تدخل الضغوط الأميركية على فنزويلا مرحلة حاسمة بعد أشهر من الحشد العسكري في بحر الكاريبي ، حيث يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ قرار بشأن مستقبل نظام نيكولاس مادورو .
وتناول تقرير نشره موقع "شيناري إيكونوميشي" الإيطالي للكاتب فابيو لوغانو 4 سيناريوهات مطروحة من قبل القيادات العسكرية الأميركية على الرئيس ترامب في إدارة الأزمة مع فنزويلا.
وذكر الموقع الإيطالي أن هذه السيناريوهات تتراوح بين العمل العسكري المباشر والضغط السياسي والاقتصادي، والتفاوض.
وهو الأكثر خطورة، يقوم على تنفيذ عمليات دقيقة لاعتقال مادورو أو تصفيته، باستخدام وحدات النخبة مثل "دلتا فورس"، مع إمكانية استهداف قياداته المباشرة أو السيطرة على مناطق حساسة مثل جزيرة مارغريتا.
وقال لوغانو إن واشنطن "تستند في هذا الخيار إلى اتهام مادورو بتهريب المخدرات" ووصف فنزويلا بأنها "دولة مخدرات"، وذلك ما يبرر التدخل تحت مبدأ "الدفاع الذاتي الجماعي".
يعتمد على ضربات محدودة ودقيقة داخل الأراضي الفنزويلية من دون تدخل بري، تستهدف منشآت عسكرية ومواقع مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.
والهدف من هذا السيناريو هو إضعاف تماسك النظام ودفع بعض الانشقاقات دون الانخراط في حرب شاملة، مع إمكانية تنفيذ عمليات سرية عبر الاستخبارات الأميركية والقوات الخاصة.
يعيد إنتاج إستراتيجية "الحصار البحري والجوي" المتواصلة منذ أشهر، ولكن بحدة أكبر.
وتشمل هذه الإستراتيجية إغراق الزوارق المرتبطة بتهريب المخدرات في الكاريبي، وهي عمليات أسفرت عن 80 قتيلا منذ سبتمبر/أيلول المنصرم، إضافة إلى دوريات قاذفات ومناورات مع دول حليفة وانتشار عسكري ضخم يضم 15 ألف جندي وحاملة طائرات.
وتراهن واشنطن على أن يؤدي هذا الضغط المتواصل إلى انقسامات داخل النظام أو إجباره على التفاوض من موقع ضعف.
وهو الأقل احتمالا، ويقوم على التفاوض لترتيب خروج مادورو إلى المنفى في دولة مستعدة لاستقباله.
ورغم وجود وساطات من داخل النظام، فإن إدارة ترامب ترفض مقايضة مادورو بشخصيات أخرى من القيادة الفنزويلية، معتبرة أن نهج التنازلات الذي اتبعته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فشل في إحداث أي تغيير.
وقال لوغانو إن واشنطن ترى أن غاية هذه الإستراتيجيات هي دفع النظام إلى الانهيار أو الاستسلام السياسي مع تجنّب حرب شاملة، بينما يسعى ترامب إلى حسم الأزمة دون إشراك الديمقراطيين ، وإلى تسجيل "انتصار" محتمل على النظام الفنزويلي لحسابه ولحساب الجمهوريين .
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة