في الثالثة فجرا، وبينما يغرق العالم في صمت مطبق وأنت غارق في نوم عميق، يضيء هاتفك فجأة بوميض أحمر يكسر عتمة الغرفة.
الرسالة ليست خبرا عاجلا ولا بريدا إلكترونيا، بل هي "نبوءة طبية" مرعبة: "تحذير أحمر: جسمك بدأ يهاجم جهازه العصبي.. مؤشرات باركنسون بدأت بالظهور.. لديك 9 أشهر قبل الرعشة الأولى".
والمرسل ليس طبيبا ساهرا، ولا مختبرا للتحاليل.. المرسل هو "قطرة عرق" صغيرة التقطتها لاصقة ذكية بحجم العملة المعدنية مثبتة على ذراعك.
هذا ليس مشهدا من فيلم خيال علمي "ديستوبي"؛ هذا هو الواقع الذي كشف عنه علماء أستراليون هذا الأسبوع، معلنين بداية عصر جديد لا ينتظر فيه الجسد المرض ليعلن عن نفسه، بل يهمس به قبل أن يصرخ.
ثورة الـ "بيوسينسور": مختبر كامل بحجم 5 ريالات
كشف باحثون (من جامعة تكنولوجيا سيدني وغيرها) النقاب عن تقنية ثورية تتجاوز كل ما عرفناه عن الأجهزة القابلة للارتداء. لاصقة بيولوجية (Biosensor) بحجم عملة الـ 5 ريالات، تعمل بلا بطارية ولا وخز للإبر، ومهمتها واحدة: تحويل عرقك إلى "كتاب مفتوح".
الابتكار الجديد لا يكتفي بقياس النبض كالساعات الذكية التقليدية، بل يغوص في الكيمياء الحيوية للجسم في أجزاء من الثانية ليجيب عن أسئلة مصيرية: هل يرتفع السكر في دمك الآن بصمت قاتل؟ هل يستعد هرمون التوتر (الكورتيزول) لإسقاطك في نوبة هلع بعد ساعة؟
والأخطر: هل بدأت خلايا دماغك بالموت ببطء قبل شهور من ظهور الأعراض السريرية؟
في التجارب الأولية على 42 شخصا، حققت اللاصقة دقة مرعبة بلغت 95 بالمئة في التنبؤ بالكوارث الصحية، مسجلة سبقا زمنيا أنقذ أحد المشاركين من انهيار عضلي وجفاف حاد قبل حدوثه بـ 47 دقيقة كاملة.
الجدول الزمني للنجاة: قصص حقيقية من أرشيف المختبرات
لم يكن الوصول لهذا الابتكار وليد اللحظة، بل هو تتويج لسنوات من التجارب التي تحولت فيها التكنولوجيا إلى "طوق نجاة".
وهنا نعرض التسلسل الزمني لأبرز الحالات التي وثقتها المختبرات العالمية:
ومع نجاح هذه التجارب يقبل العالم على واقع جديد، حيث ستستيقظ لتجد رسالة من اثنين: إما "صباح الخير.. مؤشراتك الحيوية مثالية.. استمر». أو «تحذير عاجل: عضلة القلب تعاني إجهادا صامتا.. توجه للمشفى فورا".
المصدر:
سكاي نيوز