قالت لاكروا إن المنظمات الحقوقية والباحثين، مع استمرار الحرب في السودان وصعوبة الوصول إلى إقليم دارفور ، لجؤوا إلى تقنيات حديثة لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يشهدها الإقليم، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ، وما رافقها من تقارير عن إعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم فينسيان جولي- أن الأمم المتحدة ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومراكز أبحاث دولية، تعتمد الآن، بسبب استهداف الصحفيين المحليين واستحالة وصول فرق التحقيق الدولية إلى الميدان، على تحليل صور الأقمار الاصطناعية والتحقق من الفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالفعل تزايدت شهادات الانتهاكات منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر -حسب الصحيفة- واتهمت تحالفات الجماعات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية ، قوات الدعم السريع شبه العسكرية "بإعدام أكثر من 2000 مدني أعزل".
وبفضل هذه الجهود تعج وسائل التواصل الاجتماعي اليوم -كما تقول الكاتبة- بعشرات الصور التي تظهر جرائم قتل، ومدنيين يلاحقهم مسلحون على متن شاحنات خفيفة، وجثثا مهشمة الرؤوس.
وقد أظهرت التحليلات أدلة على "إعدامات جماعية" ووجود جثث قرب مواقع لقوات الدعم السريع، إلى جانب مؤشرات على نزوح واسع للسكان من الفاشر نحو الجنوب والغرب، كما تقول الصحيفة.
يستخدم الباحثون تقنيات دقيقة لتحديد المواقع الجغرافية وتاريخ التصوير اعتمادا على الظلال والعلامات المميزة في الصور
ويستخدم الباحثون تقنيات دقيقة لتحديد المواقع الجغرافية وتاريخ التصوير اعتمادا على الظلال والعلامات المميزة في الصور، كما يعملون على مطابقة هذه الأدلة مع مئات الفيديوهات التي تبثها القوات شبه العسكرية على تليغرام وواتساب وإكس.
وفي أحد هذه المقاطع -كما تقول الكاتبة- ظهر عبد الرحيم دقلو ، نائب قائد الدعم السريع وشقيق قائده الأعلى محمد حمدان دقلو ( حميدتي )، محتفلا بالسيطرة على المدينة، مما يعد دليلا على علم القيادة العليا بهذه الانتهاكات.
وتتعاون فرق التحقيق مع خبراء لغويين لتحديد أصول ولهجات المتحدثين في المقاطع، بهدف التعرف على مناطقهم أو حتى جنسياتهم، بعد رصد مقاتلين من دول أفريقية أخرى ضمن صفوف الدعم السريع.
ورغم أهمية الأدلة الرقمية والمرئية، يشدد الباحثون على ضرورة تأكيدها بشهادات ميدانية من الناجين واللاجئين، لأنه لا يمكن الاعتماد على الصور وحدها لإثبات وقوع الجرائم.
وخلصت الصحيفة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو الوصول إلى الحقيقة بموضوعية ونزاهة، بعيدا عن الأحكام المسبقة، لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في دارفور.
    
    
        المصدر:
        
             الجزيرة
        
    
 
   مصدر الصورة