في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على قطاع غزة اليوم الخميس بعد يوم من استشهاد 34 فلسطينيا على الأقل في سلسلة غارات زعم الاحتلال أنها استهدفت قيادات في كتائب القسام ، وهو ما نفته حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) التي اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لاستئناف الإبادة الجماعية في غزة.
وأكد الدفاع المدني في غزة استشهاد 3 فلسطينيين اليوم إثر قصف طائرات إسرائيلية منزلا بمنطقة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد فلسطيني بنيران مسيرة إسرائيلية وراء الخط الأصفر في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
كما استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في قصف مدفعي استهدف منازل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة .
يأتي ذلك بعد ساعات من شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على أحياء في مدينتي غزة وخان يونس، وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع بأن الغارات أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا وإصابة 77 منذ صباح أمس الأربعاء.
وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال، في غارة إسرائيلية على مبنى يؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وأضاف أن إصابات عدد منهم خطرة.
كما أكدت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي استشهاد 3 وإصابة آخرين في قصف من مسيرات إسرائيلية على خيام نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وفي مدينة غزة، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد فلسطينييْن وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح متفاوتة بعضها خطرة إثر غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق خارج الخط الأصفر في حي الشجاعية شرقي المدينة.
كما أصيبت امرأة برصاص جيش الاحتلال في شارع يافا في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
وقال أشرف أبو سلطان من مدينة غزة لوكالة الصحافة الفرنسية "لا أعرف ماذا تريد منا إسرائيل والعالم؟ القتل والقصف لا يتوقفان، عدت لغزة يوم الأحد مع عائلتي بعد عام من النزوح في الجنوب، بالكاد أصلحنا غرفة في منزلنا المدمر لنحاول أن نستقر منذ يومين فقط، بدأ القصف والموت مجددا، لا يتركون لنا مجالا لأخذ نفسنا".
من جهتها، روت نيفين أحمد -وهي نازحة من مدينة غزة في منطقة المواصي- ما شاهدته، وقالت "إسرائيل تقلب الدنيا في ثانية، فجأة بدأ القصف، كنت أتحدث مع جارتي حين سمعنا صوت القصف وشاهدنا الدخان يتصاعد، الناس كانت تركض والإسعاف ينتشل الشهداء".
وقالت نهى فتحي، وهي نازحة من شمال قطاع غزة إلى المواصي، "في اليومين الماضين كان الحديث عن قوات دولية في غزة، اليوم عشرات الشهداء تقتلون في القطاع من دون مقدمات، العالم لا يترك لنا أملا لنحلم بل يجعلونا نتمنى الموت كل لحظة".
وأضافت "لا يمكننا الاحتمال، نريد انتهاء الحرب تماما، أو فتح المعابر، نحن في سجن للموت. لا يمكن أن نستمر في العيش بهذا الشكل، قصف، موت، حصار، نزوح".
وبرر جيش الاحتلال تصعيده للهجمات على غزة أمس بأنه هاجم أهدافا تابعة لحركة حماس ردا على ما قال إنه استهداف لقواته في منطقة خان يونس.
في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر أمني أن سلاح الجو استهدف اجتماعا لقيادات في حركة حماس بحي الزيتون شرق غزة، وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن من بين القيادات التي تم استهدافها قائد كتيبة الزيتون، ونائب قائد المنطقة، ورئيس الوِحدة البحرية في كتائب عز الدين القسام.
في المقابل دانت حركة حماس "المجزرة المروعة في مدينتي غزة وخان يونس"، وأكدت في بيان أنها ترفض ادعاءات إسرائيل حول تعرّض قواتها لإطلاق نار، وقالت إن ذلك "محاولة واهية ومكشوفة لتبرير جرائم المحتل وانتهاكاته التي لم تتوقف".
وأضافت الحركة أن الغارات الإسرائيلية تعدّ تصعيدا خطيرا يسعى من خلاله نتنياهو، الذي وصفته بمجرم حرب، إلى استئناف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن التصعيد الإسرائيلي خلف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار -في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أكثر من 300 شهيد، مع استمرار سياسة هدم ونسف البيوت، وإغلاق معبر رفح البري.
وطالبت حماس الإدارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها المعلنة، والضغط الفوري والجاد للجم الاحتلال الإسرائيلي، وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني.
كما طالبت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، بصفتهم جهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بالوفاء بتعهداتهم، وإلزام الاحتلال بوضع حدّ فوري لخروقاته التي تهدّد مسار وقف إطلاق النار.
وبدأت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
المصدر:
الجزيرة