بحسب تقرير "أفريكا ريبورت"، يعيش المعارض الكاميروني عيسى تشيروما باكاري في المنفى بمدينة يولا النيجيرية منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الـ12 من الشهر ذاته، والتي أُعلنت نتائجها رسميا لصالح الرئيس بول بيا من قبل المجلس الدستوري، وتُوج بيا رئيسا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وبعد 4 أيام من الصمت ظهر تشيروما في مقطع فيديو على حساباته بمواقع التواصل مهاجما النظام الحاكم، متهما إياه بأنه يمارس "الإرهاب الرسمي" و" التطهير العرقي " والاعتقالات التعسفية.
وقال "أعطي النظام مهلة 48 ساعة لإطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب آرائهم أو دعمهم للحقيقة".
ورغم تكهنات بأن السلطات النيجيرية قد قيدت تحركاته حفاظا على العلاقات مع ياوندي فإن تشيروما أظهر عزمه على مواصلة المواجهة التي خرجت عن الإطار القانوني وتحولت إلى حرب استنزاف يتبادل فيها الطرفان الضربات غير المباشرة.
ولجأ تشيروما إلى خطوات تصعيدية، منها احتجاجات تحولت إلى أعمال عنف وسقوط قتلى وتخريب منشآت تجارية قال إنها نتيجة "تسلل عناصر مدسوسة".
كما دعا إلى إضراب شامل لمدة 3 أيام تحت شعار "مدينة الأشباح"، لكن الاستجابة كانت متفاوتة.
ومع استمرار الرئيس بيا في أداء مهامه ألمح تشيروما إلى احتمال استهداف السجون، قائلا "بعد 48 ساعة سيكون من حق الشعب الكاميروني الدفاع عن نفسه واستعادة أبنائه بكل الوسائل".
وجاء هذا التصعيد ردا على موجة اعتقالات طالت أنصاره في أنحاء البلاد، وسط غموض بشأن أسباب الاعتقال وهويات المحتجزين.
ووفقا لمحامي تشيروما، يُحتجز 121 شخصا -بينهم 9 قصّر- بمراكز الدرك في ياوندي، في حين نُقل نحو 30 آخرين إلى مدينة نتوي في منطقة الوسط بعد احتجازهم بمركز الشرطة المركزي رقم 1 في ياوندي، ولا توجد بيانات دقيقة عن باقي المدن.
والهدف من هذه الاعتقالات -بحسب التقرير- هو عزل تشيروما وشل شبكاته، في محاولة لتقويض قدرته على التحرك.
ويخوض الرئيس بيا هذه المعركة بثقة مستندا إلى خبرته الطويلة في مواجهة خصوم سياسيين كما حدث مع جون فرو ندي عام 1992 وموريس كامتو في 2018.
في المقابل، يراهن الرئيس على فتور المعارضة، في حين يخطط لإجراء تعديل وزاري تقليدي بعد الانتخابات، وقد ظهر في مراسم رئاسية روتينية مستقبلا مسؤولين محليين ودوليين، دون أن يصدر عنه أي تعليق سياسي جديد سوى خطابه في مراسم التنصيب.
ورغم سيطرته على الجيش والإدارة فإن النظام يدرك أن حرب الاستنزاف قد تنهك الاقتصاد المتعثر أصلا، وهو ما قد ينعكس سلبا على استقرار الحكم.
ويقود وزير الإدارة الإقليمية بول أتانغا نجي الخط المتشدد في التعامل مع المعارضة، في حين أشاد بيا بالقوات الأمنية في خطابه رغم اتهامات منظمات حقوقية لها باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى.
من جهته، يسعى تشيروما إلى تشويه صورة النظام خارجيا، خصوصا أمام شركاء اقتصاديين مهمين في أوروبا والولايات المتحدة .
ويطرح التقرير تساؤلات بشأن قدرة الرئيس بيا على احتواء الأزمة رغم تمتعه بشرعية مؤسساتية وإمكانية فتح قنوات مع بعض أطراف المعارضة، مثل كابرال ليبي.
وفي ختام تقريرها تشير "أفريكا ريبورت" إلى أن بيا أعلن عن إجراءات لتحفيز النمو الاقتصادي ، لكن مدى نجاحها في إنهاء المواجهة مع تشيروما يبقى غير مؤكد، في ظل تراجع ثقة الكاميرونيين بوعود الرئيس واستمرار حالة التوتر السياسي في البلاد.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة