آخر الأخبار

إيران بين المقاومة والتسوية.. منتدى الدوحة يجيب

شارك





الدوحةـ حالة عدم الاستقرار التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليا ليست بسبب سياسة إيران وحدها بل سياسات إسرائيل العدوانية التي حاولت فرضها على المنطقة بتنفيذ هجمات عدوانية على العديد من الدول المجاورة، هذا ما اتفق عليه المشاركون في جلسة "إيران والبيئة الأمنية الإقليمية المتغيرة".

شهدت الجلسة، التي عقدت، اليوم السبت، على هامش منتدى الدوحة 2025 في نسخته الثالثة والعشرين، تحت شعار "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس". مشاركة مسؤولين كبار وخبراء دوليين.

وركزت على التحديات التي تواجه إيران والمنطقة، ودور دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في إدارة هذه التحولات، مع قراءة دقيقة لما يشكله العدوان الإسرائيلي من تهديد للأمن الإقليمي.

وتناولت الجلسة مكانة إيران كقوة إقليمية مؤثرة رغم التحديات، واستعرضت مواقف طهران تجاه الاتفاق النووي وإستراتيجيات الردع، كما ركزت على أهمية بناء الثقة والتعاون بين إيران ودول الخليج لضمان استقرار المنطقة، مع الدور الأوروبي في دعم الحلول متعددة الأطراف للملفات النووية والأمنية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف، أن بلاده واجهت العديد من مراحل الصعود والهبوط خلال تاريخها الطويل. وقال "لقد مررنا بعواصف عديدة على مدار ما يقارب سبعة آلاف سنة، تعرضنا للغزو والاحتلال، لكننا لم ننهر، ولا نزال صامدين وسنستمر في الصمود".

مصدر الصورة ظريف: توقعات انهيار إيران كانت خاطئة (وكالة الأنباء القطرية)

هجمات إسرائيل

وأشار ظريف إلى الهجمات الأخيرة على البنى التحتية الإيرانية من إسرائيل، مؤكدا أن التقديرات التي توقعت انهيار إيران كانت خاطئة، خاصة وأن إيران قوة إقليمية حقيقية تمتلك قدرات متأصلة وليست مستوردة، وأن أي تقييم لإيران كدولة ضعيفة يجب أن يعاد النظر فيه.

وعن تغير الإستراتيجية الإيرانية مع التحولات الإقليمية، قال ظريف، إن الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إيران كان يمثل تحولا من إستراتيجية المقاومة إلى التسوية، ما واجه معارضة كبيرة داخل إيران وخارجها. وأضاف: "الآن عدنا إلى إستراتيجية المقاومة التي نتميز بها، نحن جيدون فيها".

إعلان

وشدد ظريف على أن التحديات الحقيقية في المنطقة ليست إيران، بل العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى الخرائط التي تنشرها إسرائيل والتي تشمل أراضي عدة دول في المنطقة، مؤكدا أن إسرائيل تمثل المصدر الأساسي لعدم الاستقرار الإقليمي.

لا نريد انهيار إيران

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية محمد جاسم البديوي ، أن هدف مجلس التعاون هو بناء علاقات ثقة بإيران لضمان استقرار المنطقة "لا أحد في مجلس التعاون يريد لإيران أن تنهار، نحن هنا للحديث عن الحاضر والمستقبل، وكيف نجعل منطقتنا آمنة ومستقرة ومزدهرة".

وشدد البديوي خلال الجلسة على أهمية وضع الأسس الصحيحة للعلاقات، بما يشمل الاحترام المتبادل ومبادئ الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مضيفا "نأمل أن تتوقف إيران عن سياسات تصدير الثورة والتدخلات التي تهدد استقرار المنطقة".

وأشار البديوي إلى خطوات التطبيع بين السعودية وإيران في 2023، ومبادرات عمانية لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول الخليجية، مؤكدا أن العلاقات يجب أن تقوم على التاريخ المشترك والثقافة والتعاون الاقتصادي.



أما ناتالي توتشي مديرة معهد الشؤون الدولية الإيطالي فقد ركزت على دور الاتحاد الأوروبي في العلاقات مع إيران، مشيرة إلى تراجع دور أوروبا كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، وتحول دول الخليج لتلعب هذا الدور مباشرة، قائلة "الأوروبيون لأول مرة يرون إيران تهديدا مباشرا بسبب دعمها لروسيا ، والإيرانيون غاضبون من أن أوروبا لم تحافظ على الاتفاق النووي كما يرونه".

وأضافت توتشي أن هناك تحولا في النظرة الإقليمية حول اللاعب المرجعي في المنطقة، إذ كان ينظر سابقا إلى إيران على هذا النحو، بينما ينظر اليوم إلى إسرائيل كلاعب أساسي مهدد للاستقرار.

وأكدت مديرة معهد الشؤون الدولية الإيطالي أن إيران بحاجة لإعادة تقييم إستراتيجيتها للردع التي تعتمد على وكلاء، مشددة على أن أوروبا يمكن أن تدعم التقارب المتزايد بين إيران والخليج عبر آليات تفاوض متعددة الأطراف، سواء في الملف النووي أم الملفات الإقليمية الأخرى.

وحذرت توتشي من أن الأوروبيين ظلوا دائما لاعبين ثانويين في المنطقة، مشددة على ضرورة فهم مصالح المنطقة والعمل مع دولها لتقديم الدعم حسب الحاجة، بعيدا عن دورهم التقليدي كأدوات مساعدة للولايات المتحدة.

وجددت الجلسة تأكيدها أهمية بناء الثقة والتعاون بين إيران ودول الخليج، مع دعم أوروبي متعدد الأطراف يركز على الأمن وعدم الانتشار النووي، بما يعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا