مع طي صفحة ياسر أبو شباب قائد "القوات الشعبية" في جنوب قطاع غزة المتهمة بالتعاون مع إسرائيل، يبرز اسم غسان الدهيني الذي يُعتقد أنه يخلف أبو شباب في زعامة الجماعة المسلحة.
ولم يكد يُحسم الجدل حول ملابسات مقتل أبو شباب، وهوية قاتله، حتى ظهر الدهيني (39 عاماً) بزي عسكري في مقطع مصور وهو يقوم بجولة بين مسلحين ملثمين.
ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الدهيني أُصيب أيضاً في الهجوم الذي أودى بحياة أبو شباب.
ويقول المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن غسان الدهيني عضو بارز في "القوات الشعبية"، وهي "جماعة مسلحة في غزة، أسسها ياسر أبو شباب بدعم إسرائيلي"، وتولى قيادة الجماعة بعد مقتل أبو شباب.
وقبل انضمامه إلى القوات الشعبية، زُعم أن الدهيني كان عضواً في "جيش الإسلام"، وهي جماعة سلفية مسلحة مقرها غزة ولها صلات بتنظيم الدولة (داعش)، وفق المجلس الأوروبي.
وينتمي الدهيني إلى قبيلة الترابين نفسها التي ينتمي إليها أبو شباب.
وتقول قناة الأقصى التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الدهيني التحق بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وانضم لاحقاً إلى تنظيم "جيش الإسلام".
وأضافت القناة: "أُدرج اسمه (الدهيني) على قائمة المتعاونين الخطرين المطلوب تصفيتهم".
وفي يونيو/حزيران الماضي، ذكر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن غسان الدهيني "ضابط أمن فلسطيني سابق، ومسؤول عن تجنيد عملاء سريين للمساعدة في مواجهة سيطرة حماس على توزيع المساعدات - تحت إشراف الجيش الإسرائيلي".
ويقول المعهد إن عدد عناصر "القوات الشعبية" يتراوح بين 100 و300 شخص، وتضم في صفوفها ضباط أمن فلسطينيين سابقين.
وبعد مقتل أبو شباب، أجرت القناة 12 الإسرائيلية مقابلة مع الدهيني، قال خلالها: "كيف أخاف من حماس وأنا أحاربها؟ أحاربهم، وأعتقل رجالهم، وأصادر معداتهم، وأقاتلهم، وأطردهم. أفعل ما يستحقونه باسم الشعب والشعب الحر".
وذكرت القناة 12، أن الدهيني تولى قيادة "القوات الشعبية" في رفح بعد مقتل أبو شباب.
وعلق الدهيني على المقطع المصور الذي ظهر فيه، بقوله إن "الهدف من الفيديو المنشور بسيط وواضح. جاء ليُظهر أن القوات الشعبية مستمرة في عملها. صحيح أن القائد العام كان عزيزاً علينا وغيابه مؤلم، لكن هذا لا يوقف الحرب على الإرهاب. نواصل بنفس القوة، بل بعزيمة أكبر. الهدف هو إظهار الجاهزية، والاطمئنان على حالة القوات والمقاتلين".
وعن خططه في المستقبل، قال: "سنُهيئ المنطقة للمدنيين، منطقة يُمكن وصفها بأنها منزوعة السلاح. يوجد فيها مدنيون يؤمنون بالسلام. نُهيئ مكاناً آمناً يُمكننا استيعابهم فيه بشكل مناسب".
وتداول مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي المقطع المصور المنشور مؤخراً لجولة الدهيني، بعد أن انتشرت أخبار لم يتمّ التحقق من صحتها، تفيد بأن الدهيني أُصيب في الهجوم الذي أدى لمقتل أبو شباب.
وبرزت مجموعة "القوات الشعبية" عام 2024، حين قادها ياسر أبو شباب، الذي ينتمي إلى قبيلة الترابين البدوية في رفح جنوب قطاع غزة.
وبعد إثارة الجدل حولها، أعلن عادل الترابين، أحد قادة قبيلة الترابين، أن القبيلة تبرّأت من قائدها ياسر أبو شباب، بعد تزايد الاتهامات ضده من جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة المساعدات الإنسانية والتنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكداً أن "ياسر أبو شباب لا يمثل القبيلة، وإنما يمثل نفسه فقط".
وحينها، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن إسرائيل تدعم جماعة مسلحة تعارض حماس في غزة، مشيرةً إلى أنها جماعة من عائلة بدوية محلية، ما يرجّح أنها كانت إشارة ضمنية لمجموعة أبو شباب.
بينما نفى اللواء أنور رجب، الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني في تصريح سابق لبي بي سي نيوز عربي، علاقة السلطة الفلسطينية بالجماعة، قائلاً "إن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بأي تشكيلات عسكرية، وإنها تعمل عبر أذرعها في قطاع غزة بتعليمات القيادة السياسية، وقادة الأمن بوسائلها وأساليبها الخاصة بما يخدم المصلحة العامة".
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة