آخر الأخبار

زيارة أمير قطر إلى رواندا.. شراكة تنمو في قلب أفريقيا

شارك





كيغالي- تؤسس زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الرواندية -التي بدأت اليوم الخميس- لمرحلة جديدة من مسار التعاون بين الدوحة ورواندا ، في ظل شراكة إستراتيجية آخذة في الاتساع وتشمل الاقتصاد والاستثمار والطيران والأمن والتنمية ومكافحة الفساد، وسط تنام ملحوظ في الحضور القطري بالقارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة.

وتأتي زيارة أمير قطر إلى رواندا في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين زخما غير مسبوق، إذ استطاعتا بناء قاعدة من التعاون المتعدد المجالات، جعلت من رواندا شريكا محوريا في الانفتاح القطري على أفريقيا، ومن الدوحة داعما رئيسيا لمسار التنمية وتسريع النمو في "أرض الألف تل".

وتحمل الزيارة بعدا سياسيا لافتا، خصوصا بعد نجاح قطر في التوسط بين رواندا والكونغو الديمقراطية، وهو المسار الذي توج بالدوحة في 18 مارس/آذار الماضي بإعلان حل الخلاف بين البلدين، تلاه التوقيع النهائي الذي شمل الحركات المسلحة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مما يعكس الثقة المتنامية في الدبلوماسية القطرية ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى.

وكان أمير قطر قد استضاف في مارس/آذار الماضي كلا من رئيس رواندا بول كاغامي ، ورئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ، لتأكيد الالتزام بوقف إطلاق النار وتعزيز بناء الثقة بين الطرفين.

تعاون راسخ

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2017، اتجهت الدوحة وكيغالي نحو بناء شراكة تقوم على التكامل الاقتصادي، تدعمها زيارات متبادلة لوفود حكومية رفيعة المستوى، وسعت توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات التجارة والطيران والتعليم والدفاع والزراعة والاستثمار.

إعلان

وفي إطار التعاون التنموي، وقع صندوق قطر للتنمية في فبراير/شباط الماضي اتفاقية منحة بقيمة 5 ملايين دولار مع منظمة "جيف دايركتلي" والحكومة الرواندية، لدعم ما يقرب من 4 آلاف أسرة تعيش في فقر مدقع.

وتعكس هذه المبادرة التزام الدوحة بالشراكات الإنسانية طويلة المدى، خاصة في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش، إذ يعمل أكثر من ثلثي سكان المناطق الريفية في رواندا بهذا القطاع الحيوي.

مصدر الصورة الوزير القطري محمد الخليفي (وسط) خلال توقيع اتفاق السلام بين الكونغو و"تحالف نهر الكونغو" في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي (الفرنسية)

وعلى صعيد الاستثمارات، نفذت دولة قطر أحد أكبر مشاريعها في القارة الأفريقية عبر بناء مطار دولي جديد في ضواحي كيغالي بقيمة 1.6 مليار دولار، اكتمل الجزء الأكبر منه عام 2023. كما استحوذت الدوحة على 60% من أسهم مطار بوغيسيرا الدولي، في خطوة تعزز موقع رواندا كمركز إقليمي للطيران والخدمات اللوجستية.

كما تشارك شركة "حصاد" القطرية في دعم الأمن الغذائي لرواندا ضمن إستراتيجية الاستثمار الزراعي والغذائي عالميا، وترتبط قطر ورواندا بحزمة واسعة من الاتفاقيات تشمل التعاون الدفاعي، وتجنب الازدواج الضريبي، وتطوير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والزراعية والثقافية والرياضية.

وقال السفير الرواندي لدى الدوحة إيغور مارارا كاينامورا إن زيارة أمير قطر تؤكد قوة الشراكة الراسخة بين البلدين، مشيرا إلى أنها الزيارة الثالثة لأمير قطر إلى رواندا، وتعكس التزاما رفيع المستوى من الجانبين.



ملفات الزيارة

وأوضح السفير الرواندي -في تصريحات صحفية- أن الزيارة ستتناول ملفات شهدت تطورات ملحوظة، أبرزها الطيران، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، وتبادل المعرفة، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا، مؤكدا أن كيغالي تتوقع توقيع اتفاقيات جديدة تعزز الزخم المتنامي في العلاقات.

وأشار إلى أن مشروع مطار بوغيسيرا الدولي يعد أحد أبرز المشاريع الإستراتيجية المشتركة، وأن الرحلات المباشرة بين الدوحة وكيغالي أسهمت في تعزيز الصادرات الرواندية، خاصة القهوة والمنتجات البستانية.

وأكد كاينامورا أن ما يميز الشراكة بين البلدين هو توافق القيم والرؤى، إذ يضع الطرفان الإنسان والحوكمة الرشيدة ومحاربة الفساد في صدارة الأولويات.



شراكات أوسع

من جهته، أكد القائم بالأعمال سفارة قطر لدى رواندا علي حمد العيدة -في تصريحات صحفية- أن الزيارة تأتي في توقيت مهم، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الشامل، خصوصا في التنمية والابتكار والاستثمار.

إعلان

وأشار إلى أن مشروع مطار بوغيسيرا الجديد يشكل أحد أعمدة التعاون المستقبلي، وأن قطر ورواندا تتجهان نحو شراكات أشمل في مجالات الأمن، والتعليم، والنقل، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة.

وأكد أن الزيارة ستترك أثرا إيجابيا كبيرا على العلاقات الثنائية، وستفتح الباب لصياغة مسارات جديدة للتكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة .



وتعد رواندا إحدى الوجهات الأسرع نموا في أفريقيا اقتصاديا وسياحيا، حيث تتميز بطبيعتها الساحرة التي أكسبتها لقب "أرض الألف تل" وحياة برية نادرة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وتقع هذه البلاد وسط القارة الأفريقية دون منافذ بحرية، وتعتمد في تجارتها الخارجية على موانئ تنزانيا وكينيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة ومساحتها 26 ألف كيلومتر مربع.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا