مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبات ومنازل فلسطينية في الضفة الغربية

( CNN ) – أضرم عشرات المستوطنين الإسرائيليين النار في مركبات ومنازل فلسطينية في قرية بالضفة الغربية المحتلة، الاثنين، بعد أن هدمت القوات الإسرائيلية بؤرًا استيطانية غير قانونية أقامها المستوطنون في المنطقة.

ويُظهر مقطعا فيديو، حددت شبكة CNN موقعهما الجغرافي، اشتعال النيران في عدة مركبات ومبنىً إثر الهجوم الذي وقع في قرية الجبعة الفلسطينية، على بُعد حوالي 15 كيلومترًا جنوب غرب بيت لحم. ويُظهر المقطعان أن أبناء القرية كافحوا لإخماد النيران.

وثقت كاميرا مراقبة في بلدة الجبعة، عشرات الملثمين وهم يدخلون أحد المنازل ويشعلون النيران في المركبات.

وقال رئيس مجلس قرية الجبعة، ذياب مشاعلة، لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الاثنين، إن المستوطنين هاجموا القرية وأضرموا النار في ثلاثة منازل مأهولة وثلاث مركبات.

وقال رئيس مجلس القرية إن أهالي القرية تمكنوا من إخماد الحرائق "دون الإبلاغ عن أي إصابات"، لكن "أضرارًا مادية جسيمة لحقت بالمنازل والمركبات المستهدفة".

ويُعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة هجمات متصاعدة يشنها مستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي خطوة نادرة، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا العنف، قائلاً إنه صادر عن "مجموعة صغيرة متطرفة لا تمثل المستوطنين" في الضفة الغربية.

وقال نتنياهو في إشارة واضحة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، وهو مؤيد متحمس للمستوطنات: "أعتزم التعامل مع هذا الأمر شخصيا واستدعاء الوزراء المعنيين في أقرب وقت ممكن لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة".

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه "بعد إخلاء المباني غير القانونية أشعل العشرات من المدنيين الإسرائيليين النار في منازل ومركبات وخربوها" في الجبعة.

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن "قوات الأمن الإسرائيلية في موقع الحادث تجري عمليات بحث عن المتورطين. الحادث لا يزال مستمرًا".

وفي وقت سابق، الاثنين، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية بعد أن هدمت قوات الأمن، في خطوة غير مألوفة من الحكومة الحالية، عدة بؤر استيطانية غير قانونية قرب مستوطنة "ميتزاد"، وفقًا لبيان مشترك صادر عن الجيش والشرطة الإسرائيليين. وتُعتبر البؤر الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي والقانون الإسرائيلي.

وأفاد البيان أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من عناصر حرس الحدود و"المقاتلين". و"ميتزاد"، مستوطنة إسرائيلية تقع في كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة.

وبحسب بيان للجيش والشرطة، بدأت قوات الأمن الإسرائيلية من عدة أقسام، إلى جانب الإدارة المدنية، بإخلاء وهدم العديد من المباني غير القانونية فجر الاثنين.

وجاء في البيان المشترك: "خلال العملية اندلعت أعمال شغب عنيفة شارك فيها العشرات من الأفراد المتحصنين ومئات مثيري الشغب، بما في ذلك الاعتداء على قوات الأمن من خلال إلقاء الحجارة وإلقاء قضبان الحديد وأشياء أخرى، فضلاً عن حرق الإطارات والمركبات".

اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية ستة مشتبه بهم خلال المواجهات.

وفي أعقاب هجوم المستوطنين، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "ينظر إلى أي نوع من العنف بحزم ويدينه، لأنه يضر بالأمن في المنطقة". وأضاف الجيش الإسرائيلي: "الحوادث العنيفة تُشتت انتباه القادة والجنود عن مهام الدفاع ومكافحة الإرهاب".

أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن دعمه الكامل للقوات الإسرائيلية في بيان صدر الاثنين. وقال كاتس: "لن نتسامح مع محاولات مجموعة صغيرة وعنيفة وإجرامية، من المخالفين للقانون الفوضويين، الاستيلاء على القانون بأيديهم وتشويه سمعة المستوطنين، ولن نسمح لهم بإيذاء جنود الجيش الإسرائيلي".