تصاعدت التحذيرات من أن فنزويلا قد تنزلق إلى حرب أهلية مدمرة إذا نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بشن هجوم بري، وأكد محللون أن أي خطوة "متهورة" قد تشعل صراعا إقليميا واسعا، وفق تقرير نشره موقع "آي بيبر" البريطاني.
وجاءت المخاوف بعد سلسلة غارات جوية أميركية استهدفت 21 قاربا في البحر الكاريبي و المحيط الهادي ، وأسفرت عن أكثر من 80 قتيلا منذ سبتمبر/أيلول الماضي بادعاء مكافحة تهريب المخدرات.
وأكد خبراء للصحفي وكاتب التقرير فيليكس أرمسترونغ أن هذه الهجمات تفتح أبوابا خطيرة، مضيفين أن أي هجوم بري -سواء كان من خلال قوات برية أو ضربات- قد يشعل حربا ضروسا بين القوى العديدة المتصارعة في فنزويلا.
ويرى الباحث كارلوس سولار من مؤسسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن هذا التصعيد يمثل أخطر تدخل أميركي في المنطقة منذ انقلاب هاييتي عام 2004، مشيرا إلى الحشد العسكري المتزايد ووجود حاملة الطائرات العملاقة "جيرالد فورد" قرب المياه الفنزويلية، وفق ما نقله "آي بيبر".
عزل مادورو غير محتمل بسبب مهارة الرئيس في إدارة دائرة داخلية موالية، لكن كبار القادة في الجيش الفنزويلي قد يسلمونه للولايات المتحدة إذا وجدوا أن بقاءه مكلف جدا
بدورها، استبعدت الخبيرة أنيت إيدلر الأستاذة المساعدة في الأمن العالمي في كلية "بلافاتنيك لدراسات الحكم" بجامعة أكسفورد للصحيفة حدوث غزو أميركي واسع النطاق حتى الآن، بسبب تكاليفه السياسية واللوجستية والإنسانية.
وأكدت الخبيرة أن ضرب الأراضي الفنزويلية لا يتناسب مع هدف واشنطن المعلن بمحاربة شبكات المخدرات، لأن الهجمات غالبا ستقتل مدنيين وتدمر البنية التحتية، مما سيضاعف معاناة السكان ويغذي الصراع بدل احتوائه.
وحذرت كذلك من أن العنف قد يمتد إلى كولومبيا المجاورة أو يدفع تنظيم "جيش التحرير الوطني" الكولومبي المسلح إلى الرد، خصوصا بعدما زعم وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أن إحدى الضربات أصابت قاربا تابعا للتنظيم، ليتضح لاحقا أنه يعود لعائلة صيادين بسطاء.
وترى إيدلر أن تغيير النظام قد يكون أحد دوافع ترامب، خاصة مع ضغط الجمهوريين للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو .
وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة أن الجمهوري ستيفن ميلر المقرب من ترامب هو المسؤول عن إستراتيجية البلاد الهجومية تجاه فنزويلا.
ونقل التقرير قول ستيف بانون المستشار السابق لترامب إن هذه الإستراتيجية تستغل موقف ترامب المتشدد من الهجرة لتحميل أميركا اللاتينية مسؤولية تدفقات المخدرات والهجرة.
وحسب سولار، فإن عزل مادورو غير محتمل بسبب مهارة الرئيس في إدارة دائرة داخلية موالية، لكن كبار القادة في الجيش الفنزويلي قد يسلمونه للولايات المتحدة إذا وجدوا أن بقاءه مكلف جدا.
وفي حال اندلعت الحرب قد تلجأ فنزويلا إلى روسيا والصين وكوبا، ولكن الخبراء لا يرجحون تدخلهم المباشر في الحرب.
ولفت التقرير إلى احتمال استخدام الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في أميركا اللاتينية في حال اندلاع حرب، ويشمل ذلك قواعد أميركية في بورتوريكو وهندوراس وكوبا ومواقع مراقبة في جزيرة أروبا وكوراساو ، كما ستبحث واشنطن عن "شركاء" إضافيين.
وحذرت ورقة بحثية أعدها دوغلاس فاراح مستشار الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب من أن إسقاط مادورو سيخلق "فترة طويلة من الفوضى بلا مخرج"، مما يعزز التحذيرات الحالية بأن الشرارة قد تشعل حربا أهلية باهظة الثمن.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة