آخر الأخبار

محللون: اغتيال الطبطبائي يكشف إستراتيجية إسرائيل ويختبر رد حزب الله

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

يحمل استهداف إسرائيل لأرفع شخصية عسكرية في حزب الله هيثم الطبطبائي رسائل تتجاوز البعد العملياتي، ليشكل حلقة جديدة في مسار تصعيدي ترى فيه تل أبيب "فرصة لترسيخ قواعد اشتباك جديدة".

ووفق ما كشفه خبراء في برنامج "ما وراء الخبر"، فإن ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت عصر الأحد تأتي في إطار إستراتيجية إسرائيلية واضحة تهدف إلى إضعاف البنية العسكرية لحزب الله، وفتح الباب أمام مسار طويل من الضغوط السياسية والأمنية على الدولة اللبنانية والحزب معا.

فمن وجهة نظره، رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن استهداف الطبطبائي كان "هدفا طارئا"، لكنه يندرج في سياق سياسة تصعيد تراكمي اعتمدتها إسرائيل تجاه لبنان، مستشهدا بسلسلة الضربات التي نفذت خلال الأسابيع الماضية.

وقد أفاد مصدر أمني لبناني للجزيرة باغتيال القائد العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي في الغارة الإسرائيلية على الضاحية، والتي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين، حسب وزارة الصحة اللبنانية.

ويؤكد مصطفى أن تل أبيب وصلت إلى قناعة بأن نزع سلاح حزب الله بالطرق التقليدية بات مستحيلا، مما دفعها إلى تبني نهج يقوم على "تدفيعه ثمنا باهظا لاحتفاظه بسلاحه".

وتنطلق إسرائيل من عقيدة ثابتة مفادها بأنها "لا تريد بقاء أي طرف قوي على جبهاتها"، ولذلك فهي مستمرة في سياسة لا تعير فيها اعتبارا لأي اتفاق محتمل مع لبنان "ما لم يتضمن تفكيك البنية العسكرية للحزب".

ويرى مصطفى أن عدم الرد اللبناني يمنح إسرائيل "وضعية مثالية" تسمح لها باستمرار التصعيد من دون كلفة مباشرة، مشددا على أن هذه الإستراتيجية ستُعتمد أيا تكن الحكومة الإسرائيلية المقبلة.



"رسالة مختلفة"

وفي السياق ذاته، يعتبر الكاتب والصحفي اللبناني نقولا ناصيف أن العملية تحمل "رسالة مختلفة"، لأنها تستهدف للمرة الأولى منذ أشهر عمق الضاحية الجنوبية.

إعلان

وحسب ناصيف، فإن الضربة تعكس امتلاك إسرائيل "بنك أهداف جديدا"، خلافا للاعتقاد بأنها تفتقر إلى معلومات عن "الجيل الجديد" الذي تولى قيادة الحزب بعد الخسائر التي مُني بها خلال الحرب الأخيرة.

كما يرى أن إسرائيل رفعت مستوى عملياتها من استهداف قيادات صغيرة إلى رأس الهرم العسكري، مما يؤكد أنها باتت تلاحق "العقول الأمنية الجديدة" التي يعاد عبرها ترميم الحزب.

لكن ناصيف تساءل في الوقت نفسه ما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى استدراج حزب الله للرد، تمهيدا لتوسيع ضرباتها وعدم حصرها جنوب نهر الليطاني .

موقف واشنطن

أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك، فيؤكد أن واشنطن أُبلغت بالضربة من دون إبلاغها بهوية المستهدف، مشيرا إلى أن الطبطبائي مصنف أميركيا على أنه إرهابي.

ووفق واريك، فإن إسرائيل لن تسمح بتهديد مواطنيها في الشمال في ظل جهود حزب الله لإعادة بناء نفسه وقدراته العسكرية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد "أفعالا" من الجيش اللبناني لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، وأنها لا تعد مهمة نزع السلاح قد اكتملت بعد، وخلص إلى أن واشنطن تفهم أن إسرائيل "ستتحرك إن لم تُقدم الدولة اللبنانية على خطوات ملموسة".



وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجماته على لبنان، مع استمرار تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم جديد عليه.

ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع حزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تخرق إسرائيل يوميا الاتفاق، مما خلّف مئات القتلى والجرحى.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا