في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكدت صحيفة لوموند أن فرنسا تواجه تحديات غير مسبوقة مع تراجع عدد السكان النشطين، وبالتالي تراجع المساهمات، مقابل زيادة الإنفاق العام المتأثرة بالشيخوخة، وضعف محتمل في النمو.
وأضافت الصحيفة أن فرنسا تُعد حالة استثنائية في أوروبا على الصعيد الديمغرافي؛ ففي وقت يشهد فيه معظم جيرانها تراجعا حادا في معدلات الخصوبة، بدت الولادات بفرنسا صامدة، محافِظة على أمل أن تتفادى البلاد شتاء ديمغرافيا.
وتابعت أنه وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، يُفترض أن تسجل فرنسا خلال هذا العام مؤشرا سلبيا، مع عدد وفيات يتجاوز عدد الولادات.
وقالت لوموند إن البلاد تتجه نحو نسبة شيخوخة متصاعدة بفعل ارتفاع متوسط العمر المتوقع، وقد تمثل فئة من هم فوق 65 عاما نحو ثلث السكان بحلول عام 2070، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.
وأشارت إلى أن هذا التراجع ستكون له تبعات كبيرة على الميزانيات العامة، وقطاع الرعاية الاجتماعية ، فضلا عن حجم اليد العاملة المتاحة التي قد تصبح نادرة.
وأبرزت أن الرئيس إيمانويل ماكرون سبق وتحدث في مطلع 2024 عن ضرورة "إعادة تسلح ديمغرافي"، وقالت إن السياسات المشجّعة على الإنجاب، تُظهر صعوبة في تحقيق النتائج المرجوّة.
وتابعت أنه من الضروري معالجة مشكلة قرارات الإنجاب، وأكدت أن الهجرة لن تتمكن، بدورها، من مواجهة حجم المشكلة.
وكشفت الصحيفة أن لجنة برلمانية تبحث في أسباب وتداعيات انخفاض الولادات في فرنسا منذ عدة أشهر.
يذكر أن بيانات لمعهد الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات) صدرت في 11 يوليو/تموز 2025، كشفت أن الهجرة هي المحرك الوحيد للنمو السكاني في أوروبا التي باتت وفياتها تفوق مواليدها بحوالي 1.3 مليون نسمة سنويا.
وكشفت تلك البيانات أن الاتحاد الأوروبي شهد 4.82 ملايين حالة وفاة خلال العام الماضي، وهو رقم يفوق عدد المواليد البالغ 3.56 ملايين نسمة. مما يعني -حسب المعهدـ أن النمو أو الانخفاض السكاني الإجمالي للاتحاد الأوروبي في المستقبل سيعتمد على معدلات الهجرة الصافية.
وكشفت البيانات أن صافي الهجرة الإيجابي إلى أوروبا بلغ العام الماضي 2.3 مليون شخص وهو ما مكن من تعويض الانخفاض الطبيعي في سكان الاتحاد ليبلغوا 450.4 مليون نسمة.
ومنذ 2010 إلى 2024 شهدت كل من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا زيادات مطردة في أعداد المهاجرين، مع تزايد ملحوظ مؤخرا في ألمانيا حيث ارتفع عدد المهاجرين فيها من حوالي 11 مليونا عام 2015 إلى 17.4 مليونا عام 2024 (أي من 13.4% إلى 20.9% من إجمالي السكان)، وهذا يؤكد وضعها كوجهة رئيسية للمهاجرين في الاتحاد الأوروبي.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة