في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
دخلت جبهة لبنان "المفتوحة" في منعطف تصعيدي كبير تُرجم باستهداف سلاح الجوّ الإسرائيلي القيادي الكبير في حزب الله هيثم علي طبطبائي الذي وصفه الإعلام الإسرائيلي بـ "رئيس أركان الحزب" والرجل الثاني في هيكليته العسكرية.
وفي وقت يترقّب الداخل اللبناني ومعه الجانب الإسرائيلي ردّ حزب الله على الخرق الأمني لأحد أبرز قادته العسكريين وفي عقر داره بضاحية بيروت الجنوبية، بدأت تُطرح التساؤلات حول "هوية" البديل عن طبطبائي ومن سيتولّى دفَة هذا الموقع الحساس في المرحلة المقبلة، لاسيما أن الخيارات تتأرجّح بين عدد قليل من القادة.
وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت للعربية.نت/الحدث.نت" فإن الخيار الأول المرجّح ليكون بديل طبطبائي هو محمد حيدر، نظراً إلى خبرته العسكرية الواسعة في العمل الميداني.
كما أضافت المصادر أن طبطبائي كان "شارك في إعادة تأهيل وتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله بعد الاستهدافات المتتالية خلال الحرب العام الماضي".
فيما شارك حيدر وفق المصادر بإدارة العمليات العسكرية جنوب لبنان، وهو عضو دائم بـ"المجلس الجهادي"، وتعرّض لأكثر من محاولة اغتيال، كان آخرها خلال حرب العام الماضي. وشغل بين أعوام 2005-2009 عضوية البرلمان اللبناني نيابة عن كتلة حزب الله.
علماً أن ما يعرف بـ "المجلس الجهادي" أو المجلس العسكري لحزب الله تلقى ضربات قاصمة، مع اغتيال إسرائيل أعضاءه من الجيل المؤسس للحزب، أي من الرعيل الأول ذي الخبرة العسكريّة الطويلة، وثلاثة منهم قتلتهم إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويتولى هذا المجلس مسؤولية الأنشطة العسكرية والأمنية لحزب الله، ويتبع لمجلس الشورى.
إلى ذلك، يعمل هذا المجلس المؤلف من قادة عسكريين يتولون الشؤون الأمنية، بالتعاون الوثيق مع الإيرانيين، وتحديداً الحرس الثوري.
وفي السياق، أوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد فادي داود في تصريح للعربية.نت/الحدث.نت" "أن إسرائيل تعتمد استراتيجية قطع الرؤوس رغم كلفتها العالية، وهي تستهدف منظومة القيادة والسيطرة بالحزب".
كما أشار إلى"أن عملية إعادة الترميم للمنظومة العسكرية تتطلّب وقتاً، فهي تمرّ أولاً بمرحلة استيعاب الاستهداف، ثم تقييم الأخطاء، تليها إعادة بناء الآليات والعتاد، ثم إعادة بناء العنصر البشري (أي تدريب القيادات) وأخيراً تكامل العمل، وهذه العملية تمتد لنحو سنة".
واعتبر داود أن "عملية تعيين البدائل مرتبطة بأمرين، الأول صفة البديل وموقعه العسكري، والثاني الصفة الشخصية للبديل". ولفت إلى "أن حزب الله مرتبط ارتباطاً عضوياً بالحرس الثوري، وبالتالي فإن تعيين البدائل يأتي من الحرس مباشرة، إما بتعيين شخصية من صفوفه أو من حزب الله".
إلى ذلك، رأى أن "هناك انقساماً داخل الحزب، بين من يؤيّد مواجهة إسرائيل وبين من يُدرك حجم الخسائر، لكن قرار الردّ يأتي من المرشد الإيراني فقط".
بدوره، اعتبر رئيس تحرير موقع "جنوبية" علي الأمين أن استهداف طبطبائي بهذه الدقّة أظهر أن حزب الله لا يزال مكشوفاً أمنياً، ما أفقده ميزة السرية التي لطالما كان يتباهى بها".
كما لفت في تصريحات للعربية.نت/الحدث.نت إلى "أن الحزب سيُعيّن بدائل عن المناصب الشاغرة، لكن عوائق كثيرة ستقف أمام المجلس العسكري الجديد، بحيث سيكون أكثر حذراً وعجزا" عن المبادرة والقدرة على التحرّك".
ورأى الأمين "أن استهداف طبطبائي يناقض كلام أمين عام حزب الله عن إعادة ترميم قدرات الحزب، إذ أكدت العملية أن المجلس العسكري وقيادة الحزب مكشوفان لإسرائيل".
إلا أنه أوضح أن "كل حزب الله عبارة عن بُنية أمنية وعسكرية، وبالتأكيد هناك بدائل عن المستهدفين بالمجلس العسكري، لكن معظم الجيل القديم بات خارج المعادلة إما نتيجة الاغتيال أو لأسباب أخرى".
وأكد أن "حزب الله خاضع لقرار إيران، التي قد تبيع البنية العسكرية الأمينة للحزب على طاولة التفاوض الأميركي-الإيراني".
يذكر أن عماد مغنية كان قد تولى رئاسة المجلس العسكري للحزب حتى اغتياله في فبراير 2008، ثم خلفه مصطفى بدر الدين حتى مقتله في مايو 2016.
كذلك قتل إبراهيم عقيل، الذي تولّى لفترة قيادة قوة الرضوان (المعروفة بقوات النخبة في حزب الله) بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية في 20 سبتمبر 2024.
كذلك اغتيل فؤاد شكر، وهو من الجيل المؤسس للحزب، ويعد كبير المستشارين العسكريين للأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله، بغارة إسرائيلية في 30 يوليو 2024 في الضاحية أيضاً.
كما قتل علي كركي، المسؤول عن النشاط العسكري لحزب الله في جنوب لبنان، بالغارة الإسرائيلية على الضاحية التي استهدفت أيضاً أمين عام حزب الله حسن نصرالله.
أما من بقي على قيد الحياة من القادة العسكريين بالمجلس العسكري، فمحمد حيدر وهو الشخصية الأكثر ترجيحاً لخلافة طبطبائي، وأيضاً طلال حمية الذي تولى قيادة وحدة العمليات الخارجية لحزب الله.
كما هناك أيضاً القيادي خليل حرب، الذي كان مستشاراً مقرباً من نصرالله وأشرف على عمليات ضد إسرائيل.
المصدر:
العربيّة