ارتفع عدد ضحايا إطلاق النار الذي وقع الأحد عند شاطئ بونداي في مدينة سيدني إلى 16، فيما أُصيب آخرون بجروح خطيرة، بحسب ما أفادت الشرطة الأسترالية.
وقال حاكم الولاية كريس مينز خلال مؤتمر صحافي "خُطّط هذا الهجوم لاستهداف تجمع لليهود في سيدني في اليوم الأول من عيد حانوكا"، الذي كان يُحتفل به عند الشاطئ تزامنا مع الهجوم.
وقد أعلن مفوض الشرطة مال لانيون رسمياً أن الحادث "عمل إرهابي"، مضيفاً أن أكثر من ألف شخص كانوا موجودين في الموقع، وكان العديد منهم يحتفلون بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا).
كما قال لانيون إن 29 شخصاً نُقلوا إلى المستشفى، بينهم طفل وضابطا شرطة في حالة "خطيرة، تقترب من الحرجة"، وكلاهما يخضع لعملية جراحية.
وأعلنت الشرطة الأسترالية توقيف شخصين عقب ورود بلاغات عن سماع طلقات نارية عند الشاطئ، داعية السكان إلى تفادي ارتياد المكان والامتثال لتعليمات الشرطة، وعدم تجاوز الطوق الأمني.
قال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون، إن أحد المسلحين الاثنين، الذين نفذا الهجوم، قد لقي حتفه، بينما يرقد الآخر في حالة خطيرة بالمستشفى.
ولم تُدلِ الشرطة بمعلومات عن المسلحين في الوقت الحالي، لكن لانيون أضاف أنهم يحققون فيما إذا كان هناك مسلح ثالث متورط.
ومع حلول الليل، أخلي الحي الذي لطالما كان صاخباً ومفعماً بالاحتفالات، مع تطويق الشرطة الشوارع، وقد حلّت صفارات مركباتها ووميضها محل أضواء النوادي الليلية وصخبها.
وقد أعلنت الشرطة الأسترالية العثور"على عبوة ناسفة بدائية الصنع في سيارة مرتبطة بأحد منفذي الهجوم الذي قُتل".
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، إن حادثة إطلاق النار "صادمة ومقلقة".
ويُعد شاطئ بونداي في شرق سيدني الأشهر في أستراليا، ويستقطب أعداداً كبيرة من راكبي الأمواج والسباحين والسياح، ولا سيما في عطلات نهاية الأسبوع.
وقال متحدث باسم خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز لوكالة فرانس برس، "نستطيع أن نبلغكم بأننا قدّمنا العلاج لعدد من الأشخاص في موقع الحادث، ونقلنا مصابين إلى مستشفيات مختلفة في سيدني".
من ناحيته، أفاد سائح بريطاني بأنه شاهد "مسلحين اثنين يرتديان ملابس سوداء" على شاطئ بونداي الشهير في سيدني.
وقال تيموثي برانت-كولز من الموقع السياحي: "حصل إطلاق نار من مسلحَين يرتديان ملابس سوداء ويحملان بنادق نصف آلية"، مضيفاً أنه شاهد أشخاصاً عدة مصابين بأعيرة نارية.
من ناحيته، أخبر شاهد عيان يُدعى باري، بي بي سي، أنه كان في الاحتفال مع أطفاله عندما سمع دويّ إطلاق نار. وأوضح أن رجلين كانا على جسر وبدآ بإطلاق النار على الحشد.
وأكّد أنه تمكن هو وأطفاله من الفرار، وركبوا سيارة صديق وانطلقوا مسرعين. وقال إنه من "غير المعقول" أن يحدث إطلاق نار كهذا في فعالية يهودية في أستراليا في هذا العصر.
في كلمة متلفزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن سياسة أستراليا التي سبقت هجوم سيدني "غذّت معاداة السامية" على حد تعبيره.
وأشار نتنياهو إلى رسالة بعثها إلى نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي في أغسطس/آب بعد إعلان كانبيرا اعترافها بالدولة الفلسطينية، وقال "قبل ثلاثة أشهر كتبت إلى رئيس وزراء أستراليا أن سياستكم تصب الزيت على نار معاداة السامية".
وأضاف نتنياهو الذي تحدث أثناء وجوده في فعالية في جنوب إسرائيل أن "معاداة السامية هي سرطان ينتشر عندما يلتزم القادة الصمت ولا يتحركون".
بدوره، ندد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأحد، بما اعتبره "هجوماً مروعاً على اليهود" في سيدني. ودعا السلطات الأسترالية إلى تكثيف الجهود المتعلقة بمكافحة معاداة السامية.
وقال هرتسوغ في كلمة ألقاها خلال فعالية في القدس، "في هذه اللحظات، تعرض أخواتنا وإخوتنا في سيدني في أستراليا، لهجوم من قبل إرهابيين أوغاد في هجوم مروع للغاية على يهود كانوا متوجهين لإشعال الشمعة الأولى من عيد الحانوكا على شاطئ بونداي".
وحث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أستراليا على اتخاذ إجراءات ضد ما وصفه بـ"تصاعد" معاداة السامية، خلال اتصال مع نظيرته بيني وونغ بعد الهجوم.
وقال ساعر في منشور على موقع "إكس" "تحدثت للتو مع وزيرة الخارجية الأسترالية بمبادرتها. وذكرت أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول شهدت أستراليا تصاعداً في معاداة السامية، بما في ذلك التحريض العنيف ضد إسرائيل واليهود".
في حين، وصف رئيس الجمعية اليهودية الأسترالية هجوم سيدني بـ"المأساوي" لكنه أيضاً يقول إنه "كان متوقعاً".
وقال روبرت غريغوري إنه "تم تحذير حكومة ألبانيزي مرات كثيرة، لكنها فشلت في اتخاذ إجراءات كافية لحماية الجالية اليهودية".
ويُظهر إعلان إلكتروني لإقامة فعالية بمناسبة عيد الحانوكا، حمل اسم "حانوكا على البحر 2025"، أنها كانت مُقررةً بالقرب من ملعب الأطفال على الشاطئ، ابتداءً من الساعة 5:00 مساءً بتوقيت شرق أستراليا الصيفي (6:00 صباحاً بتوقيت غرينتش) يوم الأحد.
وكان من المُقرر أن تتضمن الفعالية، التي نظّمها مركز شاباد اليهودي في بونداي، عروضاً ترفيهية حية وأنشطة تناسب جميع الأعمار.
ندد مجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي، أكبر هيئة إسلامية في البلاد، بإطلاق النار "المروّع"، قائلاً إن "قلوبنا وأفكارنا وصلواتنا مع الضحايا وعائلاتهم"، داعياً إلى الوقوف "معاً بروح الوحدة والتعاطف والتضامن".
وفي بريطانيا، أعرب الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا عن "صدمتهم وحزنهم الشديد" جراء الهجوم، مؤكداً: "قلوبنا مع كل من تأثر بهذا الحادث المروع، بما في ذلك ضباط الشرطة الذين أصيبوا أثناء حماية أفراد مجتمعهم".
وأشاد بـ"تصرفات بطولية" للجمهور وخدمات الطوارئ منعت "فظائع أكبر"، مضيفاً أن روح المحبة والمجتمع في أستراليا ستنتصر على "ظلام هذا الشر".
وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء احتفال بمناسبة عيد الميلاد في البيت الأبيض الأحد، هجوم سيدني، معتبراً بأنه ينطوي بوضوح على "معاداة للسامية".
كما نشر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على منصة إكس أن "لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم"، مندّداً بـ"هذا الهجوم المروّع"، ومبدياً تضامنه مع الضحايا والمجتمع اليهودي وشعب أستراليا.
وأدانت إيران الهجوم الذي وقع في أستراليا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باقائي، عبر منصة إكس إنّ "طهران تدين هذا الهجوم العنيف"، مضيفاً أن "الاغتيالات والقتل، أينما حدثت، أمر مستنكر ويجب إدانتُه".
وفي السياق نفسه، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد إنها "مصدومة" بإطلاق النار الدامي الذي وقع عند شاطئ بونداي في سيدني، مؤكدة أن "أوروبا تقف إلى جانب أستراليا والجماعات اليهودية في كل مكان" وضد "العنف ومعاداة السامية والكراهية".
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره بالرعب واستنكاره الشديد للهجوم الدموي الذي استهدف عائلات يهودية في سيدني خلال احتفالهم بعيد الأنوار، قائلاً: "قلبي مع الجالية اليهودية في جميع أنحاء العالم في هذا اليوم الأول من عيد الأنوار، وهو عيد يحتفل بمعجزة السلام وانتصار النور على الظلام".
وأضاف أن الأمم المتحدة "تدين هذا العنف، وتدعو إلى حماية المدنيين واحترام حرمة الأعياد الدينية والمجتمعية".
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس أن فرنسا "تشارك الشعب الأسترالي ألمه، وستواصل بلا هوادة مكافحة الكراهية المعادية للسامية التي تجرحنا جميعاً، أينما ضربت".
كما كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إكس أن بلاده "تتضامن مع أستراليا في مواجهة الهجوم الإرهابي الوحشي في شاطئ بونداي في سيدني".
وقال "يتعيّن بألا يسود العنف والكراهية قط، يتعيّن هزيمتهما في كل مكان وكل مرة".
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه شعر بـ"الذهول"، معتبراً أنه "هجوم على قيمنا المشتركة".
على صعيد عربي، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان الأحد "الهجوم الإرهابي"، مؤكدةً تضامن "دولة فلسطين الكامل ووقوفها إلى جانب أستراليا الصديقة، حكومة وشعباً، في هذا المصاب الأليم".
كما جددت الخارجية الفلسطينية "رفضها القاطع لكافة أشكال العنف والإرهاب والتطرف التي تتعارض مع القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية".
واعترفت أستراليا بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول الماضي إلى جانب بريطانيا وكندا، في خطوة مثّلت تحوّلاً تاريخياً في السياسات الغربية.
وأكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الأحد، إدانته الكاملة للاعتداء الذي وقع في مدينة سيدني، مشدداً على أن "القيم الإنسانية، وفي طليعتها الحق في الحياة، مبادئ عالمية ثابتة غير خاضعة للاستنساب".
وحمّل الرئيس اللبناني مسؤولية هذه المآسي لـ"منظومات نشر أفكار الكراهية والتطرف ورفض الآخر"، داعياً المجتمع الدولي إلى "التوقف عند خلفيات هذه الكوارث والعمل على مكافحة الإرهاب بمواجهة شاملة لأفكاره ومرتكبيه".
كما أدان الأردن "الهجوم الإرهابي" في سيدني، مؤكداً على لسان وزير خارجيته وقوف المملكة إلى جانب أستراليا، ومقدماً التعازي لأسر الضحايا والدعاء بالشفاء للمصابين.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة