(CNN)-- حثّ المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق، مارك سافايا، بغداد على كبح جماح الجماعات المسلحة غير الحكومية، محذراً من أن العراق سيواجه، في حال عدم القيام بذلك، خطر "التفكك والتدهور" بعد أكثر من عقدين على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين .
وعبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال سافايا، رجل الأعمال العراقي الأمريكي الذي عُيّن في منصبه في أكتوبر/تشرين الأول من قبل الرئيس دونالد ترامب: "بعد 23 عاماً من سقوط الدكتاتورية، يقف العراق مجدداً عند لحظة حاسمة، وأُتيحت فرصة تاريخية لإعادة بناء مؤسساته وتأمين مستقبل مزدهر " .
وأضاف: "مع ذلك، لا يمكن لأي دولة أن تنجح في ظل وجود جماعات مسلحة تنافس الدولة وتقوض سلطتها، لقد أضعف هذا الانقسام مكانة العراق الدولية، وخنق اقتصاده، وقلّل من قدرته على حماية مصالحه الوطنية".
ويبدو أنه كان يشير في المقام الأول إلى الميليشيات المدعومة من إيران، رغم أنه لم يذكر إيران تحديدا.
وتُعدّ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق جماعات شبه عسكرية قوية، ذات أغلبية شيعية، متحالفة مع طهران.
ويندمج العديد منها في جهاز الأمن العراقي الرسمي من خلال قوات "الحشد الشعبي".
وتلعب هذه الميليشيات أدوارًا محورية في السياسة والاقتصاد والأمن العراقي، وكثيرًا ما تتصادم مع القوات والمصالح الأمريكية .
وقال سافايا: "اليوم، بينما يحتفل العراق بالذكرى السنوية الثامنة لانتصاره على داعش، ويُنهي بنجاح الانتخابات البرلمانية، تقع المسؤولية كاملةً على عاتق القادة السياسيين والدينيين في البلاد ".
وحذّر من أن القرارات التي سيتخذها القادة العراقيون في الفترة المقبلة "ستحدد ما إذا كان العراق سيتقدم نحو السيادة والقوة، أم سينزلق مجددًا إلى التشرذم والتدهور ".
وتواصلت شبكة CNN مع مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شيعة السوداني للتعليق .
وأشاد سافايا بجهود الحكومة العراقية على مدى السنوات الثلاث الماضية للحفاظ على الاستقرار من خلال ما وصفه بـ"نهج واقعي ومتوازن جنّب البلاد الصراعات الإقليمية"، لكنه حذّر أيضاً من أن هذا التقدم "يجب ألا يُعرقل"، مؤكداً أن الاستقرار يتطلب "قيادة مسؤولة، ووحدة هدف، والتزاماً راسخاً بتعزيز الدولة ومؤسساتها " .
وذكر: "الخيار الموحد والعقلاني سيرسل إشارة واضحة لا لبس فيها إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مفادها أن العراق مستعد لتبوّء مكانته اللائقة كدولة مستقرة ومحترمة في الشرق الأوسط الجديد"، وأضاف: "البديل واضح بنفس القدر: تدهور اقتصادي، واضطراب سياسي، وعزلة دولية ".
وقال سافايا إن إدارة ترامب "على أتم الاستعداد" لمساعدة العراق خلال ما وصفه بـ"اللحظة المحورية".
وأضاف أن فريقه ملتزم بالعمل عن كثب مع القادة العراقيين "للمساعدة في بناء دولة قوية، ومستقبل مستقر، وعراق ذي سيادة قادر على رسم مصيره في الشرق الأوسط الجديد ".
المصدر:
سي ان ان