آخر الأخبار

حاكم إقليم عفر للجزيرة نت: مواجهة البراكين تحتاج تعاونا دوليا

شارك

قال حاكم إقليم عفر في إثيوبيا أول عرتا إن الانفجار البركاني الذي وقع في منطقة هايلي غوبي قرب بركان عرتا علي يُعدّ حدثًا غير مسبوق، موضحًا أن المنطقة "لم تشهد ثورانًا بهذا الحجم منذ أكثر من 12 ألف عام"، رغم اعتيادها على النشاط البركاني المتكرر.

وأوضح الحاكم، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن بركان عرتا علي -أحد أنشط البراكين في العالم- اعتاد على ثورات سنوية متفاوتة، لكن الانفجار الأخير تجاوز كل التوقعات، إذ اندلع في موقع جديد يبعد نحو 10 كيلومترات عن الفوهات التقليدية، وخرج عبر عدة فوهات حديثة التكوّن.

مصدر الصورة حاكم إقليم عفر قال إن بركان عرتا علي أحد أنشط البراكين في العالم (الجزيرة)

وأضاف أن الأمر لم يعد شأنًا محليا أو إثيوبيًّا فقط، بل قضية إقليمية وعالمية تستوجب تعاونًا دوليا واسعا لدراسة الظاهرة والاستعداد لتداعياتها المستقبلية.

تداعيات بيئية وصحية

وأشار الحاكم إلى أن الثوران لم يُخلّف خسائر بشرية، لكنه أحدث أضرارًا بيئية وصحية ونفسية، وأثر على الماشية والغطاء النباتي، كما تسبّب في تلوث المياه والهواء، وامتدت تأثيراته إلى أقاليم ودول مجاورة بفعل حركة الرياح.

وأعلن تشكيل لجنة طوارئ تضم مفوضية الكوارث ووزارة الصحة وجامعتي سمرا و أديس أبابا لمتابعة الحدث وتقييم آثاره العلمية والإنسانية.

مصدر الصورة بركان "هايلي غوبي" في إثيوبيا (الجزيرة)

وردًا على محاولات ربط الثوران بسد النهضة ، شدد الحاكم على أن تلك الادعاءات "لا أساس لها"، موضحًا أن موقع البركان يقع في شمالي شرقي البلاد بعيدًا عن منطقة السد.

كما رحّب بزيارة فريق الجزيرة إلى موقع الثوران، معتبرًا أنها فرصة لإطلاع العالم على حقيقة ما جرى وتخفيف المخاوف، ومشيرا إلى أن المنطقة تشهد إقبالًا متزايدا من السياح نظرًا لكون عرتا علي وهايلي غوبي من أبرز المقاصد الجيولوجية والسياحية عالميا.

علاقات الإقليم مع الجوار

وفي سياق آخر، تحدث الحاكم عن أوضاع السلام في الإقليم، مؤكدًا أن إقليم عفر يعيش علاقات مستقرة مع الأورومو والأمهرا، في وقت انتهت فيه الخلافات القديمة مع الصومال بتفاهمات برعاية الحكومة الفدرالية.

أما العلاقة مع تيغراي، فقد شهدت توترات بسبب الحرب، لكن الإقليم يسعى اليوم إلى إعادة البناء بعد خسائر تجاوزت المليارات نتيجة الحروب والكوارث.

إعلان

وأشار إلى أن العلاقة مع جيبوتي "مبنية على السلام والمصالح المشتركة"، في حين تتأثر العلاقة مع إريتريا بالظروف السياسية، حيث تُفتح الحدود في أوقات الهدوء وتُغلق عند التوتر، لكنه شدد على أن "العفر في إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي شعب واحد ومصير واحد لا تفرقه الحدود الاستعمارية".

ثروات وفرص استثمارية

ودعا الحاكم المستثمرين من الخليج والعالم إلى استغلال الفرص الكبيرة التي يوفرها الإقليم، مؤكدا أن الإقليم يمتلك ثروات طبيعية ضخمة تشمل الذهب والنحاس والمعادن النادرة، إضافة إلى مساحات زراعية واسعة وثروة حيوانية كبيرة.

مصدر الصورة إقليم عفر بإثيوبيا يشهد تسارعا في مشاريع التنمية (الجزيرة)

وأشار إلى أن مرور نهر هواش عبر خمس محافظات، ووجود بحيرات عذبة و"بحر الملح"، يمنحان الإقليم ميزات إستراتيجية قوية، خاصة مع قربه من البحر الأحمر .

وأكد أن الحكومة مستعدة لتقديم تسهيلات واسعة تشمل الإعفاءات الضريبية وتوفير الأراضي وحماية الاستثمارات، مشددا على أن عفر "أرض الفرص" وجاهز لاحتضان مشاريع في الزراعة والتعدين والطاقة والصناعات التحويلية.

هوية عفر العابرة للحدود

مصدر الصورة منطقة بركانية بإقليم عفر الذي يعدّ أسخن الأماكن في العالم (الجزيرة)

يعيش شعب عفر في منطقة تمتد عبر إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي، تجمعهم هوية واحدة وروابط اجتماعية واقتصادية عميقة. ورغم التوترات بين الدول، فإن المجتمعات العفرية حافظت على تواصلها الطبيعي ودورها الحيوي.

ومع تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، يمكن أن تتحول مناطق عفر إلى نموذج للتكامل الاقتصادي و التنمية المستدامة في القرن الأفريقي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا