أُلغيت أكثر من 1,000 رحلة جوية، وتأخرت أكثر من 4 آلاف رحلة أخرى داخل الولايات المتحدة يوم الجمعة، مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه الثامن والثلاثين.
وجاء ذلك عقب إعلان وزير النقل الأمريكي شون دافي، عن خفض الرحلات الداخلية بنسبة 10 في المئة اعتباراً من يوم الجمعة، في 40 مطاراً رئيسياً في جميع أنحاء البلاد.
وقد اتُخذ هذا القرار بعد أن أبلغ مراقبو الحركة الجوية عن إرهاقهم نتيجة انخفاض الخدمة اللازمة لضمان سلامة المجال الجوي الأمريكي للمسافرين، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
وبصفتهم عمالاً أساسيين، يُطلب من مراقبي الحركة الجوية مواصلة العمل من دون أجر، خلال أطول إغلاق تشهده الولايات المتحدة على الإطلاق. وقد تسبب هذا الإغلاق في إصابة العديد من العمال بالتوتر، وأُجبر بعضهم على العمل في وظائف إضافية لتوفير لقمة العيش.
ويقول دافي، إن قرار خفض عدد الرحلات الجوية يتعلق بالسلامة، وليس بالسياسة "مع استمرار عمل المراقبين الجويين دون أجر".
وعند سؤاله عن إمكانية خفض الرحلات الدولية لاحقاً حال استمرار الإغلاق، أوضح أنه وبناءً على الاتفاقيات الدولية، فإن الإغلاق يجب ألا يؤثر على الرحلات الدولية.
ويشير في تصريحاته لشبكة فوكس نيوز، إلى أن تخفيضات الرحلات الجوية قد تصل إلى 20 في المئة إذا استمر إغلاق الحكومة الفيدرالية، وظل مراقبو الحركة الجوية يتغيبون عن العمل.
وأضاف أنه حتى لو انتهى الإغلاق فوراً، فقد تستمر التأخيرات، لأن "شركات الطيران ستضطر إلى إعادة حجز الرحلات، لذا سيستغرق الأمر بعض الوقت".
وفي الولايات المتحدة، يوجد 14 ألف مراقب حركة جوية متمركزين في 527 برج مراقبة في المطارات، وكثير منهم لم يتقاضَوا سنتاً واحداً من رواتبهم لمدة أسبوعين.
ويتعاملون مع أكثر من 16 مليون رحلة جوية سنوياً، أي ما يعادل حوالي 44,000 رحلة يومياً.
وفي أوقات الذروة، يُمكن للمراقبين الجويين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن يكونوا مسؤولين عن توجيه أكثر من 5 آلاف رحلة جوية بأمان في الوقت نفسه.
بدورها، صرحت رابطة "خطوط الطيران الأمريكية"، وهي رابطة تجارية جوية، بأنها تعمل على الامتثال لأمر إدارة الطيران الفيدرالية بخفض الرحلات الجوية، مع تخفيف الاضطراب الذي قد يلحق بالمسافرين، لكن الأمر لن يكون سهلاً.
وأضافت في بيان، أن "أكثر من 3.5 مليون مسافر شهدوا تأخيرات أو إلغاءات بسبب مخاوف تتعلق بنقص موظفي مراقبة الحركة الجوية منذ بدء الإغلاق".
يستمر إغلاق الحكومة الأمريكية منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
وهذا يعني أن حوالي 1.4 مليون موظف فيدرالي في إجازة دون أجر أو يعملون دون أجر حتى استئناف عمل الحكومة.
وتعد عمليات الإغلاق شائعة جداً على مدار الخمسين عاماً الماضية، فقد شهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثلاث عمليات إغلاق في ولايته الأولى.
وتحدث عمليات الإغلاق عندما يعجز الكونغرس عن الاتّفاق على خطة إنفاق جديدة ليوقعها الرئيس لتصبح قانوناً. وغالباً ما يظل الديمقراطيون والجمهوريون في حالة جمود لأسابيع، حيث لا يُبدي أي من الجانبين استعداداً للتنازل.
ولم يتم الاتفاق على مشروع قانون لتمويل الخدمات الحكومية بعد الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو تاريخ انتهاء صلاحية الميزانية الفيدرالية السابقة.
وحدث الإغلاق السابق في ديسمبر/ كانون الأول 2018، الذي انتهى جزئياً بسبب تأخر عدد كبير من مراقبي الحركة الجوية في الإجازة المرضية بعد أكثر من شهر دون أجر.
وأفادت مصادر لشبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ يخططون لإجراء تصويت آخر يوم الجمعة، في محاولة لإنهاء الإغلاق العام.
وتتضمن الخطة، وفق المصادر، تصويتاً على المضي قدماً نحو "تمويل مؤقت" لإنهاء الإغلاق، الذي أقره مسبقاً مجلس النواب.
كما أفادت تقارير بأن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، يدرس طرح إجراء إنفاق مؤقت جديد من شأنه إعادة فتح الحكومة حتى يناير/ كانون الثاني، بالإضافة إلى تمويل مشاريع قوانين للزراعة والإنشاءات العسكرية والهيئات التشريعية.
ويتمثل المطلب الرئيسي للديمقراطيين في التصويت على تمديد دعم الرعاية الصحية. علاوة على ذلك، يتبع الديمقراطيون استراتيجيات مختلفة لانتزاع تنازلات من الجمهوريين.
ويحتاج تصويت يوم الجمعة إلى 60 صوتاً لكي ينجح، وهو العائق الذي فشل مجلس الشيوخ في اجتيازه خلال الأيام الـ37 الماضية.
وقال الجمهوري رون جونسون من ولاية ويسكونسن: "نأمل أن نمرر مشروع القانون اليوم بالإجماع أو بالتصويت الشفهي. لم يعترض أي عضو جمهوري في مجلس الشيوخ على مشروع القانون، ونأمل أن يكون الأمر نفسه ينطبق على أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين".
ويصف المسافر بن سوسيدا شعوره، تجاه السفر جواً خلال الإغلاق الحكومي الذي يؤثر بشكل مباشر على موظفي مراقبة الحركة الجوية.
يقول بن سوسيدا، الذي يأمل بالسفر من ويتشيتا بولاية كنساس إلى العاصمة واشنطن، إنه "قلق على مراقبي الحركة الجوية بسبب عملهم من دون أجر".
ويضيف: "أضع حياتي، في كل مرة أسافر فيها، على عاتق مراقبي الحركة الجوية. إنهم رائعون.. لكنني الآن أضع حياتي بين يدي أشخاص لا يتقاضون رواتبهم، وهذا يُثقل كاهلهم؛ وهم يحاولون إيجاد سبل لإطعام عائلاتهم".
ويكمل: "نطلب منهم أن يكونوا على أعلى مستوى لحمايتنا..، الضغوط التي تُفرض عليهم قاسية للغاية، وعلى الحكومة أن تُعالج هذا الأمر".
وهناك رحلة طيران مباشرة واحدة فقط يومياً بين ويتشيتا، كانساس، والعاصمة الأمريكية.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة