انتقدت صحيفة هآرتس في افتتاحية لها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن قطاع غزة والدولة الفلسطينية، ووصفته بأنه شديد الغموض لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يجد فيه ما يهدد سياسات حكومته.
وأشارت إلى أن ترحيب نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – بالقرار يُعد مؤشرا واضحا على افتقاره لأي احتمال لإنهاء الاحتلال أو فتح طريق فعلي نحو إقامة دولة فلسطينية.
ورأت أن ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقرار الذي قدّمته الولايات المتحدة وأقرّه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين، وحده كفيل بأن يدلّ على أنه لا يتضمن حتى "خطرا" طفيفا على نهاية الاحتلال، كما أنه لم يطرح مسارا ملموسا نحو إقامة دولة فلسطينية.
وتضمن القرار الأممي -وفق الصحيفة- إنشاء قوة استقرار دولية في غزة، وتكليفها بتفكيك أسلحة "الجماعات المسلحة غير التابعة لدول"، وتأمين الحدود، وحماية العمليات الإنسانية.
كما يدعو إلى تشكيل "مجلس سلام" يتولى إدارة قطاع غزة مؤقتا إلى حين استكمال السلطة الفلسطينية برنامج إصلاح شامل، وبعد ذلك فقط، قد تصبح الظروف "مهيأة" لمسار ذي مصداقية نحو تقرير المصير وإقامة الدولة.
لكن الصحيفة الإسرائيلية ترى أن هذه الصياغة -لا سيما عبارة "مسار ذي مصداقية نحو.. إقامة الدولة"- غامضة إلى حدّ أن نتنياهو، الذي اعتبر محو النضال الفلسطيني مشروع حياته، لم يأبه بها مطلقا.
كما انتقدت قرار مجلس الأمن منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب صلاحيات واسعة لتأسيس مجلس السلام وإدارة غزة، محذرة من أن ذلك سيفضي عمليا إلى تجريد القطاع من السيادة ووضعه تحت إدارة أميركية غير محدودة النفوذ، في غياب جدول زمني لانسحاب الجيش الإسرائيلي أو ترتيبات لقوة فلسطينية بديلة.
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن تجاهل القرار للوضع المتفجر في الضفة الغربية يكرّس سياسة "فرّق تسُد" التي لطالما استخدمتها إسرائيل لعقود.
واختتمت افتتاحيتها بالقول إن ترامب يمسك بالمفتاح، "فإذا كان مقتنعا فعلا بأن الدولة الفلسطينية ضرورةٌ لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة بأسرها، فعليه أن يُرغم نتنياهو على الحفاظ على وقف إطلاق النار، وربط التطبيع (مع دول المنطقة) بالاعتراف بدولة فلسطين ، تمهيدا لإنهاء الاحتلال".
المصدر:
الجزيرة