آخر الأخبار

إجراءات تمهد الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

شارك





غزة- رغم تهرب حكومة الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، وربط مرورها إلى المرحلة الثانية منه بتسليم جميع جثث الجنود القتلى، إلا أن تحركات الدول الوسيطة تشير إلى انتقالها لترتيبات جديدة على أرض الواقع في القطاع تمهيدا للدخول في هذه المرحلة.

وتنص بنود المرحلة الثانية على انتقال إدارة غزة إلى هيئة حكم مدنية تتكون من مستقلين فلسطينيين، وانتشار قوة استقرار دولية فيها، واستكمال انسحاب جيش الاحتلال من الخط الأصفر، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).

ترتيبات ميدانية

ورصدت الجزيرة نت تحركات ميدانية تمهد للمرحلة الثانية من الاتفاق أبرزها:


* بدء الترتيب لاختيار شخصيات جديدة لرئاسة الهيئات المحلية الرئيسية في قطاع غزة، والتي ستوكل إليها معظم الأعمال الميدانية التي تعنى بخدمات إزالة الركام وتوصيل المياه، وتأهيل شبكات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للجزيرة نت، فقد رشحت الفصائل الفلسطينية للوسيط المصري أسماء شخصيات مهنية لتولي رئاسة البلديات في المحافظات، بحيث يتم مناقشتها في حوارات داخلية فلسطينية بهدف التوافق لاختيار واحد من بين 3 مرشحين لترؤس كل بلدية. علما أن عدد بلديات القطاع يبلغ 25 من بينها خمس كبرى.
* بالتزامن مع المشاورات التي تعقدها الولايات المتحدة الأميركية بين أعضاء مجلس الأمن للوصول إلى مسودة قرار لنشر قوة دولية في غزة، أجرت قيادة الأجهزة الأمنية ل لسلطة الفلسطينية اتصالات مع عدد من ضباطها وعناصرها الموجودين في القطاع وأبلغتهم بترشيحهم للعمل ضمن مرافقة القوة المتوقع انتشارها في المرحلة الثانية للاتفاق. ويدل ذلك على انخراط السلطة في مساعي الوسطاء الهادفة لترتيبات المرحلة المقبلة.
يشار إلى أن ما يزيد عن 30 ألف عنصر أمني في القطاع تابعون للسلطة الفلسطينية ويتلقون رواتبهم منها لكنهم دون مهام فعلية منذ بداية الانقسام الفلسطيني في يونيو/حزيران 2006.
* ضغط الوسطاء على الاحتلال لتسريع دخول المساعدات الإنسانية التي تمثل استحقاقا منذ اليوم الأول لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه أخل بتنفيذه. وبدا ذلك واضحا من نجاح قطر في إدخال آلاف الخيام مؤخرا، وتركزت الجهود التركية على محاولة إدخال بيوت متنقلة (كرفانات) للإيواء.
كما أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية عن موافقة المستوى السياسي على إعادة فتح معبر "زيكيم" شمال غرب قطاع غزة لإدخال شاحنات المساعدات عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.


صراع إرادات

وتتجه الأنظار نحو زيارة مرتقبة لوفد مصري إلى غزة، هي الأولى منذ اندلاع الحرب، حيث اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة -الذي كشف عنها- أنها تأتي وسط مؤشرات على تحول نوعي في الدور المصري من الوساطة عن بُعد إلى الانخراط الميداني المباشر.

إعلان

وأوضح عفيفة -في حديث للجزيرة نت- أن الزيارة التي يتوقع أن تكون طويلة ستتضمن لقاءات معمقة مع الفصائل الفلسطينية لبحث ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، مع تركيز خاص على تأمين خروج آمن لمقاتلي حماس في رفح ضمن تفاهمات ميدانية قيد التشكل.

ويرى أن حالة هؤلاء المقاتلين ربما تشكل نموذجا يمهد لشكل المرحلة المقبلة من الاتفاق، ويبرز من خلاله صراع بين 3 إرادات هي:


* إرادة الاحتلال الذي يريد أن يحوّل هذه القضية إلى نموذج يسعى له في المرحلة الثانية ويتم خلالها تسليم مقاتلين وسلاحهم واستسلامهم، ويدفع لتحقيق هذا السيناريو.
* إرادة حماس التي تؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار ليس استسلاما وبالتالي تؤكد على الخروج الآمن لمقاتليها.
* إرادة أميركية تحاول تفكيك أزمة المقاتلين من خلال إخراجهم في إطار آمن لكن مع تسليم السلاح، وبذلك يعتبر أنه حقق لإسرائيل مشهد تسليم السلاح، ويعطي في الوقت نفسه حماس مرادها بالخروج الآمن.

مقاتلو حماس

وشدد المحلل عفيفة على أن قضية مقاتلي الحركة في رفح تعتبر نموذجا للمقاربات التي ستشهدها المرحلة الثانية من الاتفاق، وتهدف لانخراط الجميع في تنفيذها.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مصدر أميركي أن واشنطن معنية بحل أزمة هؤلاء المقاتلين دون تعطيل التقدم بتنفيذ مراحل الاتفاق.

وجاءت تلك التصريحات عقب زيارة أجراها ستيف ويتكوف و جاريد كوشنر مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تل أبيب بهدف الدفع للدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين حماس وإسرائيل بوساطة ورعاية قطرية، ومصرية، وتركية، وأميركية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا أمريكا اسرائيل فلسطين مصر

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا