في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
سلطت مجلة "محررون وناشرون" (إيه، بيE&P) الضوء على دراستين حديثتين استنتجتا أن الولايات الأميركية التي تختفي أو تنخفض فيها الصحف المحلية تشهد تراجعا في الشفافية على مستوى الحكومة، كما تزداد سرية السجلات العامة وصعوبة الوصول إليها.
وخلص ديفيد كويلير مدير مركز بريشنر لتعزيز التعديل الأول في كلية الصحافة والاتصالات جامعة فلوريدا -والذي شارك في تأليف كتاب "دارك ديزيرتز" (Dark Deserts)- إلى أن الولايات التي تقل فيها كثافة الصحف تظهر في المتوسط التزاما أقل بقوانين السجلات العامة وحرية المعلومات، كما أن الولايات التي تقل فيها قوة الجمعيات الصحفية من الناحية المالية تظهر حكومات أقل شفافية.
وقال كويلير "لطالما شعرت أن الصحف أحدثت فرقا، وأنه عندما تختفي تصبح الحكومات منفلتة من الرقابة والمساءلة وتجرؤ على إخفاء المعلومات".
وشدد الأكاديمي والخبير الإعلامي -الذي عمل صحفيا ومحررا- على أهمية الأثر الذي تحدثه الصحف، لافتا إلى أنها تُخضع الحكومات للمساءلة، لا سيما فيما يتعلق بالميزانيات، إذ تكون الحكومات المحلية أكثر حرصا على أموال الضرائب وأقل إسرافا، في المناطق التي تحضر فيها الصحف. كما يتحسن تفاعل المجتمع، وتزداد نسب إقباله على التصويت بالانتخابات والمشاركة السياسية، مؤكدا دور الصحف في الحفاظ على الديمقراطية.
واستشهد بأمثلة على كيفية إعاقة وصول الجمهور إلى المعلومات، عبر منع الصحفيين من تغطية أخبار المسؤولين الحكوميين والأحداث العامة، وانتشار دعاوى التشهير كعقاب للصحفيين، والتهديد بسحب تراخيص البث، وقطع التمويل عن وسائل الإعلام العامة، وغيرها من الانتهاكات.
ونبّه كويلير إلى قائمة تطول من المتغيرات غير المسبوقة التي تشهدها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، والتي تقوض حرية الصحافة، وعدّد منها :-
ودرس مركز بريشنر تجربة تقديم طلب بموجب قانون حرية المعلومات "إف أو آي إيه" (FOIA) حيث أجرى استطلاعا شمل 330 شخصا من مقدمي طلبات السجلات العامة بالولايات المتحدة، ووضع النتائج ضمن كتاب "شفافية المدينة: الاختلافات في خدمات حرية المعلومات على المستوى المحلي والولائي والفدرالي".
واستنتج الاستطلاع أن الحكومات المحلية وحكومات الولايات لا تتعامل بجدية مع طلبات الصحفيين للمعلومات في كثير من الأحيان، وأنها توظّف رسوم النسخ المطلوبة كوسيلة لإبعاد الصحفيين، كما أشار إلى أن المسؤولين غير متعاونين ويتعاملون بفظاظة مع طالبي المعلومات، ويطرحون كل أنواع الاستثناءات "المجنونة" لا سيما استثناءات الخصوصية، من أجل إخفاء المعلومات
وأشار كويلير إلى أن الممارسات السابقة ليست جديدة، لكنها تتفاقم عاما بعد عام.
لطالما شعرت أن الصحف أحدثت فرقا، وأنه عندما تختفي تصبح الحكومات منفلتة من الرقابة والمساءلة وتجرؤ على إخفاء المعلومات.
بواسطة ديفيد كويلير - أكاديمي وخبير إعلامي
وتوقفت 136 صحيفة في الولايات المتحدة عن العمل العام الماضي، ليصل عدد الصحف التي أُغلقت خلال العقدين الماضيين إلى 3500 صحيفة، مما أدى إلى فقدان أكثر من 270 ألف وظيفة صحفية منذ العام 2005، وفق تقرير جديد صدر عن كلية ميدل للصحافة في جامعة نورث وسترن الأميركية.
وخلُص التقرير عن حالة الأخبار المحلية لعام 2025 إلى وجود 50 مليون شخص محرومين من متابعة الأخبار ويعيشون فيما يُعرف بـ"صحارى إخبارية" وهي مناطق لا يتمتع فيها السكان إلا بوصول محدود أو معدوم لمصادر إخبارية محلية موثوقة.
وبحسب التقرير، هناك 213 مقاطعة في الولايات المتحدة لا توجد بها أي وسائل إعلامية، كما أن هناك 1524 مقاطعة توجد بها وسيلة إعلامية واحدة فقط.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة