في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه المضي في تصنيف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية أجنبية"، كاشفاً في تصريحات لموقع "جست ذي نيوز" أن المستندات النهائية الخاصة بالقرار قيد الإعداد، وأن التصنيف سيتم "بأقوى العبارات".
الخطوة التي تأتي وسط ضغوط متصاعدة داخل الإدارة الأميركية ومخاوف متنامية من نشاط الجماعة عالمياً، تزامنت أيضاً مع قرار لافت من حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، الذي صنّف الإخوان و مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفي السودان، رحّب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة، " صمود"، بتصريحات ترامب، مؤكداً في بيان أن تنظيم الإخوان "ساهم بقدر كبير في نشر خطابات وأفعال التطرف والكراهية في المنطقة"، وأن السودان "دفع الثمن الأكبر" خلال سنوات حكم الجماعة التي امتدت لثلاثة عقود.
وأشار البيان إلى أن الطريق نحو السلام يمر عبر "تحميل الإخوان مسؤولية إشعال الحرب وإطالة أمدها ومحاسبتهم على كل ما اقترفوه من جرائم".
السودان.. ساحة التأثير الأبرز
وفي مداخلة عبر "سكاي نيوز عربية"، قدّم نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف صمود، خالد عمر، قراءة لآثار القرار الأميركي المرتقب على السودان والمنطقة.
وقال عمر إن الإخوان "مصنفون جماعة إرهابية في مصر و السعودية و الإمارات و روسيا والنمسا"، مضيفاً أن بريطانيا وفرنسا "اتخذتا إجراءات ضدها"، وأن الولايات المتحدة "في طريقها لتصنيفها".
واعتبر أن العالم "شرقه وغربه" بات متشاركاً في هذا الموقف "لأنه ذاق الأمرّين من فكر هذه الجماعة الإرهابية ومن أفعالها".
وذكّر عمر بأن السودان كان "الدولة الوحيدة التي حكمتها هذه الجماعة لمدة 30 عاما"، وأنه مثّل "دور الظهر الأكبر لبقية الجماعات في المنطقة"، مضيفاً أن "كل قيادات الإخوان المسلمين الموجودين في المنطقة كانوا يحملون جوازات سودانية، ويقيمون في السودان، ويتلقون التمويل والتسليح والتدريب من السودان". واعتبر أن هذه المرحلة "أحدثت حالاً من عدم الاستقرار في المنطقة".
هل يكون القرار نهاية مشروع الإخوان؟
وأشار عمر إلى أن ما يقوم به الرئيس ترامب "يُحمد له" لأنه وضع "هذا الأمر على جدول أولوياته"، مؤكداً ضرورة أن يكون الموقف من الجماعة "صارماً للغاية"، ومضيفاً: "نحن السودانيون ذقنا هذا الأمر أكثر من أي شعب آخر". ورأى أن "أسوأ كوابيس السودان" سيكون عودة الجماعة إلى السلطة مرة أخرى.
وعن الآليات اللازمة لضمان عزل التنظيم، أوضح عمر أن ذلك يأتي "باستهداف عناصر قوته بشكل واضح"، مشيراً إلى أن الثورة السودانية جعلت من "تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو" أولوية، لأن الإسلاميين "أنشأوا شبكة تمكين معقدة للغاية" اخترقت مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبنت "شبكات مالية داخل وخارج السودان" لتمويل عملياتهم.
وأضاف أن تجفيف هذه الشبكات "أمر ذو أولوية"، وأن استمرار وجود "كتائب إسلامية" خارج القوات المسلحة يحصل على تمويل منفصل يستدعي المواجهة.
ولفت خالد عمر إلى أن الإخوان في السودان "جماعة معزولة شعبياً للغاية"، على عكس تجارب في المنطقة وصلوا فيها للسلطة عبر الانتخابات، مؤكداً أنهم لا يستطيعون الوصول إلى الحكم في السودان إلا "عبر الانقلابات والحروب".
وشدد على أن "التحول المدني الديمقراطي هو الآلية الأساسية لإنهاء وجودهم في السودان"، وأن "الحكم العسكري الاستبدادي يعني عودة الإخوان".
كما أكد أن الإصلاح الأمني يجب أن يقود إلى "جيش واحد مهني وقومي مملوك للدولة السودانية وينأى عن السياسة".
كيف ينعكس القرار على مسار الحرب السودانية؟
وحول انعكاسات القرار الأميركي المحتمل على القوى المدنية السودانية، قال عمر إن موقف ترامب "يتسق مع ما دعت له صمود قبل شهرين" بشأن ضرورة تصنيف الجماعة إرهابية، موضحاً أنهم أطلقوا حملة للمطالبة بذلك.
واعتبر أن "حصار هذه الجماعة وإضعافها" سيفتح الباب لوقف الحرب في السودان، لأن الجماعة "تتصدى وتخرب" كل محاولات وقف الحرب في جدة وجنيف والمنامة وواشنطن والرباعية.
وأضاف أن الموقف "المتسامح" من الإخوان في الغرب أتاح لها مساحات واسعة للتحرك ونشر قيم "مناهضة للديمقراطية والحرية والمساواة"، مشيراً إلى أن الجماعة تستخدم تلك المساحات لنشر الإرهاب في المنطقة، وأن هذا الإرهاب "لن يقف داخل حدود المنطقة" وسيواصل زعزعة الاستقرار عالمياً.
واختتم نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني حديثه بالتأكيد على أن إضعاف الجماعة وإزالة عوائق وجودها هو المدخل الحقيقي نحو السلام في السودان.
المصدر:
سكاي نيوز