسم 2019-2020، ثم عاد لتدريب الفتح الرباطي حتى يونيو/حزيران 2024، وفي الشهر نفسه أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم تعاقده معه لتولي قيادة المنتخب الأردني الأول.

المولد والنشأة

وُلد جمال السلامي يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1970 في حي درب ميلان بمدينة الدار البيضاء، وانتقل أواخر عام 1976 مع أسرته إلى حي الإنارة حيث بدأ ممارسة هواية كرة القدم.

وهناك أتيحت له فرصة الالتحاق بنادي جمعية الحليب عام 1983، إذ بدأ مع صغار الفريق حتى موسم 1994-1995، قبل أن يصعد إلى الفريق الأول للأولمبيك البيضاوي.

وفي حديث له عن التحديات المرتبطة بالجمع بين الدراسة وممارسة كرة القدم، أشار السلامي إلى أنه تمكن من الحفاظ على تفوقه الدراسي إلى جانب مسيرته الرياضية، إذ نال شهادة البكالوريا في شعبة العلوم.

وعزا السلامي هذا التوازن إلى الدعم الذي حظي به من أسرته، لا سيما والده، الذي شجعه على ممارسة كرة القدم وأزال من طريقه أي عوائق تحول دون مواصلة طموحه الرياضي.

مصدر الصورة جمال السلامي درب أندية مغربية عدة منها حسنية أغادير والفتح الرباطي (الفرنسية)

التجربة الكروية

لعب السلامي في بداياته جناحا أيمن في نادي الأولمبيك البيضاوي، ثم أُعيد توظيفه في مركز وسط الدفاع، وهو المركز الذي ارتبط باسمه لاحقا، وصعد عبر مختلف الفئات العمرية إلى أن بلغ الفريق الأول في موسم 1994-1995.

وقد دفعت تغييرات تقنية عرفها الفريق آنذاك، عقب التعاقد مع مدرب برازيلي، السلامي إلى مغادرة النادي مؤقتا، ثم عاد لاحقا لمواصلة مسيرته بعد دعوة من الطاقم التقني، مستفيدا من قدرته على التوفيق بين مساره الرياضي وتحصيله الأكاديمي.

إعلان

برز السلامي ضمن ما عُرف بـ"الجيل الذهبي" للأولمبيك البيضاوي في أوائل تسعينيات القرن الـ20، وأسهم في تحقيق ألقاب عدة، أبرزها التتويج بكأس العرش مرة واحدة، والدوري المغربي مرتين، إلى جانب الفوز ببطولة الأندية العربية 3 مرات، وهو ما فتح له أبواب المنتخب الوطني للمرة الأولى.

وفي عام 1995 انتقل السلامي إلى الرجاء البيضاوي، وواصل تألقه مدة 3 مواسم، تُوّج أثناءها بـ3 ألقاب متتالية في الدوري المغربي، إضافة إلى كأس العرش ودوري أبطال أفريقيا عام 1997.

وفي عام 1998 خاص السلامي أول تجربة احترافية خارج المغرب بالانضمام إلى نادي بشكتاش التركي، الذي دافع عن قميصه بين عامي 1998 و2001، وشارك معه في 52 مباراة، محققا وصافة الدوري التركي في مناسبتين ووصافة كأس تركيا مرة واحدة.

وبعد عودته إلى المغرب لعب السلامي مجددا للرجاء البيضاوي، ثم اختتم مسيرته الكروية مع نادي المغرب الفاسي، وأنهى مشواره رسميا عام 2004.

وعلى الصعيد الدولي، كان السلامي أحد أعضاء المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم عام 1998 بفرنسا ، تحت قيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل، وشارك في المجموعة التي ضمت منتخبات البرازيل والنرويج وأسكتلندا. وخاض أثناء مسيرته الدولية 38 مباراة بقميص المنتخب سجل فيها هدفين.

مصدر الصورة جمال السلامي أشرف على تدريب المنتخب المغربي للاعبين المحليين عام 2018 (رويترز)

المشوار التدريبي

بعد اعتزاله كرة القدم في سن الـ33، اتجه السلامي نحو التدريب مستفيدا من خبرته الطويلة. وبدأت مسيرته التدريبية مع نادي الدفاع الحسني الجديدي عام 2008، ثم أصبح في العام التالي مساعدا للمدرب في الطاقم الفني للمنتخب المغربي الأول، في خطوة أسهمت في صقل خبرته على المستوى الدولي.

وفي موسم 2010-2011 خاض السلامي أول تجربة له مديرا فنيا بتولي تدريب فريق حسنية أغادير، ثم انتقل عام 2011 إلى الفتح الرباطي، وقاده إلى تحقيق المركز الثاني في الدوري المغربي في موسم 2011-2012.

واستمر في الإشراف على فريق الفتح حتى عام 2014، ثم عاد إلى تدريب الدفاع الحسني الجديدي في الفترة الممتدة بين يونيو/حزيران 2015 وفبراير/شباط 2016.

وعلى مستوى المنتخبات تولى السلامي تدريب المنتخب المغربي للناشئين أقل من 17 عاما، ثم منتخب أقل من 20 عاما بين عامي 2018 و2019، كما أشرف على المنتخب المغربي للاعبين المحليين، وقاده إلى التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمحليين (الشان) التي نُظمت في المغرب عام 2018.

وفي عام 2019، تولى تدريب الرجاء البيضاوي، وحقق معه لقب الدوري المغربي في موسم 2019-2020، إضافة إلى وصافة الدوري في الموسم التالي، قبل مغادرته النادي في أبريل/نيسان 2021.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، عاد مجددا لتولي تدريب فريق الفتح الرباطي، واستمر معه حتى 21 يونيو/حزيران 2024، منهيا موسمه الأخير في الدوري المغربي بالمركز السابع.

وفي 22 يونيو/حزيران 2024 أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم تعاقده مع السلامي لتولي القيادة الفنية للمنتخب الأردني الأول، خلفا للمغربي الحسين عموتة، الذي أنهى ارتباطه بالمنتخب بالتراضي بعد قيادته لـ"النشامى" إلى إنجاز تاريخي تمثل في وصافة كأس آسيا 2023 والتأهل إلى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2026.

مصدر الصورة جمال السلامي أثناء مباراة المنتخب الأردني ضد الكويت ضمن منافسات كأس العرب 2025 (رويترز)

وتحت قيادة السلامي، خاض المنتخب الأردني سلسلة من المباريات الرسمية، حقق أثناءها نتائج إيجابية، وبلغ نهائي كأس العرب -فيفا قطر 2025، بعد سلسلة انتصارات لافتة في الأدوار الإقصائية.

إعلان

ووفقا لموقع ترانسفير ماركت الألماني، يحمل السلامي رخصة التدريب "يو إي إف أي برو"، وهي أعلى رخصة تدريبية يمنحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وتخول المدرب تولي قيادة الفرق والمنتخبات على أعلى مستوى احترافي.

ويعتمد السلامي في عمله التكتيكي على خطة 3-4-2-1، وهي تشكيلة مرنة ومتوازنة تتكون من 3 مدافعين في خط الخلف، و4 لاعبين وسط الميدان يشملون ظهيرين وجناحين ومحوري ارتكاز، وثنائيا من المهاجمين المتأخرين، إضافة إلى مهاجم صريح واحد.

وتتميز هذه الخطة بالسيطرة على وسط الملعب وتوفير الدعم الهجومي عبر لاعبي الوسط المتقدمين، مع قوة دفاعية عبر خط الدفاع الثلاثي، مما يمنح الفريق مرونة تكتيكية عالية للتكيف مع أساليب اللعب المختلفة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا