في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذر الصحفي البريطاني روبرت فوكس من أن بريطانيا بلا دفاع حقيقي أمام الخطر الروسي، وأنها تخلفت عن ركب دول العالم المتطورة مثل روسيا والصين وأوكرانيا وألمانيا التي تعمل على تطوير جيشها وتسليحه بأحدث التقنيات.
وحسب مقاله في صحيفة إندبندنت البريطانية، فإن المملكة المتحدة تعاني من ضعف حاد وخطير في قدراتها الدفاعية الجوية والبرية، مما يجعلها عرضة لهجمات الأسلحة الحديثة -مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية- التي ظهرت بفاعلية في حرب أوكرانيا.
دفاعات بريطانيا الجوية عالقة عند مستوى عام 2012 بلا أي تطوير حقيقي
واختار الكاتب عنوان مقاله "بريطانيا بلا دفاع وعندما تسقط أوكرانيا سنكون نحن الهدف التالي" محذرا من أن وعود الحكومة بزيادة الإنفاق الدفاعي بحلول 2030 لا تكفي وسط تصاعد التهديدات الروسية.
وأشار الكاتب إلى حادثة خطيرة شهدتها البلاد، عندما وجّهت سفينة التجسس الروسية "يانتر" -التي تهدد سواحل بريطانيا منذ 3 سنوات تقريبا- أشعة ليزر نحو طيارين في طائرة مراقبة تابعة لسلاح الجو الملكي.
ووصف وزير الدفاع جون هيلي الحادث بأنه "عمل خطير" وهدد روسيا برد حاسم إذا تقدمت السفينة جنوبا.
غير أن الكاتب يرى أن تهديد الوزير بعيد عن الحقائق، فبالتزامن مع التحذير، أصدر مجلس الدفاع في البرلمان تقريرا مطولا أكد فيه أن بريطانيا "غير قادرة على حماية نفسها".
وحذر التقرير من أن البلاد تخلّ بواجبها بموجب المادة الثالثة من ميثاق حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) التي تلزم كل دولة بأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها قبل الدفاع عن حلفائها.
الجيش البريطاني يمتلك "مدافع احتفالية أكثر من تلك المخصصة للعمليات"
بواسطة جنرال بريطاني
وفي هذا الصدد، حذر فرانسيس توسا -المحلل الأمني البارز والضابط السابق في وحدة الاحتياطي البريطانية- من أن البلاد تمتلك "حفنة فقط" من بطاريات صواريخ الدفاع الجوي، مبعثرة بين جزر فوكلاند وبولندا وساحة سالزبري للتدريب، مما سيسمح لأي هجوم مفاجئ بالطائرات المسيّرة بالوصول إلى قلب لندن بسهولة.
ويزيد من خطورة الوضع -برأي الكاتب- الأسلحة الحديثة التي أفرزتها حرب أوكرانيا، إذ تشكّل صواريخ إسكندر والمسيرات الصينية الحديثة تهديدا مباشرا لبريطانيا، التي لا تزال دفاعاتها الجوية عالقة عند مستوى عام 2012 بلا أي تطوير حقيقي.
وأكد فوكس أن الجيش البريطاني يعاني من نقص حاد في الذخيرة والمعدات والقوة البشرية ويمتلك "مدافع احتفالية أكثر من تلك المخصصة للعمليات" وفق جنرال بريطاني.
وأضاف أن الجيش كان يعتمد بشكل كبير على دبابة الاستطلاع "أجاكس" ولكنها كلفت حوالي 7 مليارات جنيه إسترليني (نحو 8.5 مليارات دولار) لـ590 دبابة، ودخلت الخدمة الكاملة بعد 10 سنوات من التأخير.
ونقل المقال قول العميد بن باري (المحلل المخضرم في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية) في كتابه "صعود وسقوط الجيش البريطاني 1970-2025": أنه يمكن للجيش البريطاني بالكاد "نشر لواء مدرع واحد لأداء واجبات الناتو في أوروبا الشرقية، بينما تستعد بولندا وألمانيا لنشر 6 فرق مدرعة".
ولفت الكاتب إلى أن الوضع الأمني في أوروبا أصبح خطيرا نتيجة الاستعداد الوشيك لوقف النار في أوكرانيا، ومن المرجح أن تستغل روسيا ذلك لإعادة التجمع والتسليح، خاصة وأن الاقتصاد الروسي موجه للحرب بالكامل.
وعلى الرغم من تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن أوروبا "لم تعد حالة سلم" الأسبوع الماضي، إلا أن بعض المسؤولين الحكوميين البريطانيين يرفضون الاعتراف بشكل كامل بالتهديد الروسي، مما يضعف موقف البلاد برأي الكاتب.
وخلص المقال إلى أن الاستخفاف الحكومي البريطاني بالوضع، وقلة جاهزية الجيش، وعدم إبلاغ البريطانيين بوضوح بحجم الخطر والاستعداد المطلوب، يجعل البلاد بلا دفاع مضمون أمام أي مواجهة محتملة مع روسيا.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة