آخر الأخبار

لوتان: قلق يلازم الناجين من سكان الفاشر على أحبائهم المحاصرين

شارك

قالت صحيفة لوتان إن إقليم دارفور السوداني يشهد كارثة إنسانية جديدة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ، وسط تقارير تؤكد وقوع مجازر جماعية ذات طابع عرقي ضد السكان المحليين.

وبعد أسبوعين من سقوط المدينة -كما تقول المراسلة أوغستين باسيلي من بورتسودان- لا يزال أكثر من 100 ألف شخص محاصرين داخلها، في حين تمكن عشرات الآلاف من الفرار إلى مناطق مجاورة، لكن قلة منهم وصلت إلى أماكن آمنة، كما تقول ماثيلد فو، مسؤولة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 "معجزة طبية".. أميركية وُلدت بلا دماغ تحتفل اليوم بعيدها الـ20
* list 2 of 2 تايمز: المسيّرات المجهولة في سماء أوروبا تضع الناتو على المحك end of list

وتشير شهادات الناجين وتقارير المنظمات الإنسانية إلى أن القوات المهاجمة نفذت عمليات قتل جماعي ودفن في مقابر جماعية ، كما أحرقت جثثا في الشوارع لإخفاء الأدلة، إذ تقول منظمات الإغاثة إن كثيرا من الأطفال وصلوا إلى المخيمات من دون ذويهم، مما يدل على أن آباءهم قتلوا أو فقدوا أو اختطفوا.

مصدر الصورة شاحنات في مخيم بالضبة تنقل نازحين من الفاشر (رويترز)

وتؤكد صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها جامعة ييل الأميركية هذه الروايات، في حين أوضحت شبكة الأطباء السودانيين أن المشاهد في الفاشر تذكر بمجازر غرب دارفور التي صنفتها منظمات دولية على أنها إبادة جماعية .

وتشير الباحثة المتخصصة في حقوق الإنسان جهان هنري إلى أن الاستهداف يتركز حاليا على قبيلة الزغاوة ، بعد أن كانت قبيلة المساليت الهدف الرئيس في المناطق الغربية.

فظائع مروعة

وقالت سجدة التي لا تريد ذكر اسمها الكامل إنها غادرت الفاشر قبل سقوطها، وإن جنودا من قوات الدعم السريع لقيتهم في الطريق، سرقوا هاتفها ووصفوها بصفات سيئة، وهي الآن تعيش في قلق دائم على أفراد عائلتها الذين بقوا في المدينة حيث الاتصالات مقطوعة.

أما عائشة فقد قررت مغادرة الفاشر -كما تقول- حين كانت المدينة محاصرة، وتقول: "كنت في السوق عندما سقطت قنبلة. كان هناك قتلى كثيرون، رأيت رؤوسا وأطرافا مقطوعة"، وتضيف أنها هربت مع أختها وأطفالهما، لكن "جنود الدعم السريع وصلوا على ظهور الجمال وضربونا بالعصي".

إعلان

وذكرت الصحيفة أن الناجين الذين تمكنوا من الهرب يروون فظائع مروعة، كقتل عائلات بأكملها، واغتصاب نساء وفتيات، وضرب المدنيين أثناء محاولتهم الفرار، إضافة إلى عمليات ابتزاز مالي وطلب فدى.

وتحكي مريم وهي تحتضن طفلها الرضيع البالغ 9 أشهر أن قوات الدعم السريع اتصلت بها بعد 3 أيام من سقوط المدينة؛ "طلبوا مني 5 ملايين جنيه سوداني (7175 يوروا)، وقالوا إنه إن لم أرسل المال، سيقتلون زوجي لأنهم يعلمون أنه في الجيش".

في ظل هذا الوضع المأساوي -كما تقول الصحيفة- تتواصل حالات النزوح الجماعي نحو بورتسودان ومناطق أخرى، رغم الانعدام شبه التام للاتصالات منذ سقوط المدينة، مما يجعل من الصعب معرفة مصير عشرات الآلاف من المحاصرين.

في المقابل، تحاول قوات الدعم السريع تبييض صورتها إعلاميا عبر نشر مقاطع مصورة تظهر توزيع مساعدات إنسانية، مع أن ناشطين يتهمونها بنقل مؤيدين لها من مناطق أخرى لتصوير هذه المشاهد الدعائية، كما تقول الصحيفة.

من جانبها، نددت الأمم المتحدة بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر يمثل خطرا متصاعدا بحدوث إبادة جديدة في دارفور، خاصة أن طرفي الصراع، قوات الدعم السريع و القوات المسلحة السودانية ، يرفضان وقف القتال، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار معاناة المدنيين العالقين بين نيران الحرب والعرقية والانتقام.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا