آخر الأخبار

الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم منازل المهجرين في مخيم جنين

شارك

جنين- تابع أبو جابر (42 عاما) عبر مجموعات الأخبار بدء جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدم منازل في حارة عبد الله عزام في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، وهو الذي كان يحاول منذ أمس الخميس، الوصول إلى منزله في حارة الدمج ، والتي أخطر الاحتلال بهدم عدد من منازلها للمرة الرابعة منذ بدء عملية السور الحديدي في 21 من يناير/كانون الثاني الماضي.

وكان عدد من العائلات التي سمح لها بالوصول إلى منازلها في عمق المخيم، بعد قرار الاحتلال هدمها، قد تجمعت يوم أمس أمام البوابة الحديدية الصفراء التي نصبها الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشرقي للمخيم.

وبرفقة فرق الهلال الأحمر، سمح جنود الاحتلال لقرابة 24 عائلة بالوصول إلى منازلهم، بعد تنسيق مع هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، لجمع ما يستطيعون من مقتنياتهم وأغراضهم الشخصية التي أجبروا على تركها قبل 11 شهرا، ولاحقا دقق جنود الاحتلال الإسرائيلي هويات الأهالي أمام البوابة التي عادوا نحوها بعدد قليل من الأكياس، تحتوي ملابس ومقتنيات وأجهزة تدفئة بسيطة.

في الوقت نفسه، كانت قوات خاصة إسرائيلية تحاصر منزلا في حي جبل أبو ظهير القريب من المخيم، وتطالب الشابين المنتصر بالله عبد الله (26 عاما) ويوسف عصاعصه (37 عاما) بتسليم نفسيهما، قبل أن يطلق جنود الاحتلال الرصاص عليهما من مسافة صفر رغم تسليمهما نفسهما.

ولاحقا أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهادهما واحتجز الاحتلال جثمانيهما، في حين أصيب طفلان بعمر 14 عاما برصاص جيش الاحتلال في الفخذ، ونقلا إلى مستشفى جنين الحكومي لتلقي العلاج.

وضع صعب

وتحدث أبو جابر للجزيرة نت عن الحال التي وصل إليها المخيم، بعد أشهر من عمليات الهدم والتجريف التي نفذتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي في أحيائه وشوارعه، وقال إن "المخيم عبارة عن خراب كامل، الدمار في كل مكان، المنازل مهدمة، الشوارع مدمرة وبعض الأحياء تغيرت معالمها بشكل كامل".

إعلان

ويضيف "أحسست بغصة كبيرة، وألم مضاعف، فوق ألم النزوح والتهجير، كان ألمي أكبر وأنا أرى كل هذا الدمار في المخيم الذي عشت فيه كل طفولتي وشبابي، وبعد قرابة عام من بعدنا عن منازلنا نكافئ بهدمها".

وبحسب الأهالي، فإن ما نفذه الاحتلال في المخيم، يفوق ما يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، خاصة مع منعهم من دخول المنطقة ومنع الإعلام من التغطية.

يقول الشاب م ح (24 عاما) وهو نازح من حارة الحواشين، وقد يشمل قرار الهدم الجديد منزله، إنه لم يتمكن من الدخول يوم أمس، وعلى الرغم من محاولته إصدار تصريح للدخول إلا أنه قُوبل بالرفض.

ويشرح للجزيرة نت حاله وحال 22 ألف نازح من المخيم ومحيطه، وهم يراقبون عمليات هدم منازلهم عبر المجموعات الإخبارية ووسائل الإعلام، ويقول إنهم يشعرون بـ"حالة من العجز" كلما صدر قرار بهدم منازل جديدة في المخيم.

ويقول "نحن أجبرنا على ترك منازلنا والنزوح بعيدا عنها، واليوم لا نعرف مصيرها، والاحتلال يعلن هدم 20 أو 24 أو 30 منزلا، لكن في الحقيقة بعض الصور الواردة من داخل حارات المخيم تكشف أن الهدم أكبر من ذلك بكثير".

ويضيف "إذا بقيت عمليات الهدم على هذه الوتيرة فإن المخيم سينتهي، الوضع من سيئ لأسوء، نحتاج من يشرح لنا كيف سيكون حالنا بعد انسحاب جيش الاحتلال، والأهم هل سيكون هناك انسحاب فعليا".

مخيمات مفرغة

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت الثلاثاء الماضي نيتها هدم 12 منزلا بشكل كلي، وقرابة 11 منزلا بشكل جزئي، وهو قرار جديد يضاف إلى قرابة 600 منزل هدمت بشكل كلي في المخيم منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية فيه.

ووفق الصور والخرائط التي نشرها الاحتلال للمنازل المنوي هدمها، فإنها تتركز في حارات عبد الله عزام وجورة الذهب وأطراف من حارة الحواشين.

وتقدر محافظة جنين أن الاحتلال أقام قرابة 15 شارعا جديدا في مخيم جنين، البالغ مساحته أقل من نصف كيلو متر مربع، في حين بلغت الخسائر المباشرة في المخيم التي استطاعت المحافظة رصدها بالتعاون مع بلدية جنين حتى يوليو/تموز الماضي قرابة 30 مليون دولار، في حين وصل إجمالي الخسائر في المحافظة حتى التاريخ نفسه قرابة 300 مليون دولار.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين في أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 59 شهيدا.

مصدر الصورة مخطط لمنازل يراد هدمها في أطراف حارة الحواشين (الارتباط الفلسطيني نشرت على مجموعات الصحفيين)

وفي آخر تصريح له أمس الخميس، قال مدير الوكالة الأممية " أونرو ا" رولاند فريدريك إن كلا من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس تم إفراغها بالكامل من قبل قوات الاحتلال، وبقي نحو 32 ألفا من سكانها نازحين قسرا، بعد أن تحولت هذه المخيمات إلى مدن أشباح، رغم أنها كانت نابضة بالحياة سابقا.

وبحسب الأونروا فإن أوامر هدم جماعية صدرت في شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيين، وطالت أكثر من 190 منزلا في مخيم جنين، إضافة إلى تدمير 20 مبنى بتقنية التفجيرمن بعد.

وأضاف فريدريك أن جيش الاحتلال يواصل عمليات الهدم بذريعة الأغراض العسكرية، وأن "هذا التدمير الممنهج يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولا يؤدي إلا إلى تعزيز السيطرة طويلة المدى لجيش الاحتلال على المخيمات".

إعلان

وشدد على أن هذه المخيمات "تحتاج إلى إعادة بناء وليس لمزيد من التدمير، وأنه يجب السماح لسكانها بالعودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم، بدل البقاء في نزوح قسري مستمر".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا