آخر الأخبار

قيادات عسكرية هندية تنتقد استقالة آلاف المسلمين من الجيش.. ما حقيقتها؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الهند جدلا واسعا بسبب تصريحات مصورة نسبت إلى قيادات بارزة في الجيش الهندي تتضمن هجوما ضد الإعلام المحلي والحزب الحاكم، مما يوحي بتوتر كبير بين المؤسسة العسكرية وحكومة ناريندرا مودي .

وتنوعت هذه المزاعم بين حديث عن استقالات جماعية لجنود مسلمين من الجيش الهندي، وتصريحات غاضبة ضد الحكومة، واتهامات بتسخير الجيش لخدمة الحزب الحاكم، الأمر الذي أدى إلى تساؤلات حول حقيقة هذه المقاطع.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 بالأرقام.. حقيقة ادعاء اليمين المتطرف أن 85% من اللاجئين حول العالم مسلمون
* list 2 of 2 أبرزها منع بيع الكحول في نيويورك.. 5 ادعاءات تلاحق زهران ممداني end of list

استقالة جنود مسلمين

بعد التفجير الذي وقع قرب الحصن الأحمر في نيودلهي ، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تزعم استقالة 20 ألف جندي مسلم من الجيش.

وكان التفجير الذي وقع في نيودلهي يوم الاثنين الماضي قد أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 30 آخرين، في هجوم وصفته الحكومة بـ"الإرهابي" مع تعهدها بمحاسبة المتورطين.

وتداولت حسابات على منصة "إكس" فيديو زعمت أنه يعود إلى أوبيندرا ديفيدي رئيس أركان الجيش الهندي -الذي يهتم بشؤون القوات البرية- وهو يشير إلى أن الاستقالات الجماعية سببها "إلقاء الإعلام اللوم على المسلمين دون توقف" منذ هجوم نيودلهي، معتبرا أن "عملية تسييس الدولة وفق الأيديولوجيا الهندوسية القومية دمّرتنا".



وقد حظي خبر الاستقالات بانتشار واسع على منصات رقمية مختلفة، مثل " تيك توك " و" إكس " وأثار موجة من الجدل والتساؤلات، حول موقف الحكومة من تلك الخطوة.

وكتب حساب على منصة إكس "استقالة 20 ألف جندي مسلم ليس عددا قليلا، إنه يدل على مدى عمق الكراهية وانعدام الثقة، الهند تدمر جيشها من الداخل".



وقد شاركت حسابات باكستانية مقطع الفيديو على نطاق واسع مرفقا بعبارات مثل "انتهى قائد الجيش الهندي".



وذهبت حسابات أخرى إلى الادعاء بأن الحكومة الهندية طلبت من القائد العسكري البارز الاستقالة بسبب تصريحاته حول الاستقالات الجماعية.

إعلان

وعند البحث في مصدر المعلومة، لم يجد فريق "الجزيرة تحقق" أي جهة رسمية أو وسائل إعلام موثوقة أشارت إلى حدوث استقالات جماعية داخل الجيش، مما أثار الشكوك حول صحة الادعاء.

وقاد البحث العكسي إلى المصدر الأصلي لمقطع الفيديو الذي نشرته وكالة "آي إيه إن إس" (IANS) الهندية بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويظهر رئيس أركان الجيش يلقي كلمة خلال فعالية "حوار دلهي الدفاعي 2025" التي أقيمت يومي 11 و12 نوفمبر/تشرين الثاني.



وبعد مراجعة الكلمة كاملة من خلال البث المباشر المتوفر على منصة "يوتيوب" تبيّن أنه لم يتطرق خلالها إلى أي حديث عن استقالات جماعية داخل الجيش.

وكشف فريق "الجزيرة تحقق" أن الفيديو المتداول مركب عبر تقنية "التزييف العميق" (Deepfake) مما يعني أن قائد الأركان لم يدل بهذه التصريحات مطلقا.

تسييس الجيش

كما انتشر فيديو آخر على منصة "إكس" يظهر فيه راجيف غاي نائب رئيس أركان الجيش الهندي يوجه انتقادات حادة لما وصفه بـ"التسييس المتزايد" للجيش، محذرا من أن ذلك "يهدد وحدة المؤسسة العسكرية الهندية" ويقوّض قيمها.



وتوصل فريق "الجزيرة تحقق" إلى المصدر الأصلي لمقطع الفيديو الذي نشرته قناة "ريببك وورلد" (Republic World) ويعود لمؤتمر للقوات المسلحة وعقد بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومن خلال تتبع البث المباشر لكلمة المسؤول العسكري، لم يرصد "الجزيرة تحقق" تطرقه إلى هذه التصريحات السياسية المزعومة من قريب أو بعيد.

وكشفت أداة متخصصة في كشف التزييف العميق أن مقطع الفيديو المتداول مزيف ومولد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .

مصدر الصورة فحص المقطع من خلال أداة متخصصة في كشف الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي (هايف)

الجيش والانتخابات

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تداولت حسابات باكستانية تصريحات منسوبة إلى أنيل تشوهان رئيس أركان الدفاع الهندي -الذي يُشرف على التنسيق بين جميع القوات المسلحة- قال فيه "الجيش المحترف يقاتل دائما من أجل بلاده، لكن منذ وصول رئيس الوزراء مودي إلى السلطة، بات ينظر إلى الجيش الهندي كتابع يخدم حزبه السياسي".



وأشار الجنرال -بحسب المقطع المتداول- إلى أن القوات المسلحة تعارض "محاولة إضفاء الصبغة الزعفرانية" و"سيطرة حزب بهاراتيا" على الجيش الهندي، كما زعم أن هذا الحزب "كان يستخدم الجيش للفوز بانتخابات ولاية بيهار".



وقد ظهر أن الفيديو المتداول مفبرك، إذ وصل فريق "الجزيرة تحقق" على النسخة الأصلية للفيديو المنشور على حساب وكالة "إيه إن آي" (ANI) الهندية قبل أن يخضع لتعديلات على صوت رئيس أركان الدفاع خلال كلمته.



وتبين أن المقطع يعود إلى 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، خلال المهرجان التاسع للأدب العسكري بمدينة شانديغار، وبتتبع ا لبث المباشر للعرض يتبين أن القيادي العسكري لم يتطرق إلى انتقاد حزب بهاراتيا ولا نتائج الانتخابات في بيهار، بل تحدث عن قوة الهند القارية والبحرية وعمقها الإستراتيجي.

نمط تضليلي واحد

وتشترك هذه الفيديوهات في نمط تضليلي واحد يعتمد على اقتطاع لقطات حقيقية لخطابات قادة عسكريين ثم إعادة تركيبها باستخدام تقنيات التزييف العميق والذكاء الاصطناعي لإسناد تصريحات سياسية حساسة لم تصدر عنهم.

إعلان

كما لعبت حسابات باكستانية دورا محوريا في إعادة نشر هذه المقاطع وتضخيم انتشارها عبر منصات التواصل، مما أسهم في إيجاد انطباع زائف بوجود تصدّع داخل المؤسسة العسكرية الهندية وتوتر بين قياداتها والحكومة المركزية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا